الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ >>
قصائدالشريف المرتضى
يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
الشريف المرتضى
- يا خيرَ بادٍ في الأنامِ وحاضرِ
- وأحقَّ مُولٍ في الزَّمانِ لشاكرِ
- و أشقَّ من " وطأ " الكواكب مرتقى
- و أععزَّ من ليث العرينِ الخادرِ
- قد جاءني التَّشريفُ منك كأنَّه
- قِطَعُ الرِّياض عُقيبَ غيثٍ ماطرِ
- و كأنه بردُ الشبابِ نضارة ً
- أو بشرُ آونة ِ الربيع الزاهرِ
- أثوابُ عزٍّ لم يكنّ للابسٍ
- إلاّ رياشَ مفاخرٍ ومآثرِ
- يُجرَرْنَ فوقَ ذُرا المجرَّة ِ عِزَّة ً
- و يطرنَ فوق النسرِ ذاك الطائرِ
- و لقد سننتَ شريعة ً للجود في
- غير الهدية ِ أنه للحاضرِ
- لم ترضَ ماشرعَ الكِرامُ، وكم لنا
- من ناقصٍ عن غاية ٍ أو قاصرِ
- حتّى جعلتَ لحاضرٍ أو ناظرٍ
- كلَّ الذي رَمَقَتْه عينُ النّاظرِ
- شاطَرْتَني تلك النَّفائسَ قاسماً
- بيني وبينك كلَّ علقٍ فاخرِ
- فكأننا متساهمان بضاعة ً
- حُطَّتْ إِلينا من ظهورِ أباعرِ
- أرسلتُها مَثَلاً شَروداً في النَّدى
- يسري بها لك كلُّ بيتٍ سائرِ
- جاءتْ كما اقترح التكرُّمُ مامشَى
- فيها اللسان ولا سرتْ في خاطرِ
- هيهاتَ منكَ الأوَّلون وإِنْ هُمُ
- صاروا منَ المعروف خيرَ مصايرِ
- سبقوا وجزتَ مداهمُ متمهلاً
- سَبْقَ الكريمة للهَجينِ العاثر
- فمتى أضفناهمْ إليك فإنما
- قِسْنا الثَّمادَ إلى الخِضَمِّ الزَّاخرِ
- فافخرْوتِهْ فخرَ الملوك على الورَى
- و على الطوالع في المحيط الدائرِ
- فلقد فَضَلْتَ جميعَهمْ بفضائلٍ
- وفواضلٍ ومكارمٍ ومكاثرِ
- و محاشنٍ نظمَ الزمانُ لمفرقيْ
- ملكِ الملوك بها سموطَ جواهر
- واسلمْ وإنْ لفَّتْ صروفُ زمانِنا
- هذا الأنامَ معاشراً بمعاشرِ
- في ظلَّ ملكٍ ضلَّ عن أيدي الردى
- وازورَّ عن سَنَنِ الحِمامِ الزَّائرِ
المزيد...
العصور الأدبيه