الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ >>
قصائدالشريف المرتضى
ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ
الشريف المرتضى
- ما صيدَ قلبك إلاّ بابنة ِ الكللِ
- وكم نَجا النَّبلَ مَن لم ينجُ من مُقَلِ
- دعتْ هواى إليها فاستجاب لها
- غنيّة ٌ عن سوادِ الكحلِ بالكحلِ
- بيضاءُ تفضحُ صبحَ اللّيلِ إنْ نشرتْ
- ذُؤابة ً في فروعِ الفاحمِ الرَّجلِ
- ولو رأتْ وجهَها شمسُ النَّهارِ وقدْ
- ألْقَتْ معاجرُها غابتْ منَ الخَجلِ
- ولم يطرْ بى َ لولا حبّها غزلٌ
- فساقنى حسنها كرهاً إلى الغزلِ
- فلو رآها عذولٌ تاب معتذراً
- من أنْ يعودَ إلى شيءٍ منَ العَذَلِ
- مرَّتْ بنا وفؤادي لي فما بَرحتْ
- حتّى كأنّ فؤادى قطُّ لم يكُ لى
- وزارنى طيفها وهناً فأوهمنى
- زيارة ً كنتُ أرجوها فلم أَنَلِ
- هي الزِّيارة ُ معسولاً تطعُّمُها
- وليس فيها لنا شيءٌ منَ العَسَلِ
- لو كان طيفك أولانا زيارته
- على الحقيقة ِ ما ولّى على عجلِ
- عطيّة ُ النّومِ منعٌ لا انتفاعَ بها
- للعاشقين ، وجودُ الطّيف كالبخلِ
- فكيف جئتِ إلينا غيرَ سائرة ٍ
- على جوادٍ ولا حِدْجٍ على جَملِ؟
- وكيف لم تُوقظي صحبي وقد هَجعُوا
- برنّة ِ الحلى ِ أو من "فغمة ِ" الحللِ ؟
- قد قلتُ للرّكب حثّوا كلَّ سلهبة ٍ
- جَرْداءَ أو جَسْرَة ٍ من أينُقٍ بُزُلِ
- فى مهمهٍ لا ترى فيه لناجية ٍ
- في ظهرها الكُورُ غيرَ الشدِّ والرَّحَلِ
- حطّوا بعقوة ِ ركنِ الدّين وابتهجوا
- بالمنهلِ العذبِ أوفى المنبتِ الخضلِ
- حيثُ الملوكُ ملوكُ الأرض خاشعة ٌ
- لمالك الأرضِ والأعناقِ والدُّوَلِ
- وجانبٌ تنهبُ الأموالُ فيه فما
- يرضَى لمن أمَّلَ الأموالَ بالأملِ
- ومطرحٌ ليس فيه للملامِ يدٌ
- ولا مُعابٌ لتفصيلٍ ولا جُمَلِ
- ما فيه إلاّ صريحٌ أو علانية ٌ
- بالاتفّاقِ ولا صلحٌ على دخلِ
- كم موقفٍ ثمَّ فيه ليسَ مُحتِكمٌ
- غيرَ الصّوارمِ والخطيّة ِ الذبلِ
- حيثُ النَّجاءُ مَروقٌ كفُّ طالبهِ
- وموقدُ الحربِ يرمى القومَ بالشّعلِ
- شهدتَه بجنَانٍ ما ألَمَّ بهِ
- ذعرٌ ولا مسّه مسٌّ من الوجلِ
- ثَبْتُ المقامة ِ في دحضٍ مزالقُهُ
- لو زالتِ الصّمُّ يوماً عنه لم يزلِ
- وأنتَ في ظهرِ ملطومٍ بغرَّتهِ
- كأنَّه شِدَّة ً قَدْ قُدَّ مِن جَبَلِ
- لا يعرف الطّيشَ فى سلمٍ وممتلئاً
- في ساعة ِ الرَّوع ممّا شئتَ من خَبَلِ
- محكّكٌ فيه أنّى شاء فارسه
- للرَّيثِ إنْ رامَه طَوراً وللعَجَلِ
- فقل لمن شكّ جهلاً فى شجاعته
- وإنّه قانصٌ نفسَ الفتى البطلِ :
- من أين تحكم إلاّ فى يديه ظباً
- يوم الكريهة فى الأجسام والقللِ ؟
- أو من سواه تروّى فتقَ طعنته
- نحرَ المدجَّجِ ظمآناً منَ الأَسَل؟
- مَن عالجَ الملكَ لولاهُ وقد طرأتْ
- على ضواحيه صعباتٌ من العللِ ؟
- مَن راشَهُ بعد أنْ حُصَّتْ قَوادِمُهُ
- من صانه وهو فى أظفارِ مبتذلِ ؟
- مَن ذبَّ عنه ببيضٍ ما عَرفْنَ وقد
- سللن فى نصره عوداً إلى الخللِ ؟
- من ردّ عنه نيوباً للخطوب وقد
- هفون بالرّأى أو برّحن بالحيلِ ؟
- من كفّ أيدى َ أقوامٍ به عبثوا
- وردّهنّ بما يكرهن من شللِ ؟
- لا تَحسبنِّي كأقوامٍ خبرتَهمُ
- قيدوا بأرشية ِ النّعماءِ والنّفلِ
- بلا قرارٍ على دارٍ يحلّ بها
- ولا مقامٍ على شىء ٍ من السّبلِ
- فإنّنى لك صافٍ غيرُ ذى كدرٍ
- وواردٌ منك عِداً غيرَ ذي وَشَل
- وإنْ تبدَّلَ قومٌ عنك وانتقلوا
- فليس لي منكَ عُمْرَ الدَّهرِ من بَدَلِ
- وإنْ يحولوا ويضحوا غيرَ من عهدوا
- فإنّنى لم يزلْ ودّى ولم يحلِ
- وإنْ يملّوا وما ملَّ الجميلُ بهمْ
- فإنّنى معتقٌ من ربقة ِ المللِ
- خوَّلتني منك إكراماً يُخَيَّلُ لي
- أنَّ الأنامَ لما خوَّلتني خَوَلي
- وما جذلتُ لشىء ٍ فى الزّمان وقدْ
- أسحبتني باجتبائي حُلَّة َ الجَذَلِ
- فإنْ وردتُ زلالاً غبَّ معطشبة ٍ
- ففى ولائك علّى اليومَ أو نهلى
- ومذْ وصلتُك دونَ النّاس كلِّهِم
- فقد قطعتُ على خبرٍ بهمْ وصلى
- ومذْ جعلتُ لظهري منك مستَنَداً
- غَنِيتُ عن أَكَمِ القِيعانِ بالجبلِ
- فاسعدْ بذا العيدِ وليمضِ الصِّيامُ فقد
- أَثنى عليكَ بخيرِ القولِ والعملِ
- يمضى بلا هفوة ٍ فى عرضه مرقتْ
- ولا عثارٍ ولا شيءٍ منَ الزَّلَلِ
- وعشْ موقّى خطوبَ الدّهرِ محتمياً
- عمادُ عزّك عن ثلمٍ وعن ميلِ
- وثوبُ فخرك لا يطوى على شعثٍ
- وشمسُ ملكك لا تُدنَى إلى طَفَلِ
المزيد...
العصور الأدبيه