الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> من ذا الذى ينجو من الآجالِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- من ذا الذى ينجو من الآجالِ
- فى هابطٍ من أرضهِ أو عالِ ؟
- و منِ المعرّجُ عن صروفِ نوائبٍ
- يُجرَرْنَ فيه أو حُتوفِ ليالِ؟
- يا قربَ بينَ إقامة ٍ وترحُّلٍ
- و الصّبحُ صبحُ العيش والآصالِ
- و إذا اللّيالى قوّضتْ ما تبتنى
- فكأنَّها ما بلَّغتْ آمالي
- ما لي أُعلَّلُ كلَّ يومٍ بالمُنى
- وأُساقُ من عِدِّ إلى أَوشالِ؟
- ويغرُّني الإكثارُ من نَشَبٍ وما الـ
- ـإكثارُ إلاّ أوَّلُ الإقلالِ
- قطِّعْ حبالكَ من فتى ً عصفَتْ به
- هُوجُ المنون فقد قَطعتُ حبالي
- كم من أخٍ عُرِّيتُ منه بالرَّدى
- فعططتُ قلبى منه لا سربالى
- ووصلتهُ حيّاً ولمّا أن أتتْ
- رُسُلُ الحِمامِ إليهِ ماتَ وِصالِي
- جَزعي رخيصٌ يومَ فاجَأَ فقدُه
- قلباً به صبّاً وصبريَ غالِ
- ونبذته فى حفرة ٍ مسدودة الأعـ
- ماق عن ريحى ْ صباً وشمالِ
- وكأنّه لمّا مضى بمسرّتى
- عَجِلاً أتاني من مَطيفِ خيالي
- حتّى متى أنا فى إسارِ غرورة ٍ
- وَرْهاءَ تَسحرني بكلِّ مُحالِ؟
- ما لي بها إلاّ الشَّجا وعلى الصَّدى
- وقدِ استطالَ عليَّ غيرُ الآلِ
- بخلائقٍ مملولة ٍ مذمومة ٍ
- عوجٍ ولكنْ ما لهنّ ملالى
- أوَ ما رأيتَ وقد رأيتَ معاشراً
- سكنوا كما اقترحوا قلالَ معالِ
- حَكُّوا بهامِهِمُ السَّماءَ وجرَّروا
- فى الخافقين فواضلَ الأذيالِ
- وتحلّقوا شرفاً وعزّاً باهراً
- والموتُ حطّهمُم الأجبالِ
- من كلِّ مَهضومِ الحَشا سَبْطِ الشَّوى
- كَرَماً وممتدِّ القناة ِ طُوالِ
- دخّالِ كلِ كريهة ٍ ولاّجِها
- جوّابِ كلِّ عظيمة ٍ جوّالِ
- متهجّم إذْ لاتَ حين تهجّمٍ
- واليومُ مثرٍ من قنًى ونصالِ
- وإذا همُ سئلوا ندًى وجدوا وقد
- سبقوا إليه قبل كلّ سؤالِ
- طلعوا على أُفقِ النَّدى في ساعة ٍ
- لا طالعٌ فيها طلوعَ هلالِ
- يا نازحاً عنِّي على ضَنِّي بهِ
- خذ ما تشاء اليومَ من إعوالى
- قد كنتُ ذا ثقلٍ ولكنْ زادنى
- فيكَ الرَّدى ثِقْلاً على أثقالي
- يا ليتَني ما إنْ تخذتُك صاحباً
- وأُحيلَ ودٌّ بيننا بِتَقالِ
- فارَقْتني وأُخِذْتَ قسراً من يدي
- من غيرِ أنْ خطرَ الفراقُ ببالي
- من ذا قضى من شملنا بتبدّدٍ
- ورمَى اجتماعاً بيننا بزِيالِ؟
- إنْ يَسلُ عنك الجاهلون محاسناً
- عرَّسْنَ فيك فلستُ عنك بسالِ
- أوْ لَمْ تَرُعْهمْ بالفراقِ فإنَّني
- مُذْ بِنتَ ممتلىء ٌ منَ الأَوجالِ
- إنْ تدنُ منّي وُصلة ً وقرابة ً
- فلأنتَ فى قلبى من الحلاّلِ
- وأجلُّ من قرباك بالنسب الذى
- لا حمدَ فيهِ قرابة ُ الأفعالِ
- فدعِ التّناسبَ بالشّعوب فما له
- جدوى ً تَفي بتناسبِ الأحوالِ
- ما ضرّ خلّى أن يكون مفارقاً
- في عنصري وخلالهِ كخِلالي
- وإذا خليلى لم أطقْ فعلاً به
- يكفى الرّدى زوّدته أقوالى
- وسقى الإلهُ حفيرة ً أسكنتها
- ما شئتَ من سحٍّ ومن هطّالِ
- وأتَتْكَ عفواً كلُّ وَطْفاءِ الكُلى
- ملأى منَ اللّمَعانِ والجَلْجالِ
- وإذا مضتْ عَجْلى استنابتْ غيرَها
- كيلا تضرّ بذلك الإعجالِ
- وإذا انقلَبْتَ إلى الجِنانِ فإنَّما
- ذاك التفرُّقُ غاية ُ الإقبالِ
- ولقيتَ من عفو الإلهِ وصفحهِ
- فوقَ الذى ترجو بغير مطالِ
- وإذا نجوتَ السّوءَ فى يومٍ به
- كانَ الجزاءُ فإنَّ كعبَك عالِ
المزيد...
العصور الأدبيه