الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ >>
قصائدالشريف المرتضى
لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ
الشريف المرتضى
- لغيرِ الغواني ماتُجِنُّ الأضالعُ
- وغير التّصابي ما أرتهُ المدامعُ
- وياقلب ما أزمعت عوداً إلى الصبا
- فتطمعَ في أنْ تَزْدَهِيكَ المطامعُ
- تضيقُ لأِنْ أرسَى بساحتِك الهوَى
- وأنت على ما أحرج الدهر واسعُ
- ويوم اختلسنا من يد الحذرِ لحظة ً
- وقد آذَنَتْنا بالفراقِ الأصابعُ
- عذرت امرءاً أبدى الأسى وهو حازمٌ
- وصمَّ على عُذّالهِ وهْو سامعُ
- خليليَّ إن الدهر جمٌ عديده
- ولكنَّه ممَّنْ أُحِبُّ بَلاقعُ
- وخُبِّرْتُما أنَّ الوفاءَ تَقارضٌ
- فمالي أُعاطي صفوَهُ مَن يُمانعُ؟
- ألا في بشاشات الرّجال ودونها
- جوانحُ في أثنائها الغيظُ ناقعُ
- ومازالت الأيامُ مثنى وموحداً
- يراوِدْن مِنِّي شِيمة ً لا تُطاوعُ
- رضِيتُ بميسورِ الحظوظ قناعة ً
- إذا امتدّ في غيِّ الطماعة ِ قانعُ
- وعوراءَ يستدعي النفوسَ اقترافها
- تنكبها ناءٍ عن السوء نازعُ
- تحيَّزْتُ عنها لا أهمُّ بوَصْلها
- كما أنحاز عن ضمن العذارين خالعُ
- وشُمٍّ من الفتيان حصنت سرهم
- وسر الفتى مابين جنبيه ذائعُ
- سروا يسألون الدهر مافي غيوبه
- وليس لهم غير التجاربِ شافعُ
- إذا صُدَّ عن نُجحِ المطالبِ جاهدٌ
- تخلَّفَ عن كسبِ المحامدِ وادِعُ
- إِليكَ ذعرتُ الهِيمَ عن كلِّ بُغيّة ٍ
- أسفُّ إلى أمثالها وأُسارعُ
- وسومتها يسترجف الأرض مرّها
- وتحيي سواد الليل والفجر طالعُ
- ولولاكَ لمَ تَنْفُضْ حَشاي مَسرَّة ٌ
- ولو كثرت منها إلى الذرائعُ
- وأنتَ الذي لو لم أفِضْ في ثنائِهِ
- تحمل عني القول ماهو صانعُ
- شديدُ ثباتِ الرّأي بينَ مواطنٍ
- رياحُ الخطوبِ بينهنَّ زعازعُ
- وَقورٌ فإنْ لاذتْ به أرْيحيَّة ٌ
- فلا الحِلمُ مَغْبونٌ ولا الجَدُّ خاشعُ
- ويقظان ماضامَ التفرد حزمه
- ولا قبضت من يسطتيه المجامعُ
- تقصَّتْ نهاياتِ المعالي أُصولُه
- وساعَفَها فرعٌ على النَّجمٍ فارعُ
- كريمٌ إذا هزَّ الرّجاءُ عطاءَهُ
- تقاصر باع الغيث والغيث هامعُ
- رمى وله الحسادِ قرمٌ مصممٌ
- بيأس تحرته النفوس النوازعُ
- إذا بادَروهُ المأثُراتِ شآهُمُ
- ودونَ المَدى منهمْ طليحٌ وظالعُ
- ودون بلوغِ الطّالبين مكانَه
- طريقٌ على ربِّ الحفيظة شاسِعُ
- وكم بحثوهُ عن خَفايا عيوبهِ
- فشاعت معانٍ تصطفيها المسامعُ
- وما الناس إلا واحد غيرَ أنهم
- تفاوَتْ منهمْ في الفِعال الطّبائعُ
- فداؤك من يتلو الندى بندامة ٍ
- وقد مَرَقَتْ من راحتيهِ الصَّنائعُ
- بعيدٌ عن الآمال لا يستخفه
- سؤال ولا يرجو عطاياه طامعُ
- وهزُّوك مسنونَ الغِرارين أُخلصتْ
- نواحيه واجتاحت قذاه الوقائعُ
- ولمّا نَبَتْ آراؤهمْ وأَظَلَّهم
- منَ الأمرِ مسوَدُّ المخايلِ رائعُ
- تداركْتَهمْ والشَّملُ قد رثَّ حبلُهُ
- وأضرب عن مستشرى الخرق راقعُ
- بعزم به مستسلف النصرِ كافلٌ
- حزمٌ به مستأنف النجحِ تابعُ
- كفيتَهمُ الدَّاني وشَيَّعْتَ مامضَى
- برأي توخاه الذي هو واقعُ
- يجرُّ أباطيلَ الحديثِ إذا ارتقَى
- إلى فَهمِهِ ذكرٌ لمجدِك شائعُ
- إذا أبْهَتَتْه من مَساعيك خَلَّة ٌ
- تمنَّى لها أنَّ العيونَ هواجعُ
- ندبت له حلماً يداوي شروره
- وبعضُ الحِجافي مُلتَوي الجهلِ ضائعُ
- تراخ وخفّض من همومك فالذي
- تطالبُهُ الآمالُ ما أنتَ جامعُ
- وقد راجعت تلك الأمور وأقبلت
- إليك بما تهوى سنون رواجعُ
- وخلفُ الذي ارخى به الدّهر كفّه
- حقوقٌ لها هذي الوفود طلائعُ
- نضوت زمان الصّوم عنك كما نضا
- رداء الحياسبط من الروض يانعُ
- وماالعيد إلا ما صبحت طلوعه
- وبلَّجهُ فجرٌ بوجهك ساطعُ
- وهنيته عمر الزمان مسلماً
- يفوت الردى أو تختطيك الفجائعُ
المزيد...
العصور الأدبيه