الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا >>
قصائدالشريف المرتضى
لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
الشريف المرتضى
- لك الّليلَ بعد الذّاهبين طويلا
- ووفدَ همومٍ لم يردن رحيلا
- ودمعٍ إذا حبَّستَه عن سبيله
- يعود هتوناً فى الجفون هطولا
- فيا ليتَ أسرابَ الدموع التي جرتْ
- أسون كليماً أو شفين غليلا
- أخالُ صحيحاً كلَّ يومٍ وليلة ٍ
- ويأبى الجوَى ألاّ أكونَ عليلا
- كأنّي وما أحببتُ أهوى مُمَنَّعاً
- وأرجو ضنينا بالوصالِ بخيلا
- فقُل للذي يبكي نُؤَيَّا ودِمْنَة ً
- ويندبُ رسماً بالعراءِ مَحيلا
- عدانى دمٌ لى طلّ بالطّفِ إنْ أرى
- شجيّاً أبكّى أربعاً وطلولا
- مصابٌ إِذا قابلتُ بالصَّبرِ غَرْبَه
- وجدتُ كثيرى فى العزاءِ قليلا
- ورزءٌ حملتُ الثّقلَ منه كأنّنى
- مدى الدّهر لم أحملْ سواه ثقيلا
- وجَدتُمْ عُداة َ الدِّين بعدَ محمّدٍ
- إلى كَلْمِه في الأقربينَ سبيلا
- كأنّكمُ لم تنزعوا بمكانه
- خشوعاً مبيناً فى الورى وخمولا
- وأيّكمُ ما عزّ فينا بدينه ؟
- وقد عاشَ دهراً قبلَ ذاك ذليلا
- فقل لبنى حربٍ وآلِ أميّة ٍ
- إذا كنتَ ترضى أن تكون قؤولا :
- سللتمْ على آلِ النبى ّ سيوفه
- مُلِئْنَ ثُلوماً في الطُّلى وفلولا
- وقُدْتُمْ إلى مَن قادكمْ من ضلالكمْ
- فأخرجكمْ من وادييهِ خُيولا
- ولم تغدروا إلاّ بمن كان جدّه
- إليكمْ لتحظوا بالنّجاة ِ رسولا
- وتَرضون ضدَّ الحزم إن كان ملككُم
- بَدِيناً وديناً دِنْتموه هزيلا
- نساءِ رسولِ اللَّه عُقْرَ دياركمْ
- يرجّعن منكمْ لوعة ً وعويلا
- لهنّ ببوغاءِ الطّفوف أعزة ٌ
- سُقوا الموتَ صِرْفاً صبية ً وكهولا
- كأنّهُمُ نُوّارُ روضٍ هَوَتْ بهِ
- رياحٌ جنوباً تارة ً وقبولا
- وأنجمُ ليلٍ ما علوْنَ طوالعاً
- لأعيننا حتّى هبطن أفولا
- فأيُّ بدورٍ ما مُحينَ بكاسفٍ
- وأى ُّ غصونٍ مالقين ذبولا
- أمن بعد أن أعطيتموه عهودكمْ
- خِفافاً إلى تلك العهود عُجولا؟
- رجعتمْ عن القصد المبين تناكصاً
- وحلتمْ عن الحقّ المنير حؤولا
- وقعقعتمُ أبوابه تختلونه
- ومن لم يردْ ختلاً أصاب ختولا
- فما زلتمُ حتّى جاب نداءَكمْ
- وأى ُّ كريمٍ لا يجيب سؤولا ؟
- فلمّا دنا ألْفاكُمُ في كتائبٍ
- تطاولن أقطار السّباسب طولا
- متى تكُ حَجْزَة ٌ أو كحجزة ٍ
- سمعتَ رُغاءً مُضْعفاً وصهيلا
- فلم يُرَ إلاّ ناكثاً أو مُنكِّباً
- وإلاّ قَطوعاً للذِّمامِ حَلولا
- وإلاّ قَعوداً عن لِمام بنَصْرِهِ
- وإلاّ جبوهاً بالرّدى وخذولا
- وضغنَ شغافٍ هبّ بعد رقاده
- وأفئدة ً ملأى يفضنَ ذحولا
- وبيضاً رقيقاتِ الشّفار صقلية ً
- وسمراً طويلاتِ المتون عُسولا
- ولا أنتمُ أفرجتُمُ عن طريقهِ
- إليكمْ ولا لمّا أراد قفولا
- عزيزٌ على الثَّاوي بطَيْبَة َ أَعْظُمٌ
- نُبِذْنَ على أرض الطُّفوف شُكولا
- وكلُّ كريمٍ لا يلمّ بريبة ٍ
- فإنْ سِيمَ قولَ الفحشِ قالَ جميلا
- يذادون عن ماءِ الفراتِ وقد سقوا الـ
- ـشَهادة َ من ماءِ الفرات بديلا
- رُموا بالرَّدى من حيثُ لا يحذرونه
- وغُرُّوا وكم غَرَّ الغُفولُ غَفولا
- أيا يومَ عاشوراءَ كم من فجيعة ٍ
- على الغُرِّ آلِ الله كنتَ نَزولا!
- دخلتَ على أبياتهمْ بصابهمْ
- ألا بِئسما ذاك الدُّخولُ دُخولا
- نزعتَ شهيدَ اللَّه منّا وإنَّما
- نزعتَ يميناً أو قطعتَ قليلا
- قتيلاً وجدنا بعده دينَ أحمدٍ
- فقيداً وعزّ المسلمين قتيلا
- فلا تبخسوا بالجور من كان ربّه
- بَرجْعِ الذي نازَعتموه كفيلا
- أُحبُّكُمْ آلَ النبيِّ ولا أرى
- وَإنْ عذلوني عن هوايَ عَديلا
- وقلت لمن يلحى على شغفى بكم
- وكم غيرِ ذي نُصحٍ يكونُ عَذولا
- روَيْدَكُمْ لا تَنْحلوني ضلالَكمْ
- فلن تُرحِلوا منّي الغَداة َ ذَلولا
- عليكم سلامُ الله عيشاً وميتة ً
- وسَفْراً تطيعون النَّوى وحُلولا
- فما زاغ قلبى عن هواكم ، وأخمصى
- فلا زلّ عمّا ترتضون زليلا
المزيد...
العصور الأدبيه