الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما نحنُ إلاّ للفَناءِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- ما نحنُ إلاّ للفَناءِ
- وإن طمعنا في البقاءِ
- نُعطَى ويسلبُنا الذي
- أعطى التمتّعَ بالعطاءِ
- والموتُ داءٌ ماله
- عندَ المداوي مِن دَواءِ
- والناسُ فينا كلُّهم
- ما بين يأسٍ أو رجاءِ
- أين الَّذين سَقَتْهُمُ الـ
- ـأيامُ كاساتِ الرخاءِ
- وتملّكوا رِبَقَ الورى
- وعَلَوْا على قُممِ العَلاءِ؟
- وتَرى بعَقْوة ِ دارِهم
- مَجثى الحميّة ِ والإباءِ
- والساحبونَ على قِنا
- نِ الملكِ هُدَّابَ المُلاءِ
- والمُرْتَوون مِنَ النعيمِ،
- كما تَمَنّوا والثّراءِ
- والسائِرون وحولهم
- أسدُ الشّرى تحت اللواءِ
- والهاجِمونَ على الرَّدى
- واليومُ يَجري بالدّماءِ
- لم يقنعوا في مَغْرَمٍ
- سِيقوا إليهِ باللّقاءِ
- من كلِّ مملوءِ الأسـ
- ـرَّة ِ والجبينِ من الحياءِ
- تَجري يداهُ بكلِّ ما
- يهوى المؤمّلُ من سخاءِ
- وتراه كالصقّرِ الذي
- لمحَ القَنيصة َ مِن عَلاءِ
- ما ضلّ قطُّ وإنْ همُ
- غدروا بهِ طُرقَ الوفاءِ
- ورُمُوا إلى ظُلَمِ الصَّفا
- ئحِ في صباحٍ أو مساءِ
- دخلوا ولكنْ في الذي
- لا يرتضون من الخلاءِ
- ومتى دَعَوْتَهُمُ فهُمْ
- صُمّ المسامع من دعاءِ
- وَبَغوا نجاءً حينَ سُـ
- ـدَّتْ دونهم طُرُقُ النَّجاءِ
- ونأوْا كما اقترح الحِما
- مُ عنِ التَّنَعُّم والشَّقاءِ
- وتُراهمُ في ضَيِّقِ الـ
- ـأقطارِ من ذاكَ الفضاءِ
- وتَطايروا بيدِ البِلى
- خلفَ الجنادِل كالهَباءِ
- والقيظُ عندَهُمُ وقد
- سُلبوا المشاعرَ كالشِّتاءِ
- ما في الرَّدى ، ما في سوا
- هُ منَ التَّنازع والمِراءِ
- وإذا نظرت إلى الحِما
- مِ فما لعينك من غِطاءِ
- خلِّ التعجّبَ من قذى ً
- وخذ التعجّبَ من صفاءِ
- يا قُربَ ما بينَ الهَنا
- ءِ بما يسرّك والعزاء
- خفّض عليك ودع تتبّـ
- ـبُعَ ما مضَى بيدِ القَضاءِ
- وإذا بقيتَ فلا تَلُمْ
- أيعيشُ مَيْتٌ بالبكاءِ؟
- والخوف صِرْفٌ-ريبَ غـ
- ـرُكَ إنَّما هوَ للنساءِ
- وأخوكَ أفناهُ الَّذي
- كان السبيلَ إلى الإخاءِ
- أَعْراكَ مَنْ قِدْمًا كَسا
- وحباكَ مُرتجع الحِباءِ
- ليسَ التهالكُ في المصيـ
- ـبة بالحميم من الوفاءِ
- وسوى الجلّدِ في الشديـ
- ـدة ِ إنْ أتتك من العناءِ
- وعلى التجاربِ بانَ نبـ
- ولإذا بقيتَ فلا تلمْ
- مَن خَصَّ غيرَكَ بالفناءِ
- وسقى الذي وارى أخا
- كَ منَ الثَّرى سَحُّ الرِّواءِ
- صَخْبُ الترنّمِ حالِكُ الـ
- ـقُطرين مملوءُ الوِعاءِ
- ولَرَحْمَة ٌ مَصبوبة ٌ
- خيرٌ له من فيضِ ماءِ
المزيد...
العصور الأدبيه