قصائدالشريف المرتضى



لقد ضلَّ مَن يسترقُّ الهوَى
الشريف المرتضى



  • لقد ضلَّ مَن يسترقُّ الهوَى

  • وعبدُ الغرام طويلُ الشَّقا

  • وكيف أحِلُّ بدار الصَّغارِ

  • ولي همّة تزدري بالذُّرا؟!

  • وتُظْلِمُ دونِيَ طُرُقُ الصَّوابِ

  • ومنّى استعار النَّهار السَّنا؟!

  • رُوَيْدَكِ يا خُدُعاتِ الزّمانِ

  • كفاني فعالُكِ فيمن مضى

  • جذبتِ عنانَ شديد الجُموحِ

  • وراودتِ مستهزئاً بالرُّقى

  • يَعُدُّ الغِنَى منكِ غُرمَ العقولِ

  • وأنَّ ثراءكِ مثلُ الثَّرى

  • ومَنْ ملأت سمعَه الذابلاتُ

  • وقرعُ الظبا لم يَرُعْه الصَّدى

  • رَمى الدهْرُ بي في فم النائباتِ

  • كأنِّيَ في مقلتيهِ قَذَى

  • ولم يدرِ أني حتفُ الحُتوفِ

  • وأرديتُ بالسَّيفِ عُمْرَ الرَّدى

  • وأني لَبِستُ ثيابَ العَراءِ

  • ولا مؤْنسٌ ليَ غيرُ المها

  • وقلبٌ نَبا عنه كيدُ الزَّمانِ

  • فما للمُنى في رُباهُ خُطا

  • إذا نازَعَتني خطوبُ الزَّمان

  • ملأتُ بهِ فُرُجاتِ المَلا

  • أُلوّحُ بالنَّقع وجهَ النهارِ

  • وأحسِرُ بالبيضِ وجهَ الدُّجَى

  • على سابحٍ في بحارِ المنونِ

  • كفيلٍ بِوَطْءِ الشَّوَى بالشَّوَى

  • أنالُ بهِ فائتاتِ الوحوشِ

  • وألمسُ من صفحتيه السُّها

  • إذا ما نظرتَ إلى لونهِ

  • رأيتَ الدُّجى قد تردّى الضُّحى

  • عذيرِيَ من مُدَّعٍ للعُلى

  • ولم يَحنِ بالسَّيرِ ظهرَ السُّرى

  • ولا حملتهُ ظهورُ الجيادِ

  • ولا رَوِيتْ في يديه الظُّبا

  • وما كلُّ ذي عَضُدٍ باطشٌ

  • ولا كلُّ طرفٍ سليمٍ يرى

  • وبعضُ الأنام الذي ترتضيهِ

  • وبعضُ الرؤوس مَغاني الحِجا

  • فكم من طريرٍ يسوءُ الخبيرَ

  • وكم فرسٍ لا يجاري العفا

  • دعِ الفكرَ فيمن أعلَّ الزَّمانُ

  • وإلاّ فقمْ باعتدالِ الشِّفا

  • فما غيَّرتْ كفُّ ذي صنعة ٍ

  • بأخفى التحّلي مكان الحُلى

  • ولَلطبعُ أقهر من طابعٍ

  • وألحَظْتَ أعيُنَهم غَرَّة ً

  • سَقى اللهُ منزلَنا بالكثيبِ

  • بكفّ السحائب غَمْرُ الحيا

  • محلّ الغيوث ومأوى الليوث

  • وبحرُ النَّدى ومكانُ الغِنَى

  • فكم قد نعمتُ به ما اشتهيْـ

  • ـتُ مُشْتملاً بإزارِ الصِّبا

  • تُعانقُني منه أيدي الشِّمالِ

  • ويلثُمُ خدِّي نسيمُ الصَّبا

  • وكم وردته ركابُ العُفاة ِ

  • فأَصْدَرْتُها ببلوغِ المُنَى

  • إذا ما طَمَتْ بيَ أشواقُه

  • دعوتُ الحسينَ فغاضَ الأسَى

  • فتى ً لا تُعثِّرُ آراءَه

  • بطرق المكارم صمُّ الصّفا

  • يجودُ بما عزَّ من مالِهِ

  • فإنْ سِيلَ أدنَى عُلاهُ أبَى

  • ويوماهُ في الفخر مُسْتيقنانِ؛

  • فيومُ العطاءِ ويومُ الوغَى

  • يُفيضُ بهذا جزيلُ الحِباءِ

  • وَقري بهذا القنا في القَرا

  • تعرَّفَ في الخلق بالمَكرُماتِ

  • فأغنته عن رائقات الكُنى

  • وأخرس بالمجدِ قولَ العُداة ِ

  • وأنطق خُرسَ اللَّها باللُّها

  • أيا مَن كَبا فيه طِرفُ الحسودِ

  • فأمّا جوادُ مديحٍ فلا

  • تمنّى أعاديكَ ما فارقوه

  • ومِن دونِ ما أمَّلوهُ العُلى

  • وعِرضٌ يمزّق مِرْطَ العيوبِ

  • ويهتِكُ عنه برودَ الخَنا

  • ولولا علوُّكَ عن قدرِهمْ

  • لحكّمت فيهم طِوالَ القنا

  • وألَظتْ أعيُنهم غُرّة ً

  • تفارقُ منها الجسومُ الطُّلى

  • لقد عَصَمْتُهُم سفاهاتُهُم

  • وكهفُ السَّفاهة بئسَ الحِمى

  • أبَى اللهُ والمجدُ والمشرفيُّ

  • وسُمرُ الرِّماح مُرادَ العِدا

  • تهنَّأْ بشهرٍ تهنَّأَ منكَ

  • بصدقِ اليقينِ وصدقِ التقى

  • فهذا به تستضىء السّنون

  • وأنت بمجدكَ فخر الورى

  • ولو فطن الناس كنت السّوا

  • دَ من كلِّ طرفٍ مكانَ المُقا

  • فعش عيشة َ الدّهر ياطرفَه

  • عميمَ المكارمِ ماضي الشَّبا

  • ولايصبِرنَّكَ هذا الزَّمانُ

  • وأنتَ المَطا، والأنامُ الصَّلا



أعمال أخرى الشريف المرتضى



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط