الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ >>
قصائدالشريف المرتضى
يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ
الشريف المرتضى
- يا حادِيَ العِيسِ عرِّجْ بي على الدِّمَنِ
- فكم لنا عندهنّ اليوم من شجنِ
- ماذا على النَّفرِ الغادينَ لو سَمحوا
- بنظرة ٍ من خلالِ السِّجْفِ لم تَبِنِ
- قالوا: نراك بلا سُقْمٍ!فقلتُ لهمْ:
- السّقمُ فى الجسمِ ليس السّقمُ فى البدنِ
- فى القبِ منكمْ حزازاتٌ لو انكشفتْ
- لعاذلى فيكمُ مابات يعذلنى
- هل فى الهوى من غريمٍ لا يماطلنى
- أوْ من خليلٍ عليه لا يعنّفنى
- لا يعرف الدّارَ إلاّ قام يندبها
- ولا يسائلُها إلاّ عنِ السَّكَنِ
- ولي فؤادٌ إِذا أصبحتَ تأمُرُه
- بالصَّبرِ أمسَى بغيرِ الصَّبْرِ يأمرني
- ومُسرفٌ كلَّما واصَلْتُ قاطعني
- بَغْياً عليَّ وإنْ واصلتُ باعَدَني
- وإنْ شكوتُ إليه بعضَ قسوتهِ
- لانتْ صخورُ شرورى وهو لم يلنِ
- وقد جفانى َ حتّى أنّ طارقهُ
- في ظُلمة اللّيل عَمداً ليس يطرقُني
- للهِ أيّامُ فخرِ الملك من علقتْ
- به المكارمُ مجرى الرّوحِ للبدنِ
- ومَن يجودُ بما تحوي أنامِلُهُ
- منَ النّفائس في سرِّ وفي عَلَنِ
- أعطيتَ حتى كأنَّ الجودَ مُبتَدَعٌ
- وإنّ شيئاً من المعروفِ لم يكنِ
- للهِ درّك والأبطالُ هائبة ٌ
- ومَنْ يُطيقُ وإن أَوْفَتْ بلاغتُهُ
- والسّمرُ تفتقُ طعناً كلَّ "راعفة "
- منَ النَّجيع بمثلِ العارِضِ الهَتِنِ
- في ظهرِ طاوية ِ الأحشاءِ ضامرة ٍ
- كأنَّها قِدْحُ نَبْعٍ جِيبَ بالسَّفَنِ
- قلْ للذين أَرادوا نيلَ غايتِهِ:
- أين الحضيضُ من الأعلامِ والقننِ ؟
- كم ذا اهتديتمْ ولا هادٍ سواه على
- ظلماءَ لو مرَّ فيها الصُّبحُ لم يَبِنِ
- أحبّهُ ، وقليلٌ ذاك محتقرٌ
- حبَّ الغريبِ القَصِيِّ الدّارِ للوطَنِ
- وأرتضى ملكه لى بعد ما عزفتْ
- نفسي عن المَلِكِ الجبّار يملكُني
- وأرتجيهِ لأيّامٍ أطالعها
- غيباً بلا باطلٍ فيها ولا دَرَنِ
- يَفديك كلُّ وِساعِ الباعِ في طَبَعٍ
- شَحْطٍ على مُرتجيهِ ضيِّقِ العَطَنِ
- مازال والنّاسُ شتّى في خلائقهم
- غَرْثانَ من كرمٍ ملآنَ من جُبُنِ
- يريدُ نيلَ العُلا عفواً بلا تعبٍ
- وكم دوينَ العلا من مركبٍ خشنِ
- لايُدركُ العزَّ إلاّ كلُّ ذي أَنَفٍ
- نابٍ عن العجزِ شرّادٍ عن الوهنِ
- يُلقي الثَّراءَ على وجهِ الثَّرى أبداً
- ويتركُ الغثَّ منبوذاً على السَّمِنِ
- دانَ الزّمانُ لنا بعدَ الجِماحِ،ولو
- سِواك راضَ شِماساً منه لم يَدِنِ
- فالآنَ نجري إلى اللذّاتِ نأخذُها
- بلا عذارٍ يعنّينا ولا رسنِ
- هنّيتَ بالعيدِ واعتادتْ ربوعك منْ
- سعودهِ كلُّ وطفاءٍ من المزنِ
- وعشتَ من نبواتِ الدّهرِ قاطبة ً
- وإنْ دهين الورى فى أوثقِ الجننِ
- ولا تغبْ عن نعيمٍ ظلتَ تألفهُ
- ولا تخبْ عن منًى فيه ولا تهنِ
- هذا الثّناءُ فإنْ كانتْ مدائِحُهُ
- يقصرن عنك فبعدُ الشّأوِ يعذرنى
المزيد...
العصور الأدبيه