الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ >>
قصائدالشريف المرتضى
نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
الشريف المرتضى
- نادمتُ طيفَكِ ليلة َ الرَّملِ
- والرَّكبُ من وَسَنٍ على شُغلِ
- فطنوا لهجركِ إذْ بخلتِ ضحًى
- وعموا كرًى عن ساعة البذلِ
- بتنا نجدّ وكيف جدّ فتًى
- مسترهنٌ فى قبضة ِ الهزلِ
- أهدي التي خلقتْ كما اقترحتْ
- حسناً وما استرضَتْه من دَلٍّ
- كم قد أساءَتْ وهْي عامدة ٌ
- فجعلتُها للحبِّ في حِلِّ
- ولقد درى من لا يخادعنى
- أنّى صريعُ الأعينِ النّجلِ
- إنَّ الذينَ تَرحَّلوا سَحَراً
- قتلوا بذاك وما نووا قتلى
- لم يحملوا يومَ الرّحيل سوى
- قلبي العميد بهمْ على البُزْلِ
- وإذا رأيتَ جمالَ غانية ٍ
- فهو الذى سرقته من جملِ
- بيضاءُ تفضحُ بالضِّياءِ ضُحى ً
- ودجًى بفاحمِ شعرها الجثلِ
- وتنكرتْ لمّا رأتْ وضحاً
- متلهّباً فى مفرقى يغلى
- وليننى زمناً بهنّ فمذ
- شاب العذارُ كتبنَ بالعزلِ
- فكم ارتديتُ وذا الشّبابُ معى
- بغديرة ٍ وبمعصمٍ طفلِ
- فالآنَ ما يَمْشي لغانية ٍ
- خَطْوي ولا تَقتادُها رُسْلي
- قُيِّدتُ عنها بالمشيب كما
- عقلَ الشّرودُ الصّعبُ بالشّكلِ
- لا تُلزميني اليومَ ظالمة ً
- ما ليسَ من عَقْدي ولا حَلِّي
- إنَّ المشيبَ وقد ذُمِمْتُ بهِ
- من فعلِ ربِّكِ ليس من فِعلي
- ما إِنْ نزلتُ عليه أَرْحُلَه
- وهو الذي وافَى إلى رَحْلي
- من مبلغٌ عنّى لأشكره الـ
- ـملكَ العزيزَ وجامِعَ الفضلِ؟
- والفاعلَ الفعلاتِ ما عهدتْ
- بين الأنام وقائلَ الفصلِ
- أنتَ الذي سوَّيتَ مُعتلياً
- بالفخر بين الفرع والأصلِ
- لله درّك فى الهياجِ وقد
- قامَ الحمامُ به على رجلِ
- والحكمُ للسُّمرِ الطوالِ بهِ
- فى القومِ أو للأبيضِ النّصلِ
- والحربُ تعذِمُ كلَّ مُضْطَبِع
- بروائها بنيوبها العصلِ
- وهناك من شرّ القنا علقٌ
- كالطّلِّ آونة ً وكالوبلِ
- والطّعنُ يفتقُ كلَّ واسعة ٍ
- كالباب فاغرة ٍ إلى الأكلِ
- فى موقفٍ زلقٍ تشيب به
- لو أبصرته مفارقُ الطّفلِ
- ملآنَ بالآسادِ ضارية ً
- غصّان من خيلٍ ومن رجلِ
- كنتَ الأعزَّ به وقد خفضتْ
- فيه رؤوس القوم من ذلِّ
- وسَقَيْتَ أُمَاتِ الكماة ِ بهِ
- ضرباً وطعناً جرعة َ الثُّكلِ
- حتّى كأنّك لا تخاف ردًى
- أوْ لا تعاف مرارة َ القتلِ
- كم قد فرجتَ وأنتَ محتقرٌ
- لا تَرتضي مِن ضَيِّقٍ أَزْلِ
- ونفختَ من كرمٍ قضى ومضى
- روحاً لنا وقتلتَ مِن مَحْلِ
- وأريتَنا أنَّ الأُلى سُطِرَتْ
- نَفَحاتُهمْ كانوا أُولي بُخْلِ
- قد كان فى قلبى وأنت على
- شكواك مثلُ صوائبٍ النَّبْلِ
- وكأنَّني لمّا سمعتُ بهِ
- حيرانُ مُمتلىء ٌ من الخَبْلِ
- ولو أنّنى أسطيع فديتها
- لفديتُها بالنَّفسِ والأهلِ
- وحملتُ ثقلاً لامرئٍ حملتْ
- طولَ الزّمانِ يمينه ثقلى
- أنتمْ إذا خفتُ الأذَى عُصُري
- وإذا ضَحيتُ فأنتمُ ظِلِّي
- وإذا ضربتُ فأنتمُ جننى
- وإذا ضربتُ فأنتمُ نصلى
- وإذاظمئتُ فمن غديركمُ
- نهلى ومن جدواكمُ علّى
- ولقد فرغتُ من الأمور معاً
- وثناؤكمْ ومديحُكمْ شُغلي
- ولأنتَ من قومٍ إذا وعدوا
- سَفّوا عن الإخلافِ والمَطْلِ
- زَحموا الكواكبَ من مراكزِها
- ومَشَوا على النَّسْرين بالنَّعْلِ
- والوعرُ كالجردِ المبين إذا
- قطعوا مدّى والحزنُ كالسّهلِ
- يا مالكاً لا مثلَ يعدلُهُ
- ما في ولائك آخَرٌ مِثلي
- ما كان بعضى فى يدى ْ بشرٍ
- فالآنَ خذْ منّي هوى ً كُلِّي
- واسمعْ مديحاً بتّ أنظمه
- يميله منك على َّ ما يملى
- أغليتُه دهراً ومذ عَلِقتْ
- بك راحتى أرخصتُ ما أغلى
المزيد...
العصور الأدبيه