الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> منْ على هذه الدّيار أقاما >>
قصائدالشريف المرتضى
- منْ على هذه الدّيار أقاما
- أو ضفا ملبسٌ عليه وداما ؟
- عُجْ بنا نندبُ الذين تَولَّوْا
- باقتيادِ المنونِ عاماً فعاما
- فارقونا كهلاً وشيخاً وهِمّاً
- ووليداً ويافعاً وغلاما
- وشحيحاً جعدَ اليدين بخيلاً
- وجواداً مُخوِّلاً مِطعاما
- سكنوا كلَّ ذروة ٍ من أشمٍّ
- يَحسِرُ الطَّرْفَ ثمّ حلُّوا الرَّغاما
- أيّها الموتُ كم حططتَ عليّاً
- سامى َ الطّرفِ أوْ جببتَ سناما ؟
- وإذا ما حدرتَ خَلْفاً وظنّوا
- نَجْوة ً من يديكَ كنتَ أَماما
- أنتَ ألحقتَ بالذكى ّ غبيّاً
- فى اصطلامٍ وبالدّنى ٍّ هماما
- ولقد زارني فأرَّقَ عَيني
- حادثٌ أقعد الحجى وأقاما
- حدتُ عنه فزادنى حيدى عنـ
- ـهُ لصوقاً بدائهِ والتزاماً
- وكأنِّي لمّا حملتُ به الثِّقْـ
- ـلَ تَحمَّلتُ يَذْبُلاً وشَماما
- فخذِ اليومَ من دموعي وقد كُنْ
- نَ جُموداً على المصابِ سِجاما
- إنَّ شيخَ الإِسلامِ والدِّين والعلْـ
- ـمِ تَولَّى فأزعجَ الإِسلاما
- مَن لفضلٍ أخرجتَ منه خَبيئاً
- ومعانٍ فضضتَ عنها ختاما ؟
- مَن لسوءٍ ميَّزتَ عنه جَميلاً
- وحلال خلّصتَ منه حراما ؟
- من يُنيرُ العقولَ من بعد ما كنْ
- نَ هُموداً ويُنتجُ الأفهاما؟
- من يعير الصّديقَ رأياً إذا ما
- سَلَّه في الخطوبِ كانَ حُساما؟
- صِ وصيِّ، وكم نصرتَ إِماما
- نَ رجالٌ أثْرَوْا عيوباً وذاما
- إنَّ جِلْداً أوضحتَ عادَ بهيماً
- وصباحاً أطلعتَ صارَ ظَلاما
- وُزلالاً أوْرَدتَ حالَ أُجاجاً
- وشفاءً أورثتَ آلَ سَقاما
- لن ترانى وأنت من عدد الأمـ
- ـواتِ إلاّ تجمّلاً بسّاما
- وإذا ما اختُرِمتَ منّي فما أرْ
- ـرِ غُفولاً رأيتُ منهمْ نياما
- قادَه نحوَهُ فكانَ زِماما
- ليتَ قوماً تحمَّلوا الأجراما
- لَهُمُ في المَعادِ جاهٌ إذا ما
- بَسطوه كفَّى وأغنَى الأناما
- لا تخفْ ساعة َ الجزاءِ وإنْ خَا
- فَ أُناسٌ فقد أخذتَ ذِماما
- أودعَ اللَّهُ ما حللتَ منَ البَيْـ
- والّذي كان غُرّة ً في دُجَى الأيْـ
- ولوى عنه كلّما عاقه التّر
- بُ ولا ذاقَ في الزَّمانِ أُواما
- وقضى أن يكون قبرك للرّحـ
- ـمة ِ والأمنِ منزلاً وَمَقاما
- وإذا ما سقى القبورَ فروّا
- ها رهاماً سقاك منه سلاما
المزيد...
العصور الأدبيه