الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ >>
قصائدالشريف المرتضى
يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ
الشريف المرتضى
- يا ثاوياً خلفَ الرِّتاجِ المُطْبَقِ
- أعزز على َّ بأنّنا لا نلتقى
- دخلَ الزَّمانُ كما كرِهنا بيننا
- ورمَى اجتماعاً بيننا بتفرُّقِ
- ووددتُ لمّا قلتُ قد فارقته
- تحت الجنادل أنّنى لم أصدقِ
- وطرحْتُهُ مُتَسربلاً نَسْجَ الثَّرى
- في قعرِ مُسودِّ الجوانبِ ضيِّقِ
- وفعلتُ فيه وإنّنى شفقٌ به
- لمّا يئستُ فِعالَ غيرِ المشفقِ
- ورجعتُ عنه كأنَّني لم ألقَهُ
- وكأنَّني بنسيمهِ لم أعْبَقِ
- أبكي وليس يردُّ مَيْتاً ماضياً
- جَزَعي عليه ولا طويلُ تحرُّقي
- وسَرقتُه مِنْ بينِ مَنْ حُرِّمتُه
- ففقدته فوددتُ أنْ لم أسرقِ
- أينَ الذين بَنَوا رفيعاتِ البُنَى
- مِن بارقٍ وسَدِيرِهِ وخَوَرْنَقِ
- ومن ابتنى الهرمين ثمّ علاهما
- بالعَصْب والدِّيباج والإستبرقِ
- أم أينَ مَن أعلى بُنَى إيوانِهِ
- عزّاً كنجمٍ في السّماءِ محلِّقِ
- وتَرى اللّيالي بُكرة ً وعشيَّة ً
- خَضِلَ الأصائلِ منه غضَّ الرَّونَقِ
- كانت تفتّحُ للثّرا أبوابه
- فثناه مصرعه ببابٍ مغلقِ
- ولكمْ توسّد فى القلالِ نمارقاً
- فالآنَ نُوسدُه صَعيدَ الأبرقِ
- ومتوّجٍ بمرصّعٍ من عسجدٍ
- بُوغاؤه في اللحْدِ تاجُ المَفْرَقِ
- تهتزّ " فوق " شواته فى حفرة ٍ
- من بعد ألوية ٍ غصونُ العشرقِ
- سَوَّى الرَّدَى بينَ الرِّجالِ فباسلٌ
- كمجبّنٍ ومموّلٍ كالمملقِ
- وإذا مَضَوا حِزَقاً إلى حُكمِ البِلى
- نُبذوا إلى كَفَّيْ سَفيهٍ أَخْرَقِ
- فجلودهمْ ببنانِ كلِّ ممزّقٍ
- وعظامهمْ فى ما ضغى ْ متعرّقِ
- كانوا الحلولَ بكلِ قصرٍ شاهقٍ
- فهمُ الحلولُ بكلّ قفرٍ سملقِ
- وكأنَّ فارسَهمْ لِطْرِفٍ ماعلا
- وخطيبهمْ فى محفلٍ لم ينطقِ
- قُل للذي كنزَ الكنوزَ لغيره
- جهلاً وجمّع ماله لمفرّقِ
- إنْ كنتَ ما أنفقته ضنّاً به
- أَضحى برغمك في أناملِ مُنفِقِ
- وإذا البخيلُ حمى لضنٍّ نفسه
- من رزقه فكأنّه لم يرزقِ
- ونَعى إليَّ السُّمسميَّ مُخَبِّرٌ
- فوددتُ أنّ لسانه لم يخلقِ
- وجهدتُ كلَّ الجهدِ وهو محقّقٌ
- لمقاله أنْ كان غيرَ محقّقِ
- فبليتُ من نجواهُ لا ناجى بها
- بمسَّهدٍ طولَ الدُّجَى ومؤرَّقِ
- وسلبتُ منه كلَّ خلقٍ معجبٍ
- وفَقدتُ منه كلَّ شيءٍ مُونِقِ
- وطلبتُه بينَ الرِّجالِ فلم يكنْ
- ولربَّ مطلوبٍ بِنا لم يلحقِ
- وكأنَّني من بعدهِ ذو قَفْرة ٍ
- صَفِرَتْ إداوتُهُ كليلُ الأينُقِ
- ولقد مَحا آدابَه وعلومَه
- منّا الرّدى بالرّغمِ محوَ المهرقِ
- فكأنّنا لكلامه لم نستمعْ
- وكأنّنا لعبيره لم ننشقِ
- ولوِ الرَّدى ممّا يدافعُه الفتى
- لدفعتُ عنه بكلِّ غالٍ أرْوَقِ
- وبكلِّ خوَّارِ المهزَّة ِ باترٍ
- عضبٍ رقيقَ الشّفرتين مذلّقِ
- وحطمتُ فى رداك أسنّة ً
- فوق الجياد الضّمّراتِ السّبّقِ
- حتّى ألفَّ مثلّماً بمثلّمٍ
- ومنَ الوشيج مدقَّقاً بمدقَّقِ
- في غُلْمَة ٍ مُتَسرِّعينَ إلى الرَّدَى
- متهجّمين على المقامِ الضيّقِ
- من كلّ وضّاح الجبين كأنّه
- قمرٌ وممتدِّ القناة ِ عَشَتَّقِ
- مُتزاحمين فَمنْسِرٌ في مَنْسِرٍ
- أو فَيْلقٍ بضرابه في فَيلقِ
- لم يشربوا إلاّ كؤوسَ قِسِيِّهِمْ
- أو يَطْعموا إلاّ لحومَ المأْزقِ
- لِقناهُمُ بينَ الأضالعِ في الوغَى
- زَجَلٌ ولا زجلُ الأَباءِ المُحْرَقِ
- وإذا همُ طعنوا تريبَ مجرّدٍ
- أَضحى بنسجِ نَقيعهِ في فَيلقِ
- وصَحبتني وأنا امرؤٌ متدرِّعٌ
- درعَ الشّبابِ وبردة ً لم تخلقِ
- لم تُمحَ مِنّي جِدَّتي ونَضارتي
- كلاّ ولا نضبتْ غضارة ُ رونقى
- جادتْ عليك سحائبٌ مُنهلَّة ٌ
- من كلِّ منفتِقِ الكُلى مُتخرِّقِ
- صخبِ الرّعودِ له زماجرُ أخجلتْ
- باللّيلِ زمجرة َ الهزبرِ المحنقِ
- وكأنّه متراكماً صمٌّ هوتْ
- من شاهقٍ أو جِلّة ٌ من دَرْدَقِ
- وسقاكَ ربُّك ليس ما يَسقي بهِ
- بمصرّدٍ كلاّ ولا بمرّنقِ
- ورثيتُ منك أخا فضائلَ لم تزلْ
- كالشّمسِ أو كالكوكبِ المتألّقِ
- عجزتْ يدي عن أن تَبَرَّكَ ميِّتاً
- فخذِ المبرَّة َ كلَّها من مَنطقي
المزيد...
العصور الأدبيه