الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ >>
قصائدالشريف المرتضى
ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ
الشريف المرتضى
- ما لي أَرى في العيدِ كلَّ معيِّدٍ
- ويفوت طرفى شخصَ من أهواهُ
- ما ذاك إلاّ أنّه غبطَ الرّدى
- أهلَ الزّمانِ بقُرْبهِ فدهاهُ
- لبّاهُ لمّا أنْ دعاه مشمّراً
- وبرغمِ قلبى أنّه لبّاهُ
- ولقد رمَى قلبي الرَّدى لمّا انْتَحى
- مَن كانَ حشوَ ضميرهِ فرماهُ
- كيف السّلوُّ ؟ وكلّما أمرَ النّهى
- بلزومِهِ قلبي أبَى فعصاهُ؟
- أمْ كيف أنساهُ ؟ وفقدُ نظيرهِ
- يأبى لقلبى الدّهرَ أنْ ينساهُ
- وكأنَّني وَجْداً به وصبابة ً
- أنّى طمحتُ بناظرى َّ أراهُ
- ولقد تمكَّن في الفؤادِ مكانُهُ
- لمّا بلوتُ على الزّمانِ سواهُ
- ولربّما أصغى يودّك كلّه
- نحو الذى تهواهُ من تقلاهُ
- ويحقُّ لى آبى العزاءَ عن أمرئٍ
- مازالَ إنْ عزَّ القبيحُ أباهُ
- يُضحى خميصَ البطنٍ من زاد الهَوى
- والحرُّ من للهِ كان طواهُ
- وتراه منقبضَ الجوارحِ والخطا
- فإذا سَرى فإلى الجميل سُراهُ
- يُعيي الورَى إسخاطُهُ مَعَ أنَّه
- في كلِّ شيءٍ يرتضيهِ رِضاهُ
- والأمرُ يُعرِضُ عنه مالم يرتبطْ
- بك نفعُهُ فإذا عَناكَ عناهُ
- ولمنْ يودّك ودّهُ وصفاءهُ
- ولمن يريبك ريبهُ وقلاهُ
- ولكَ الّذى يرجوه لا يثنى به
- كفّاً وليس عليك ما يخشاهُ
- ولقد رأيتُ أخاه في النَّسَبِ الذي
- لا حَمْدَ فيه وما رأيتَ أخاهُ
- والنّاسُ كلُّهُمُ لأَصلِ واحدٍ
- وتفاضلُ الأقوامِ فى عقباهُ
- لهفى على من كان قولى بعد ما
- واراهُ خَلْفَ التُّربِ ما واراهُ
- ليس البعيدَ أخو التّغرّبِ والنّوى
- لكنَّ من هلنا عليه ثراهُ
- سيّانِ عندي بعدَ نازلة ِ الرَّدى
- مَنْ مدَّ أوْ قَصَرَ الزّمانُ مَداهُ
- والدّارُ زائلة ٌ بنا لولا المنى
- ممّنْ تَعَوَّدَ أنْ تخيبَ مُناهُ
- يسعَى الفتى فيما يجرُّ ذيولَه
- وإلى المنايا سعيهُ وخطاهُ
- ويُسَرُّ إنْ أرخَى الزَّمان خِناقَهُ
- ووراءَه حَنِقٌ يَحُدُّ مُداهُ
- يخفى على عمدٍ أوانَ طروقهِ
- فالمرءُ لا يدرى متى يلقاهُ
- هيهاتَ حلَّ الموتُ كلَّ قَرارة ٍ
- منّا وألقى فى الجميعِ عصاهُ
- وحدا إليه غدوة ً وعشيّة ً
- بركابنا من لا يملُّ حداهُ
- والنّفسُ ترجو عودَ كلِّ مسافرٍ
- إلاّ امرءاً قضتِ المنونُ نَواهُ
المزيد...
العصور الأدبيه