الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني >>
قصائدالشريف المرتضى
- وسائلة ٍ لتعرفَ ما عَراني
- وما جرّتْ إلى َّ يدا زمانى
- فقلتُ لها لو استمليتِ ما بى
- لأملتهُ عليكِ غروبُ شانى
- تعمَّدني زَماناً ريبُ دهري
- فلمّا أنْ تعمّدنى رمانى
- ولي مُتَزَحْزَحٌ عنه لوَ انِّي
- أراهُ بناظِريَّ كما يراني
- أقودُ إلى المقابرِ كلَّ يومٍ
- على رغمي خبيئاً في جَناني
- وأودعهُ على أنّى شفيقٌ
- عليه كلَّ غبراءِ المَحاني
- "مطمّسة ٍ" يضلّ المرءُ فيها
- ضَلالَ العَصْفِ خرَّ من الفِنانِ
- مُعَرَّسُ كلِّ مملوكٍ ومَلْكٍ
- ومضطجعُ المكرّمِ والمهانِ
- وفارقني بداهية ِ اللّيالي
- حبيبٌ ما سلَوْتُ ولا سَلاني
- فأُصبحُ فيه مجتمعَ الأماني
- وأمسى حيث لا تأتى الأمانى
- وقالوا : قد مرنتَ على الرّزايا
- فقلتُ لهمْ: وما يُغني مِراني؟
- وفى الأيّامِ مطرقة ٌ صموتٌ
- تَقمَّصُ بالشّجاعِ وبالجبانِ
- فهَبْها لم تكنْ جَذَمَتْ يميني
- ألَيْستْ بالتي أوْهَتْ بَناني؟
- وهبها لم تكن صدعتْ قناتى
- أليْستْ بالتي ثلمَتْ سِناني؟
- أَلا مَن عاذري من جارِ سوءٍ
- إذا لم آتِهِ هَرَباً أَتاني
- معانٍ فى الّذى يبغيهِ منّى
- وإنْ أربى ومدلولٍ مكانى
- له أيدٍ بما أجنى عليه
- ومالى بالذى يجنى يدانِ
- أقدّره المسالمَ وهو حربٌ
- وأحسبُهُ بعيداً وهْوَ دانِ
- وتعدونى صوائبهُ لغيرى
- وما أُعدي حميمي ما عَداني
- فيا ليت الذي أقلاهُ منهُ
- وأجفوه قلانى أوْ جفانى
- تأملْ أنتَ أدرى اليومَ منّى
- أَصِرْفٌ ما سقاني السّاقيانِ؟
- وهلْ غنَّى ليَ العَصْرَانِ فيمنْ
- هَوِيتُ بما سمعتُ ليُطرباني؟
- وهلْ أحسستَ ي
- ا حادي المطايا
- عشيّة َ قلّص المحبوبُ عنّى
- وقامَ بما كرهتُ النّاعيانِ
- وقد أرعيتُ نطقي منك سَمعاً
- فهل أنكرتَ شيئاً من بيانى ؟
- فإنّى من ينال الخطبُ منه
- فيأنف أنْ يفوه به لسانى
- وغيرُ الذّودِ ملّكَ بعد خمسٍ
- جِمامَ الماءِ قُعْقِعَ بالشِّنانِ
- وصبراً بالّتى لا أتّقيها
- بضَرْبي في الكريهة ِ أوْ طِعاني
- ومن طَمَعٍ أُخادعُ مِنْ يقيني
- على عَمْدٍ وأُكِذبُ من عِياني
- وأضحى فى بنى الدّنيا مقيماً
- وفى أيدى نوائبها عنانى
- تلاعبُ بى الحوادثُ كلَّ يومٍ
- وتُقْرِئني أساطيرَ الزَّمانِ
- وبالزَّوْراءِ أحداثٌ بَناها
- على الإعظامِ والإكرامِ بانِ
- علونَ تقًى على شرفاتِ رضوى
- وطلن علاً على هضبى ْ أبانِ
- وهنَّ على العراقِ لمن يراها
- وأفنِية ُ الإلهِ لها مَغانِ
- فكم سببٍ لهنّ إلى العطايا
- وكم بابٍ لهنَّ إلى الجِنانِ
- وللأقوامِ تَطْوافٌ عليها
- طوافهمُ على الرّكنِ اليمانى
- قبورٌ للأجادِلِ من قريشٍ
- ذوي السُّوراتِ تُتْلى والمَثاني
- منَ النَّفرِ الأُلى جمعوا المعالي
- وحازوا فى العلا قصبَ الرّهانِ
- أُناسٌ لا يُبالون المنايا
- ونارُ الحربِ ساطعة ُ الدّخانِ
- وتلقاهُمْ بحربٍ أوبجَدْبٍ
- مطاعيناً مطاعيمَ الجفانِ
- فحُطّا صاحِبَيَّ بهمْ رِحالي
- قبيلَ نزولِ أمرٍ ترقبانِ
- أقمْ فى ظلّهمْ ما دمتُ حيّاً
- ويدركنى بعقوتهمْ أوانى
- لعلّى أنْ أجاورهمْ صريعاً
- فآخذ من شفاعتهمْ أمانى
- فقد قضّيتُ بالهفواتِ عمرى
- ونلتُ من الخطايا ما كفاني
المزيد...
العصور الأدبيه