الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ >>
قصائدالشريف المرتضى
ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ
الشريف المرتضى
- ما رأَتْني عيناكَ يومَ الفراقِ
- أخدع القلبَ بادّكار التّلاقى
- وأطفّى بالدّمعِ نارَ غرامٍ
- كان عَوناً لها على الإحراقِ
- مائلاً بينَ نهضة ٍ ومَقامٍ
- حاكماً بينَ سلوة ِ واشتياقِ
- أذكرُ الشّوقَ بالصّدود " ليخفى "
- وأدارى الّلحاظَ بالإطراقِ
- كلُّ شيءٍ أدنى إليَّ من الصَّبـ
- ـرِ وصبرُ المشوقِ عينُ النِّفاقِ
- يا خليليَّ من ذؤابة ِ قَيْسٍ
- فى التّصابى رياضة ُ الأخلاقِ
- غنّيانى بذكرهمْ تطربانى
- واسقياني دمعي بكأسٍ دِهاقِ
- وخذا النّومَ " من " جفونى فإنّى
- قد خلعتُ الكرى على العشّاقِ
- واسألا لي الشِّمالَ عن نَشْرِ أرضٍ
- كنتُ أُحْيي بطيبهِ أرماقي
- إنَّها إنْ مشَتْ بوادي الخُزامى
- صنعتْ فيه صنعة َ السّرّاقِ
- لي زمانٌ ظامٍ إِلى ماءِ وجهي
- يَمْتَرِيهِ بكلِّ ما إملاقِ
- يتمنّى بسطى يمينى ليستمـ
- طرفيها عزالى َ الأرزاقِ
- دون ما رامه جماحُ أبى ٍّ
- شمّرى ِّ الجنانِ مرِّ المذاقِ
- تتنَاهى عنه الخطوبُ إذا ما
- عانقتْ كفه نحورَ العتاقِ
- قد تمرّستُ بالّليالى فحسبى
- ما أرى لى فى ودّها من خلاقِ
- لِفَناها أَقوى ذَريعة ِ عُسْرٍ
- وبلوغُ المُرادِ بالإخفاقِ
- كم مقامٍ ملأتُ فيه فمَ الصُّبْـ
- ـحِ بجيشٍ عرمرمٍ غيداقِ
- سترَ الجوَّ بالعجاجِ فعينُ
- الشّمسِ مطروفة ٌ عن الإشراقِ
- في رجالٍ يسابقون ظُباهُمْ
- عند وثباتها إلى الأعناقِ
- كلُّ غَضٍّ يَرى المنايا حياة ً
- والعوالى إلى المعالى مراقِ
- قد سحبتُ القنا بكلِّ طريقٍ
- " سئم السّيرَ فيه صبرُ النّياقِ "
- أنا تِرْبُ الظُّبا رفيقُ العَوالي
- حربُ هذي الطُّلى عدوُّ التَّراقي
- فالقيانى الرّدى فإنّى رداهُ
- وازجرا بى النّجومَ فى الآفاقِ
- وإلى أحمدّ الّذى ظلّ عودُ الـ
- ـمجدِ لمّا استهلَّ في إيراقِ
- جذبتنى " وسائلٌ " للعلا فيـ
- ـه غرامي لأَسْرها في وَثاقِ
- لبستْ منه حليها فاستهامتْ
- بالتحلّى به عن الأحداقِ
- ذاك مُوهى عِقْدِ الخطابِ إذا ما اعْـ
- ـتلجَ القولُ فى لها المسلاقِ
- رابطُ الجَأْشِ في جليلِ الرَّزايا
- شاردُ الفِكْرِ في المعاني الدِّقاقِ
- لستُ أرضَى بأنْ أقولَ: هو البَدْ
- رُ ومُذْ تَمَّ لم يُصَبْ بمحاقِ
- فتّ " بالبرّ " بالمعالى بينها
- فانظرنْ هل ترى لهمْ من لحاقِ ؟
- "كنتُ " أقضى على الورى بخلاف الـ
- ـمجدِ حتّى قيّدتَ من إطلاقى
- كيف لا أجتنى له ثمر المد
- ـيَ فأُغْنَى عنِ المواضي الرِّقاقِ
- " واقفٌ " عنده جوادُ سباقى
- وإلى هذه المعالي سِباقي
- لستُ أسخو لكلّ شخصٍ بلحظى
- ولوَ أنَّ القَتاد في آماقي
- ولَباعي غالٍ على كلِّ جِيدٍ
- ليس إلاّ لقدر رمحى عناقى
- جاءك العيدُ ضامناً رِيَّ آما
- لك من مَنْهَلٍ له رَقْراقِ
- فالقه بالمنى وناشده شعرى
- تجدَنْهُ إليه بالأشواقِ
- واشفِقَنْ عن ضميرِه تُلْفِ حبِّي
- رافلاً بين خِلْبِهِ والصِّفاقِ
- لا اطمأنَّ الرَّدى إليك ولا زِلْـ
- ـتَ تَلَقَّى جماعة ً بفراقِ
- وأطاعَ الزَّمانُ فيك المعالي
- فاللّيالي معروفة ٌ بالشِّقاقِ
المزيد...
العصور الأدبيه