الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى >>
قصائدالشريف المرتضى
لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى
الشريف المرتضى
- لو كنتَ فى مثل حالى لم تردْ عذلى
- تسومُني هجْرَ مَنْ في هجرهِ أجلي
- دعْ عنك عَذْلي فإنَّ العذلَ منك وما
- هَذي الصَّبابة ُ من عندي ولا قِبَلي
- وفى الهوادج من لو شاء علّلنى
- يومَ الرَّحيلِ وقد سِرْنا على عَجلِ
- بوقفة ٍ لم يُرِدني يومَ ذاك بها
- " وهى " الشّفاءُ لما أشكوه من عللى
- فلو مررنا على وادي العُذَيْبِ دَرى
- من عالج الشّوقَ أنّى " عنك " فى شللِ
- كم ثمَّ من مهجة ٍ تقضى بلا قودٍ
- ومن دمٍ طُلَّ من وجدٍ على طَلَلِ
- ومن فؤادٍ إذا سيقتْ ركائبهمْ
- طوعَ النَّوى من شَرافٍ سِيقَ في الإبلِ
- تسوقُه النُّجْلُ إذْ بانتْ، ويوقظُهُ
- على الهوى لَمَعانُ المَبْسَمِ الرَّتِلِ
- ومعشرٍ بمنًى أضحتْ شفارهمُ
- بلغنَ فى ثغراتِ الاينقِ البزلِ
- وبالمحصَّبِ ينتابُ الجمارَ بهِ
- عصائبٌ جئنَ من سَهلٍ ومن جبَلِ
- والبائتين بجمعٍ والرّكائبُ قد
- مَلَّتْ هنالك من شَدٍّ ومن رَحَلِ
- ونازلي عرفاتٍ شاخصينَ إلى
- ذُؤابة ِ الشَّمسِ أنْ تدنو إلى الطَّفَلِ
- لقد تبوّأ فخرُ الملك منزلة ً
- علياءَ شطَّتْ على الأيدي فلم تُنَلِ
- ملساءَ يحسبُها الأقوامُ في مَلَكٍ
- وإنَّما هي بالتَّحصيلِ في رَجُلِ
- ياموحشى ببعادى منه فى وطنى
- ومن بلادى ومن أهلى ومن خللى
- وتاركي ـ بعد أنْ كانتْ زيارتُه
- حَلْياً بجيديَ ـ مملوءاً منَ العَطَلِ
- إنّي جليدٌ على الأهوالِ قاطبة ً
- ولستُ في فرقتي إيّاك بالبَطلِ
- أنتَ الذي نلتُ منه وهْوَ مُخْتَفِرٌ
- فوق الذى كان يسمو نحوه أملى
- من ناظماتِ سُموطِ الفخر باقية ً
- يحول صبغُراللّيالى وهى لم تحلِ
- ومن مقالٍ إذا فاه الرّواة ُ به
- كأنّه فى قديم الدّهر لم يقلِ
- كم لى بحضرتك الغرّاءِ من قدمٍ
- ووقفة ٍ لم أخفْ فيها من الزّللِ
- أروح أسحب فيها ذيلَ " مفتخرٍ "
- وساحبُ الفخرِ ينسَى ساحبَ الحُلَلِ
- ماذا بقربك من عزٍّ ومفخرة ٍ
- وما بكفِّكَ من غُنْمٍ ومن نَفَلِ؟
- وما بساحتك الغرّاء من شرفٍ
- وتربِ مجلسك المعمور " من قبلِ "
- وأيُّ ذي خَنْزُواناتٍ يُدِلُّ بها
- بعقرِ دارك لم يعددْ من الخولِ ؟
- إنَّ العراقَ إلى نجواك طامحة ٌ
- طماحة َ الهيمِ نحو العارض الهطلِ
- وإنّ من بات " خوفٌ منك يعقلهُ "
- قد همّ أو كاد أنْ ينجو من العقلِ
- فلا محوا الغدرَ لمّا أن بعدتَ " ومذْ "
- رِيعوا بقربك أَغضَوا عنه بالمُقَلِ
- قد قلتُ للقوم غرّتهمْ بشاشته
- وربَّما شَرِقَ المُشتارُ بالعَسَلِ
- لا تُحْرِجوهُ إلى شَعواءَ قاطعة ٍ
- فتخرجوا فيه " من أمنٍ إلى وجلِ
- فالصّلحُ مّمن درى الضرَّ المحيطَ به
- ولا دفاعَ له صلحٌ على دَخَلِ
- عُوتِبتُمُ فأبَيتمْ نُصحَ ذي شَفَقٍ
- وباظّبا يعتبُ الآبى أو الأسلِ
- أرخَى لكمْ فحسبتُمْ لا زمامَ لكُمْ
- وليس يَفْرِقُ فَوْتاً مُمسِكُ الطِّوَلِ
- وقد وألتمْ مراراً فى نكايتهِ
- وربَّما عَثر الجاني فلم يُؤَلِ
- فاسلمْ لنا فخرَ هذا الملك وابقَ على
- مرّ الزّمان بظلٍّ غير منتقلِ
- وقد مضَى عنك شهرُ الصَّومِ مُنْسلخاً
- يثنى عليك بخير القول والعملِ
- فاسعدْ بذا العيدِ واقبلْ ما حباكَ بهِ
- من المسرّة ِ فيما شئت والجذلِ
- مبرّءًا من لمامِ السّوءِ أجمعهِ
- مملّكاً أنفسَ الأعمارِ والمهلِ
المزيد...
العصور الأدبيه