الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري >>
قصائدالشريف المرتضى
ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري
الشريف المرتضى
- ما زرتَ إلاّ خداعاً أيها الساري
- ثمّ انقضيتَ وما قضيتُ أوطاري
- أنَّى يزورُ على الظَّماءِ مِنْ شَحِطٍ
- مَن كان صُبْحاً وقُرباً غيرَ زَوَّارِ؟
- و ليس ينفع من يضحى بمجدبة ٍ
- أنْ باتَ مابينَ جنَّاتٍ وأنهارِ
- قد زارني قبلك الشيبُ الملمُّ ضحى ً
- فما هششتُ له ما بين زواري
- وكنتُ أعذرُ نفسي قبل زَوْرتِهِ
- فالآنَ ضاقتْ على اللذَّاتِ أعذاري
- لوامعٌ لم تكنْ للغيثِ جاذبة ً
- وأنجُمٌ لم تُنِرْ للمُدْلِجِ السَّاري
- لامرحباً ببياضٍ لم يكنْ وَضَحاً
- لغرة ِ الصبحِ أو لمعاً لنوارِ
- أبعدَ أنْ سمقتْ في العزَّ أبنيتي
- وجالتِ الأرضَ آثاري وأخباري
- ونِلتُ ماذِيدَ عنه كلُّ مُلتَمِسٍ
- عفواً وطامَنَ عنه كلُّ جبّارِ
- وداسَ بي أُفُقَ الجوزاءِ مُنتعلاً
- ماشِيدَ من فضلِ أقداري وأخطاري
- يرومُ شأوي وقد عزَّ اللِّحاقُ بهِ
- طماعة ٌ من قصير الخطو عثارِ
- أضلهُ اللؤمُ عن ذمي وجنبهُ
- خمولهُ وقعَ أنيابي وأظفاري
- و قد عجمتمْ أنابيبي فلم تجدوا
- فيهنَّ إلاّ صَليباً غيرَ خَوّارِ
- وما نهضتُمْ بأعباءٍ نهضتُ بها
- ولا أحطتُمْ بأطرافي وأقطاري
- ولا ضَربتمْ ونَقْعُ الحربِ مُلتبِسٌ
- في فيلقٍ كزهاءِ الليل جرارِ
- لايُبعدِ اللهُ أقواماً مَضَوا سَلَفاً
- كانوا على نبواتِ الدهرِ أنصاري
- شموسُ دجني ومقباسي على غسقٍ
- و في الحنادسِ أنواري وأقماري
- قومٌ إذا نزلوا داراً على عَجَلٍ
- كانوا نزولاً مع النعمى على الدارِ
- و إن أهبتُ بهمْ في يومِ معركة ٍ
- جاؤا ولم يمطلوا عنها بأعذارِ
- لايرهبون سِوى إيلامِ لائمة ٍ
- ولايخافون إلاّ جانبَ العارِ
- كأنَّهمْ وُلدوا في الحرب وارْتضعوا
- بسائلٍ من نجيع الطعن موارِ
- لا يعرفُ المالَ إلاّ حين يجعلهُ
- سَدّاً لثلْمٍ وإِغناءً لإِفقارِ
- جفانهُ كجوابي الماءِ فاهقة ٌ
- وخُلْقُهُ كزُلالٍ بينها جارِ
- كم قد بلغتُ بهمْ في مطلبٍ أَرَبي
- و كم أحذتُ بهمْ من معشرٍ ثاري
- وكم جَرَرْتُ حقوقي بعدَ ما شَحَطَتْ
- بنصرِهم من لَهاة ِ الضَّيغمِ الضّاري
- المطعمين على خصبٍ ومسغبة ٍ
- والمنعمين على عُسرٍ وإيسارِ
- طاحوا وماطاحَ حُزني بعدهمْ ونأَوْا
- عني وما نزحوا من بين أفكاري
- رزئتهمْ فيدي من بعدهم صفرتْ
- منَ النَّفيس، وقلبي من هوى ً عارِ
- و لم يفتهمْ وقد حازوا الكمال على
- كلّ الخلائقِ إلاّ طولُ أَعمارِ
- وقد مررنا بدارٍ بعدَهُمْ خَشَعَتْ
- بعد اعتلاءٍ وأقوتْ بعد إعمارِ
المزيد...
العصور الأدبيه