الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ >>
قصائدالشريف المرتضى
وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
الشريف المرتضى
- وثقتُ بكمْ حتى خجلتُ وكم جنتْ
- لنا ثقة ٌ من خجلة ٍ في الصفائحِ
- و ما كنتُ أخشى قبلها إنْ كشفتكمْ
- أُكشِّفُكمْ عن مثلِ هذي القبائحِ
- هبوني امرءاً لاَ منَّ منه عليكمُ
- و لا كان يوماً عنكمُ بمنافحِ
- وإن قادكُمْ كُرْهًا إلى ربوة ِ العُلا
- نكصتمْ على الأقفاءِ نكصَ طلائحِ
- و لم يسعَ فيما تبتغون ودونهُ
- حجازٌ من الأعداءِ ليس ببارحِ
- و أدناكمُ عفواً إلى جانبِ الغنى
- و كلكمُ ما بين ناءِ ونازحِ
- وقد صَلُحَتْ أيّامُكمْ باجتهادهِ
- فلمْ يومهُ ما بينكمْ غيرُ صالحِ ؟
- و أظفركمْ بالعزَّ والعزُّ شاهقٌ
- وأنتمْ بلا طَرْفٍ إلى العزِّ طامحِ
- شَحَذْتُكُمُ سيفًا أصُدُّ به العِدَى
- وما كانَ عندي أنَّ سيفيَ جارِحي
- و إنّ الذي أغراكمُ بقطيعتي
- وقد كنتُ وَصَّالاً لكمْ غيرُ نازحِ
- و إني لسمحٌ بفراقكمْ
- وما كنتُ فيه برهة ً بالمُسامِحِ
- تبدلتُ لما أنْ رأيتمْ ولم أعنْ
- وإنّي لَسَمْحٌ باذلٌ بفراقِكمْ
- و أخرجَ ما أبدعتمُ من مساءة ٍ
- هوى لكمْ قد كان بين الجوانحِ
- و لما شربتُ الودّ منكمْ بسومكمْ
- رجعتُ بكفٍ بيعها غيرُ رابحِ
- ولولايَ في ميزانِكمْ يومَ خبرة ٍ
- لما كان إلاّ شائلاً غيرَ راجحِ
- فلا تحسبوا أني مقيمٌ على أذى
- فإنيَ موتورٌ كثيرُ المنادحِ
- إذا ضرَّني يومًا صديقي وساءَني
- فما هو إلاّ كالعدوَّ المكاحِ
- تقطَّعَ وُدٌّ كان بيني وبينَكمْ
- وطاحتْ به في الأرضِ إِحدى الطَّوائِحِ
- فمالي إلى أوطانِكمْ من مطامِحٍ
- و مالي إلى أعطانكمْ من مسارحِ
- و ما ليَ إلمامٌ بدارِ حلولكمْ
- وما كنتُ إلاّ بينَ غادٍ ورائِحِ
- وإنْ كانتِ البطحاءُ دارَ مُقامِكمْ
- فماليَ تَعريجٌ بتلك الأباطحِ
- و أيقنتُ أني ثاوياً في دياركمْ
- مقيمٌ على آلِ القفارِ الصحاصحِ
- و كنتُ وما جربتكمْ كلفاً بكمْ
- فأظفرني تجريبُكمْ بالفَضائِحِ
- لنا في تلاقينا وجوهٌ ضواحكٌ
- و كم دونهنّ من قلوبٍ كوالحِ
- وقد كنتُمُ صُبحًا بغيرِ دُجُنَّة ٍ
- فقد صرتُمُ جُنْحًا بغيرِ مصابحِ
- فلا تسألوني عن صفاءٍ عَهِدتُمُ
- فقد طار في هوجِ الرياح البوارحِ
- فإنْ تشحطوا بعد اجتماعٍ وإلفة ٍ
- ببعض الرَّزايا الهاجماتِ الفوادِحِ
- فقلبيَ عنكمْ معرضٌ غيرُ مائقٍ
- و دمعي عليكمْ جامدٌ غيرُ سافحِ
- وما كلُّ ما لاقيتُ منكمْ شكوتُهُ
- و أولُ جدَّ المرءِ تعريضُ مازحِ
- فشتّانَ لو أنصَفْتُمُ من نفوسكمْ
- و لم تظلموا ما بين هاجٍ ومادحِ
- و إنّ غبينَ الناسِ من بات عرضهُ
- تُعرِّضُهُ السُّوءَى لبعضِ القرائحِ
المزيد...
العصور الأدبيه