الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- لا تلمِ الدّهرَ ولا تعذلِ
- فطالما صُمَّ عن العُذَّلِ
- فى كلّ يومٍ مرّ من صرفهِ
- لنا أَميمُ الرَّأسِ بالجندلِ
- مفوّقاً أسهمه وجهتى
- من كان مدلولاً على مقتلى
- أنقل من سفلٍ إلى علوه
- طَوراً ومن عالٍ إِلى أسفلِ
- كأنَّني قسطلة ٌ أُلقيتْ
- في كفِّ مجنونٍ منَ الشَّمْأَلِ
- يا موتُ ما أبقيتَ من شمّخٍ
- غرٍّ وما جاوزتَ من رذّلِ
- صرعى بكاساتك مملوءة ً
- مترعة ً من ذلك الأقتلِ
- كم أخرجتْ كفّك مستعصماً
- لا يحذر السّوءَ من المعقلِ
- أينَ أناسٌ سكنوا قبلنا
- ذُرا العُلى في الزَّمن الأوَّلِ؟
- من كلّ غرثانِ الشّوى من خنًى
- مُستَمَعِ الأقوالِ في المحفِلِ
- كأنّما طلعته طلقة ً
- سيفٌ قريبُ العهد بالصّيقلِ
- سيقوا إلى الموتِ كما سُوِّقَتْ
- نجائبُ الغادين بالأرحلِ
- و فجعة ٍ جاءتْ على بغتة ٍ
- تغصّنى بالبارد السّلسلِ
- كأنَّما جَرَّعَني نابهٌ
- بذكرِها كأساً منَ الحنظلِ
- إنّ أبا الفتح قضى هالكاً
- بفادحٍ من قَدَرٍ مُنزَلِ
- ثلّمَ من مروى َ فقدانه
- و حزّ لمّا حزّ بالمفصلِ
- فالآنَ قلبي جُرُحٌ كلُّه
- ربّ جروحٍ لسنَ بالأنصلِ
- نجمَ المعالى إنّها خطّة ٌ
- يبينُ فيها كلُّ مُستَبْسِلِ
- حملتَ منها أيّما صخرة ٍ
- و الثّقلُ محمولٌ على البزّلِ
- لا تنظرِ اليومَ إلى حرِّها
- لذّاعة ً تَعنِفُ بالمُصْطَلي
- وانظرْ إلى ماتركتْ بعدَها
- من نعمٍ للواهب المجزلِ
- دع زمناً في الغاب خلّى لنا
- أسوده تعبث بالأشبلِ
- ولا تلُمْهُ ورؤوسٌ لنا
- سليمة ٌ إنْ عاثَ بالأرجُلِ
- وفي كثيبٍ فاتَنا سَلْوة ٌ
- إنْ دفعَ السَّوءُ عن الأجبُلِ
- و اصبرْ عليها طخية ً مرّة ٍ
- فإنَّها عن كَثَبٍ تَنْجلي
- عداك ما أرهف من حدّها
- و عن أبيك الأوحدِ الأكملِ
- ثُمَّ بَنيكَ الغُرِّ مُلِّيتَ مِنْ
- بقائِهمْ بالأمثلِ الأمثلِ
- فاعدِلْ لهذي نِعماً ضَخْمة ً
- عن سنّة ِ المكتئبِ المعولِ
- وكذّبِ القائلَ فى قولهِ :
- قد ظلمَ الدَّهرُ ولم يعدِلِ
- إنْ كان حزنٌ فليكُنْ من فتى ً
- لم يقل السّوء ولم يفعلِ
- فالحزنُ مغفورٌ ولولا الأسى
- لم يحسنِ الصّبرُ ولم يجملِ
- لابدّ للمصبح فى نعمة ٍ
- يصبحه فى ليلهِ الألبلِ
- وليس للقاطنِ فى بلدة ٍ
- مُعرِّساً بدٌّ منَ المَرْحَلِ
- إِنِّيَ منكمْ بِوِدَادِي لكُمْ
- ووسط أبياتكمُ منزلى
- ما مسَّكُمْ من جَذَلٍ مَسَّني
- وما يصبْ من حرقٍ فهوَ لى
- يا راحِلاً لا أرتجي عودَهُ
- وإنْ رَجَونا عودَة َ الرُّحَلِ
- سقى الذى واراك فى تربة ٍ
- سحُّ قطارِ الواكفِ المسبلِ
- ولا يزلْ قبرك فى روضة ٍ
- يُنفَحُ بالجادِيِّ والمَنْدَلِ
- تعاقبُ الأنواءُ نوّاره
- فمن ملثِّ القطرِ أو منجلِ
المزيد...
العصور الأدبيه