الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا >>
قصائدالشريف المرتضى
لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا
الشريف المرتضى
- لمنْ ضَرَمٌ أعلى اليَفاعِ تَعلّقا
- تألّقَ حتّى لم يجد متألّقا ؟
- إخالُ بِه يَخفَى ويبدو مكانَهُ
- وينأى ويدنو فى دجى اللّيلِ أولقا
- كأنّ شموساً طالعاتٍ خلاله
- وإلاّ وَرِيساً من مُلاءٍ تمزَّقا
- ذكرتُ به عَصراً تصرَّم طيِّباً
- وعيشاً سرقناهُ بوَجْرَة َ مُشرِقا
- وريّانَ من خمرِ الكرى طولَ ليلِهِ
- يهونُ عليه أنْ أبِيتَ مُؤرَّقا
- ويحرمُنا منه النَّوالَ تجنُّباً
- ويُعرِضُ عنّا بالوصال تَعشّقا
- وشنباءَ تستدعى العزوفَ إلى الصّبا
- فيعلقها السّالى الذّى ما تعلّقا
- تضنُّ على الظّامى إليها بريقها
- وإنْ هي سَقَّتْهُ الأراكَ المُخَلَّقا
- ولمّا التقينا للوداعِ رقتْ لها
- دموعٌ ودمعي يومَ ذلك مارَقَا
- ولمّا مررنا بالظِّباءِ عشيّة ً
- علونَ النّقا وهناً بأوفى من النّقا
- سفرن فأبدلن الدّياجى َ بالضّحى
- وأجريْنَ من تلك العشيَّات رَوْنقا
- فمسنَ غصوناً واطّلعن أهلّة ً
- وفحنَ عبيراً أو سلافاً معتّقا
- وعيَّرْنَني شَيباً سيُكسَيْنَ مِثلَهُ
- ومن ضلَّ عن أيدي الرَّدى شابَ مَفْرَقا
- وهل تاركٌ للمرء يوماً شبابه
- صباحٌ وإمساءٌ ومنأى ً ومُلْتَقى
- فقلْ للعدا: كَمْ ذا الطَّماحُ إلى الذي
- عَلا قبلكمْ نحوَ السّماءِ مُحلِّقا
- أراحَكُمُ ذاك الذي ليَ مُتعِبٌ
- ونوّمكمْ ذاك الذى لى َ أرّقا
- ولستمْ سواءٌ وامرؤٌ فى ملمّة ٍ
- خَمدتُمْ بها خوفَ الحِذارِ وأَشْرقا
- ولم يقرها إلاّ الصّفيحَ مثلّماً
- وإلا الوَشيجَ بالطِّعانِ مُدَقّقا
- وشهّاقة ً ترنو نجيعاً كأنّما
- خرقتَ " به " نوءَ الحيا فتخرّقا
- فتحتُ لهمْ قعراً عميقاً كأنّنى
- فتحتُ بها باباً إلى الموتِ مغلقا
- تحكّكتمُ منه بصلِّ تنوفة ٍ
- ثَوى لا يذوقُ الماءَ فيمنْ تذوَّقا
- يَرُمُّ وما إرْمامُهُ لمخافة ٍ
- ويُخشَى الرَّدى ممَّنْ أرمَّ وأطْرَقا
- يمجُّ سماماً من فروجِ نيوبهِ
- متى مارقاها القومُ صمّتْ عن الرّقى
- وبحرُ النّدى يَمُّ الرَّدى لمُرِيغِهِ
- إِذا صابَ أغنى أو إذا صَبَّ أَغرقا
- وليثاً تَرى في كلِّ يومٍ بجنبهِ
- لصرعاه أعضاداً قطعن وأسؤقا
- شديدَ القُوى إنْ غالبَ القِرْنَ غالَهُ
- وإنْ طلب الأمر الذى فات ألحقا
- وإن هاجه يوماً كمى ٌّ رأيتهُ
- مكبّاً على أوصالهِ متعرّقا
- ففخراً بنى فهرٍ بأنّى َ منكمُ
- إذا عيق عن عليائها من تعوّقا
- تطولون بى قوماً كما طلتُ معشراً
- بكمْ سابقاً فى حلبة ِ المجدِ سبّقا
- وكنتُ لكمْ يومَ التَّخاصُمِ مَنطقاً
- فَصيحاً وفي يوم التَّجالُدِ مَرْفِقا
- ولمّا ادّعيتمْ أنّكمْ سادة ُ الورى
- وألصقتمُ بالمجد كنتُ المصدّقا
- ولم تُخفقوا لمّا طلبتمْ نَجابتي
- وكم طالبٍ هذى النّجابة َ أخفقا
- وما كان ثوبُ الرّوعِ يوماً عليكمُ
- وفى كفّى َ العضبُ اليمانى ُّ ضيّقا
- خُذوا الفخرَ موفوراً صحيحاً أديمُهُ
- وخَلّوا لمن شاءَ الفخارَ المُشَبْرَقا
- ولمّا بنيتُمْ ذُرْوَة َ المجد والنَّدى
- هزأتمْ بقومٍ يبتنون الخورنقا
- وحَرَّقتُمُ بالطَّعنِ ناراً غزيرَة ً
- فأنسيتُمُ مَن كان يُدعَى المحرِّقا
- وحلَّقتُمُ في شامخاتٍ منَ العُلا
- فأخزيتمُ من كان يدعى المحلّقا
- وودّ رجالٌ أنّنى لم أفتهمُ
- تماماً وأفضالاً ومجداً ومُرتَقى
- وأَنِّيَ ما حُزتُ الفخارَ مُغرِّباً
- كما حزتُهُ دونَ الأنامِ مشرِّقاً
- وأنِّيَ ما أنصبتُ في طُرقِ العُلا
- قلوباً وأجساماً وخيلاً وأينُقا
- فلا تغضبوا من سابقٍ بلغ المدا
- ولوموا الذى لم يعطَ سبقاً فيسبقا
- ولم أرَ من بعد الكمال بناظرى
- من النّاسِ إلاّ مغضباً بى َ محنقا
- وماذا على الرّاقى إلى قللِ الذرا
- ذُر المجدِبَلْ مَن لم ينَلْها ولا ارتَقى
- فكم أنامزجٌ كلَّ يومٍ قصيدة ً
- ومُهدٍ إِلى راوٍ كلاماً مُنَمَّقا
- وليس بشافٍ داءَ قلبيَ مِقْوَلي
- وإنْ كانَ مرهوبَ الشّباة ِ مُذَلَّقا
المزيد...
العصور الأدبيه