الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ >>
قصائدالشريف المرتضى
ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ
الشريف المرتضى
- ليسَ للقلبِ في السُّلوِّ نصيبُ
- يوم رحنا والبين منّا رقيبُ
- ودَّعتني وزادُها طَربُ اللهْـ
- ـوِ وزادي تلهُّفٌ ونحيبُ
- ورأتني أُذري الدموع فقالت :
- أبكاءٌ أراه أم شُؤْبوبُ؟
- إنّما البينُ للبدورِ المُنيرا
- تِ كسوفٌ وللشُّموس غروبُ
- والنُّوى كالرَّدى ، وفقدٌ كفقدٍ
- غير أنْ غائبُ الرّدى لا يؤوبُ
- ولقد قلتُ للمليحة ِ والرَّأ
- ـرّأسُ بصبغ المشيب ظلماً خضيبُ
- لا تَرَيْهِ مجانباً للتصابي
- ليس بِدْعاً صبابة ٌ ومشيبُ
- قلْ لمن حلَّ في الفؤاد وهل يسْ
- كنُ حَبَّ الفؤاد إلاّ الحبيبُ؟:
- أين أيّامنا اللّواتي تقضّـ
- ـنَ وفي القلبِ بعدَهُنَّ نُدوبُ
- واجتماعٌ نمحو به أثرَ الهـ
- ـمّ ويحلو مذاقُه ويطيبُ
- تشمئزّ الأحزانُ منه وتَـ
- ـزْوَرُّ إذا قاربته عنه الكُروبُ
- قمْ بنا نشكر الزّمان فلم يبـ
- ـقَ لنا في الزّمان إلاّ العجيبُ
- ظُلماتٌ مُسْودَّة ٌ، وأُمورٌ
- مشكلاتٌ يَحارُ فيها اللّبيبُ
- وشؤونٌ تبيضّ منها شؤونٌ
- وانقلابٌ تَسْودُّ منه قلوبُ
- وأراها بالظّنِّ كالجمرة ِ الحمـ
- ـراء أَذكى لها الأُوارَ مُذيبُ
- ووشيكاً يكون ذاك فما بَعْـ
- ـدَ شَرارِ الزِّناد إلاّ اللهيبُ
- وكأنِّي بها مُعرَّقة َ الأوْ
- صال قد شَفَّها السُّرى والدُّؤوبُ
- وعليهنَّ كلُّ أرْوَعَ لا يَرْ
- ويه إلاّ التخّييمُ والتّطنيبُ
- إنْ عَنَتْ أزمة ٌ فكفٌ وَهوبٌ
- أو عَرَتْ خَشية ٌ فنصْلٌ ضَروبُ
- ورجالٌ شُمُّ العَرانينِ وثَا
- بونَ نحوَ الرَّدى شبابٌ وشِيبُ
- أينما ضاربوا ، فهامٌ فَليقٌ
- ونجيعٌ من الكُماة صبيبُ
- ليس منهم إلاّ الغَلوب وما فيهـ
- ـهمْ مدَى الدَّهرِ كلِّه مَغلوبُ
- أنتَ عزُّ لنا فإنْ قيلَ في غيـ
- ـرك هذا فالقول قولٌ كَذوبُ
- وإذا مُيّزت سجايا أناسٍ
- بان عودٌ رِخْوٌ وعودٌ صَليبُ
- ولبَيتٌ حَلَلْتَ لم يُرَ فيهِ
- قطٌّ إلا نجابة ٌ ونجيبُ
- ووَلوعٌ بطيِّبِ الذِّكرِ لا يُرْ
- إِنّ آلَ الأجلّ آلي وشعبي
- منهمُ اليومَ تستبين الشّعوبُ
- وهمُ أسرتي ومن سِرِّ "موسى "
- بالمودّاتِ والصديقُ نسيبُ
- وإذا حُصّل الودادُ تدانى
- ذُو بعادٍ وبانَ عنكَ القريبُ
- قارَعوا عَنِّيَ الخطوبَ وقدْ هَمْـ
- ـمَتْ وكادتْ تَجني عليَّ الخطوبُ
- وتلافَوْا جرائرَ الدّهرِ حتّى
- ما لدهرٍ بهم إليَّ ذنوبُ
- كم لهم دون نُصرتي نَهَضاتٌ
- ومقامٌ ضَنْكٌ ويومٌ عَصيبٌ
- وعَصوفٌ يُكِنُّني وركودٌ
- ومَجيءٌ يجيئني وذُهوبُ
- ودفاعٌ عنّي العِدا ونزاعٌ
- أرتضيهِ وهدنة ٌ وحروبُ
- لستُ أنسى حقوقَكم عندِيَ البيـ
- ـضَ إذا كان في الزّمان الشّحُوبُ
- واعتصامي بكم وأنتم لرَحْلي
- حَرَمٌ آمِنٌ وودادٍ خصيبُ
- كم فَرجتم من ضَيْقَة ٍ وكشفتُمْ
- كُرَبًا يُطيقُها المَكْروبُ
- وتخلّصتُمُ ثراءَ رجالٍ
- من يد الفقر والبلاء يصوبُ
- لا مشَتْ في دياركُمْ نُوَبُ الدَّهْـ
- ـرِ ولا ارتبتُمُ بشيءٍ يُريبُ
- وإذا خِيفت الغيوبُ فلا خِيـ
- ـفتْ عليكم مدى الزّمان الغيوبُ
- وفداكم من الأَذاة رجالٌ
- دَنِساتٌ ذيولُهم والجيوبُ
- كلَّما أخفتِ السُّعودُ عيوبًا
- منهُمُ استيقظتْ ولاحت عيوبُ
المزيد...
العصور الأدبيه