الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ >>
قصائدالشريف المرتضى
لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ
الشريف المرتضى
- لنا من ثناياكِ الغَرِيضُ المُرَشَّفُ
- وفى الدّرع غضُّ البانة ِ المتعطّفُ
- وأنتِ وإنْلم نلق عندك راحة ً
- أحَبُّ إلينا من سواكِ وأَشغفُ
- وسَوَّفْتِنا بالوصلِ منك وربَّما
- قضى دون وصلٍ لم ينله المسوّفُ
- وما الحبُّ إلاَّ ذلّة ٌ وطماعة ٌ
- جناها عليه فائلُ الرّأى مسرفُ
- ولولا الهوى ما ذلَّ ذو خُنْزُوانَة ٍ
- ولا كان من لا يعرف الضّعفَ يضعفُ
- ولمّا لَحقنا بالحُمولِ عشيَّة ً
- وفيهنّ مودودُ الشّمائلِ أهيفُ
- مشَى في حَيازيمي الغرامُ كأنَّما
- مشَتْ فيَّ حمراءُ الغلائلِ قَرْقَفُ
- وما كانَ عندي أنَّ قلبي يصيدُهُ
- بمُقلتهِ ذاكَ الغزالُ المُشَنَّفُ
- ضَعيفٌ ولكنَّ الذي في فؤادهِ
- بلابلُ من وجدٍ به منه أضعفُ
- فيا دارهمْ سقّاك من شعفٍ بهمْ
- سِجالاً منَ النَّوْءِ السِّماكينِ أَوْطَفْ
- إذا لاحَ منه أسحمٌ متهدِّلٌ
- تقول المطايا بالحدوج ترجّفُ
- ولا زال منه بارقٌ متلهّبٌ
- عليك وإلاّ راعدٌ مُتقصِّفُ
- إلى أنْ يؤوب الرّوضُ فيك كأنّه
- نجومُ سماءٍ أو رداءٌ مُفَوَّفُ
- وأذكَرَني نجداً على شَحْطِ نَأْيِها
- ونحن بأرض الغورِ نكباءُ حرجفُ
- تهُبُّ برَيّا مَن أودُّ لقاءَه
- ومن دونه سهبٌ عريضٌ ونفنفُ
- أيفخرُ قومٌ ما لهمْ مثلُ مفخرى
- وأينَ منَ النَّهْجِ القويمِ التَعَسُّفُ
- ولي فوقَ أسماكِ المجرَّة ِ منزلٌ
- وفى موقف الزّهرِ الكواكبِ موقفُ
- وقومي الأُلى لمَّا توقَّفَ مَعْشرٌ
- عن الذّروة ِ العلياءِ لم يتوقّفوا
- كرامٌ متَى سِيموا الدَّنِيَّة َ يَعزِفوا
- وإنْ شهدوا نجوى العضيهة ِ يصدفوا
- وإنْ ركبوا ظَهراً منَ الفخرِ أردفوا
- وإنْ طلبوا شيئاً من الذّكر ألحفوا
- وما فيهمُ إلاّ الذى يشهد الوغى
- فيُحيي بها من ذا يشاء ويُتْلِفُ
- وإنْ أنهبَ الأموالَ جودُ أكفّهمْ
- أفاؤوا بأطرافِ الرِّماح وأخلفوا
- فلا عيبَ إلاّ ما ادّعاه عدوّهمْ
- وما قال فيهمْ حاسدٌ متشنّفُ
- إِذا سَحبوا البُرْدَ اليمانيَّ وارتدوا
- وأرخَوْا مُلاءً للقناعِ وأغدَفوا
- وفاحوا فأخزوا نشرَ كلِّ نطيمة ٍ
- ذكاء وعرفُ الفاطيّين يعرفُ
- رأيتَ رجالاً كالّيوثِ وفتية ً
- كما سامَ ذاك الزّاجرُ المُتَعَيِّفُ
- بهاليلَ وهّابين كلَّ نفيسة ٍ
- إذا ضنَّ بالنَّيْلِ البخيلُ المُطَفَّفُ
- تراهُمْ على قَصْدٍ فإنْ هتفَ النَّدَى
- بأموالهمْ أعطَوْا كثيراً وأسرفوا
- لنا فى قريشٍ كلّما لنبّيهمْ
- ومن بينهمْ ذاك السّتارُ المسجّفُ
- فإنْ مَسحوا أركانَهُ فبذكرِنا
- ويَدْعو بِنا إِنْ طوَّفَ المتطوِّفُ
- ونحنُ نصرناهُ بأُحْدٍ وخَيْبَرٍ
- وقد فرّ عنه ناصروه فأرجفوا
- ونحن فَديْناهُ الرَّدَى في فراشهِ
- وللموتِ إرْقالٌ إليهِ وعَجْرَفُ
- وآثَرَنا دونَ الأنامِ بصِهْرِهِ
- وقد ذيدَ عنه الطّالبُ المتشوّفُ
- وأسكننا يومَ العباءة ِ وسطها
- وألبابُ من لم يعطَ ذاك ترجّفُ
المزيد...
العصور الأدبيه