الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ >>
قصائدالشريف المرتضى
مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ
الشريف المرتضى
- مرَّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحة ٌ
- كظبية ٍ أفلتتْ أثناء أشواكِ
- نبكى ويضحكها منّا البكاء " لها "
- ماذا يمرّ من المسرور بالباكى
- فقلتُ والقولُ قد يَشْفي أخا شَجَنٍ
- وربَّما عطفَ المشكوُّ للشاكي
- أُعطيتِ منّا الذي لم نُعطَ منكِ فلو
- رام الهوى النّصف أعطانا وأعطاكِ
- ولستِ بالرِّيمِ لكنْ فيكِ أحسنُهُ
- ولستِ ظَبْياً وريّا الظَّبْيِ رَيّاكِ
- تودّ شمسُ الضّحى لو كنتِ بهجتها
- وودّ بدرُ الدّجى لو كان إيّاكِ
- قد كنتُ أحسبني جَلْداً فأيْقظني
- منّى على الضّعفِ أنّى بعضُ قتلاكِ
- لا باركَ اللهُ في قلبٍ قَلاكِ ولا
- أَبكى السّماءَ لمن بالسُّوءِ أبكاكِ
- ولا تولَّى الذي ولاّكِ جانِبَهُ
- ولا عدا الخيرُ إلاَّ مَنْ تعدّاكِ
- أشقَيتِ منّا قلوباً لا نقولُ لها:
- أشقَى الإلهُ الذي بالحبِّ أشقاكِ
- وكنتِ ملذوذة ً والمرُّ منك لنا
- وما أمرَّكِ شيءٌ كانَ أحلاكِ
- هل تذكرين - وما الذكرى بنافعة ٍ -
- مَسْرَى الرّكائبِ يومَ الجِزعِ مسراكِ
- فى ليلة ٍ ضلّ فيها الرّكبُ " وجهتهمْ "
- لولا ضياءُ جمالٍ من مُحيّاكِ
- بتنا نميلُ على أقتادنا طرباً
- مُصغينَ نحو الذي بالحسنِ أطراكِ
- مسهَّدين ولولا داءُ حبِّكمُ
- أكرى العيونَ لنا مَن كان أكراكِ
- إنْ بتِّ آمنة ً منّا عليك كما
- شاء العفافُ فإنّا ما أمنّاكِ
- أو كنتِ سالية ً لمّا خطاكِ هوى ً
- غدا علينا فإنّا ما سَلَوْناكِ
- وإنْ مللتِ فقوماً لا ملالَ بهمْ
- وإنْ شئمتِ فإنّا ما سئمناكِ
- أيُّ الشّفاءِ لداءٍ في يديكِ لنا
- وأى ُّ رى ٍّ لصادٍ من ثناياكِ ؟
- لولا الغُواة ُ وخوفٌ مِن وِشايتهمْ
- ما كان مثواى إلاّ حيثُ مثواكِ
- مَلكْتِنا بالهوَى والحبُّ مَتْعَبَة ٌ
- فحبذا ذاك لو أنّا ملكناكِ
- ولو أُصِبْتِ بداءٍ قد أصِبْتُ به
- علمتِ مافي فؤادٍ باتَ يَهْواكِ
- إنْ تشكرى فاشكرى من لم يذقكِ هوًى
- ومَن بحبِّك أبلانا وأبلاكِ
- وكيف يصو فؤادٌ فيكِ مختبلٌ
- تسرى سرى دمهِ فيه حميّاكِ ؟
- ولو رميتِ وريعانُ الشّباب معى
- أصميتِ مِنِّيَ مَن بالحبِّ أصماكِ
- كم مرّة ٍ زرتنا وهناً على عجلٍ
- سريتِ فيه وما أسرتْ مطاياكِ
- حتّى التقينا على رُغم الرُّقادِ وما
- ذاك اللّقاء سوى وسواسِ ذكراكِ
- فإنْ هجرتِ وقد أخلفتِ واعدة ً
- فبالذي زُرتِ ما واعدتِنا ذاكِ
المزيد...
العصور الأدبيه