الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً >>
قصائدالشريف المرتضى
يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً
الشريف المرتضى
- يا حاملَ الكأس ناوِلْني مُشَعشَعة ً
- لم تقرِ همّاً ولا بخلاً بواديها
- أحسرْ بها غيهبَ الأحوانِ عن فكرى
- فكم ليالٍ بها زيّدتْ واريها
- لم أدرِ لمّا امتطَتْها كفُّ حاملها
- أحلَّتِ الكأسَ أم خَدَّيْ مُعاطيها
- وعائبٍ لمشيبي وهْوَ لابِسُهُ
- ولم يَعِبْ حُلَّة ً في النّاسِ كاسِيها
- لم يدرِ أنَّ مشيبَ الرّأسِ من فِكَري
- لم يَسْرِ رَكْبُ مشيبٍ في نواحيها
- أليس ينقص يوماً فى ذراً لهمُ
- ماءُ الشّباب غزيرٌ فى عزاليها ؟
- وما الفناءُ بموقوفٍ على حدثٍ
- والنّابُ في الذُّوْدِ أغْنَى من حَواشيها
- وعاذلٍ من صنيعٍ قد تدرّعه
- وليس يَشْفي منَ الأمراضِ شاكيها
- طويتُ كشحى َّ عنه ثمّ قلتُ له :
- ما العيشُ إنْ جَنَحَتْ نفسي لِلاحيها
- دَعْني أنَلْ من زماني بعضَ لَذَّتِهِ
- فقد وثقتُ بأنّ الدّهرَ يفريها
- وكيفَ آنسُ بالدُّنيا ولستُ أرى
- إلاّ امرءاً قد تعرَّى مِن عَواريها؟
- كأنّها غصّة ٌ حلّتْ بمبلعها
- أوْ كالقَذاة ِ أقامتْ في مآقيها
- " نصبوا " إليها بآمالٍ مخيّبة ٍ
- كأنّنا ما نرى عقبى أمانيها
- فى وحشة ِ الدّار ممّنْ كان يسكنها
- كلُّ اعتبارٍ لمن قد ظلّ يأويها
- لا تكذِبنَّ فما قلبي لها وطنٌ
- وقد رأيتُ طلولاً من مغانيها
- كم قد ركبتُ إلى العلياءِ ظهرَ فَلاً
- تضلُّ فيه قَطاة ٌ عن مَجاثيها
- وقفرة ٍ تُنكرُ الأنْسُ الوحوشَ بها
- ولايُرجِّي ورودَ الماءِ صاديها
- إذا تراختْ ركابى عن مهامها
- ركبتُ فيها اعتزاماً لا يباليها
- هانتْ على َّ مخوفاتُ الخطوبِ فما
- أَثْني يمينيَ عن قُصْوَى مَراقيها
- كأنّما قد نعى الدّنيا مخلّدها
- أوْ في يديَّ أمانٌ من لياليها
- " ومنْ تكنْ " نفسهُ لم يملها جزعٌ
- فزجرُ مُهْرِك في الهيجاءِ ماليها
- وإنْ تكنْ لم تَذَرْ كُثْرَ الأنامِ لها
- قُلاًّ فشِلْوُ هَزيلِ الجَنْبِ كافيها
- نفسي تنازعُني حالاً يضيقُ لها
- عَرضُ البلادِ فمن لي مِن تَقاضيها؟
- لقد دَعَتْ سامعاً لم تَكْدَ دعوتُهُ
- وطالبتْ بعظيمٍ مَنْ يُؤاتيها؟
- أقْلِلْ لديَّ بأنباءِ الزَّمانِ فما
- أهابُ نفسي لأنّي لا أُرَجِّيها
- لا تجتنِ العزَّ إلاّ من حدائقهِ
- فكم رياضٍ عراضٍ خاب جانيها
- ما عزّ من ذلَّ فى تطلابِ عزّتهِ
- مجاوِرُ النّارِ من قُرٍّ كصاليها
- إنَّ المعالى َ لا تعطيك صهوتها
- وما سعتْ لك رجلٌ فى مساعيها
- لم تَنتَهِزْ مادَنا من فرعِ دَوِحتِها
- فكيفَ تَسمو إلى مافي أقاصيها؟
المزيد...
العصور الأدبيه