الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو لم يعاجله النوى لتحيرا >>
قصائدالشريف المرتضى
- لو لم يعاجله النوى لتحيرا
- وقَصارُهُ وقد انتأَوا أن يُقصِرا
- أفكلما راعَ الخليطُ تصوبتْ
- عَبَراتُ عينٍ لم تقلَّ فتَكثُرا؟
- قد أوقدتْ حرقُ " الفراق " صبابة ً
- لم تستعرْ ومرينَ دمعاً ما جرى
- " شعفٌ " يكتمه الحياءُ ولوعة ٌ
- خفيتْ وحقّ لمثلها أن يظهرا
- " وأبي " الركائبِ لم يكن " ما علنه "
- صبراً ولكنْ كان ذاك تصبرا
- لَبَّيْنَ داعية َ النَّوى فأَرَيْنَنا
- بينَ القِباب البيضِ موتاً أحمرا
- و بعدن بالبين المشتتِ ساعة ً
- " فكأنهنّ " بعدن عنا أشهرا
- عاجوا على ثَمْدِ البِطاحِ وحُبُّهمْ
- أجرى العيونَ غداة بانوا أبحرا
- وتَنكَّبوا وَعْرَ الطَّريق وخَلَّفوا
- مافي الجوانح من هَواهُمْ أوعرا
- أمّا السّلوُّ فإنّه لا يهتدي
- قصد القلوب وقد حشينَ تذكرا
- قد رُمتُ ذاك فلم أجدْه، وحَقُّ مَنْ
- فقدَ السبيلَ إلى الهدى أن يعذرا
- أهلاً بطيفِ خيالِ مانعة " الحبا "
- يقظى ومفضلة ٍ علينا في الكرى
- ما كان أنعمنا بها من زورة ٍ
- لو باعدتْ وقتَ الورودِ المصدرا !
- جزعتْ لوخطاتِ المشيب وإنما
- بلغَ الشبابُ مدى الكمال فنورا
- والشيبُ إنْ فكَّرتَ فيه مَورِدٌ
- لا بدّ يوردهُ الفتى إن عمرا
- يبيضُّ بعدَ سوادهِ الشَّعَرُ الذي
- لو لم يزره الشيبُ واراه الثرى
- زَمنَ الشّبيبة ِ لا عدَتْكَ تحيَّة ٌ
- وسقاك مُنهمِرُ الحَيا ما استُغزِرا
- فلطالما أضحى ردائي ساحباً
- في ظِلِّك الوافي وعودِيَ أخضرا
- أيامَ يرمقني الغزالُ إذا رنا
- شعفاً ويطرقني الخيالُ إذا سرى
- و مرنحٍ في الكورِ يحسبُ أنه اصـ
- ـطبحَ العُقارَ وإنَّما اغتبقَ السُّرى
- بطلٌ صفاهُ للخداع مَزلَّة ٌ
- فإذا مشى فيه الزماعُ تغشمرا
- إمّا سألتَ به فلا تسألْ بِهِ
- ناياً يناغي في البَطالة مِزْمَرا
- واسأل به الجرد العتاقُ مُغيرة ً
- يخبطنَ هاماً أويطأن سَنَوَّراًيح
- ملْنَ كلَّ مُدجَّجٍ يَقري الظُّبا
- عَلَقاً وأنفاسَ السَّوافي عِثْيَرا
- قَوْمي الّذين وقد دَجَتْ سُبُلُ الهُدَى
- تَركوا طريقَ الدِّين فينا مُقمِرا
- غلبوا على الشرفِ التليد وجاوزوا
- ذاك التَّليدَ تَطرُّفاً وتخيُّرا
- كم فيهمُ من قسورٍ متخمطٍ
- يردى إذا شاء الهزبرَ القسورا
- متنمرٍّ والحربُ إن هتفت به
- أدته بسامَ المحيا مسفرا
- و ملومٍ في بذلهِ ولطالما
- أضحى جديراً في العُلا أنْ يُشْكرا
- ومُرَفَّعٍ فوقَ الرِّجالِ تخالُه
- يومَ الخطابة ِ قد تسنَّم مِنْبرا
- جَمعوا الجميلَ إلى الجمالِ وإنَّما
- ختموا إلى المرأى الممدحِ مخبرا
- سائلْ بهمْ بدراً واحداً والتي
- ردَّتْ جبينَ بني الضَّلال مُعفَّرا
- للَّهِ دَرُّ فوارسٍ في خَيبرٍ
- حَملوا عن الإسلام يوماً مُنْكَرا
- عصفوا بسلطان اليهودِ وأولجوا
- تلك الجوانحَ لوعة ً وتحسُّرا
- واستلحموا أبطالهمْ واستخرجوا الـ
- ـأَزلامَ من أيديهمُ والمَيسِرا
- و بمرحبٍ ألوى فتى ً ذو جمرة ٍ
- لاتُصطلى وبسالة ٍ لاتُعتَرى
- إنْ حزّ حزّ مطبقاً أو قال قا
- لَ مصدَّقاً أو رامَ رامَ مطهَّرا
- فثناه مصفرَّ البنان كأنما
- لطخَ الحمامَ عليه صبغاً أصفرا
- " تهفو " العقابُ بشلوهِ ولقد هفتْ
- زمناً به شمُّ الذوائبِ والذرا
- أمّا الرّسولُ فقد أبانَ ولاءَهُ
- لو كان ينفع " جائراً " أن ينذرا
- أمضى مقالاً لم يقله معرضاً
- و اشاد ذكراً لم يشده " مغررا "
- وثَنى إليهِ رقابَهم وأقامَهُ
- علماً على باب النجاة مشهرا
- و لقد شفى " يومُ الغدير " معاشراً
- ثَلِجَتْ نفوسُهمُ وأَدْوى مَعشرا
- قَلِقَتْ بهمْ أحفادُهمْ؛ فمرجِّعٌ
- نفساً ومانعُ أنة ٍ أن تجهرا
- ياراكباً رقصتْ به مَهْرِيَّة ٌ
- أشِبَتْ بساحته الهمومُ فأَصْحرا
- عُجْ بالغَريِّ فإنَّ فيه ثاوياً
- جبلاً تطأطأ فاطمأنَّ به الثَرى
- و اقرا السلامَ عليه من كلفٍ به
- كشفتْ له حجبُ الصباح فأبصرا
- فلوِ استطعتُ جعلتُ دارَ إقامتي
- تلكَ القبورَ الزهرَ حتى أقبرا
المزيد...
العصور الأدبيه