الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- كم للنّواظر من دمٍ مَطلولِ
- ومدفّعٍ عن وجده ممطولِ
- ولقد حملتُ غداة زمّتْ للنّوى
- أُدْمُ الرّكائبِ فيه كلَّ ثقيلِ
- وقنعتُ منهمْ بالقليل ولم أكنْ
- أرضَى قُبَيلَ فراقِهمْ بقليلِ
- لولا دموعي يومَ قامتْ ودَّعتْ
- ما كانَ روضُ الحَزْمِ بالمطلولِ
- وأرتك وجهاً لم تنرْ شمسُ الضّحى
- إلاّ بهِ ما كانَ بالمملولِ
- وتقلَّدَتْ بأساودٍ من فرعِها
- وتبسّمتْ عن أشنبٍ معسولِ
- ورنتْ إليك بطرف جوذرِ رملة ٍ
- وخطتْ بحِقْفٍ في الإزارِ مَهيلِ
- إنْ كنتَ تُنكرُ ما جَنَتْه يدُ النَّوى
- فالشّاهدان صبابتي ونُحولي
- ما ضرَّ مَن ضَنَّتْ يداهُ بمُنْيَتِي
- أن لا يضنَّ على َّ بالتّعليلِ ؟
- فإلى متى أشكو إلى ذى قسوة ٍ
- وإلى متى أرجو نوالَ بخيلِ؟
- قُل للحُداة ِ خِلالَ عيسٍ ضُمَّرٍ
- بطُلًى إلى حادي الرَّكائبِ مِيلِ
- حطّوا إلى ملكِ الملوك رحالكمْ
- ففناؤه للرّكبِ خيرُ مقيلِ
- حيث الثّرى لاقى الجباه وأرضه
- للقومِ موسعة ٌ من التّقبيلِ
- وكأنَّما قمرُ الدَّياجي وجههُ
- ورُواءُ لونِ الصّارمِ المصقولِ
- للهِ دَرُّك في مقامٍ لم تزلْ
- عجلاً تلفّ رعيله برعيلِ
- والخيلُ جائلة ٌ على قِممٍ هَوَتْ
- ومناكبٍ فارقْنَ كلَّ قليلِ
- وكأنَّهنَّ يخُضْنَ ماءَ ترائبٍ
- لمجدّلين يخضن ماءَ وحولِ
- قد جرَّبوك غداة َ جنَّتْ فتنة ٌ
- رمتِ العقول من الورى بخبولِ
- فكأنَّ مُضْرمَها مضرَّمُ عَرْفَجٍ
- فى الدّوِّ حان حصاده بقبيلِ
- وكأنَّها عشواءُ في غبشِ الدُّجَى
- تطوى الفلا خبطاً بغير دليلِ
- فعدلتها بالرّأى حتّى نكّبتْ
- عنّا بغير قنًى وغيرِ نصولِ
- وركبتَ منها وهْيَ شامسة ُ القَرا
- عمّا قليل ظهرَ أى ِّ ذلولِ
- ولوَ انَّها عاصَتْك حكَّمتَ القَنا
- فيها وحدَّ الباترِ المسلولِ
- وملأتَ قطرَ الأرضٍ وهي عريضة ٌ
- بصوامٍ وذوابلٍ وخيولِ
- وبكلِّ مُستَلَبِ المَلامِ كأنَّما
- شهد الكتيبة طالباً بذحولِ
- عريانَ إلاّ من لباسِ بسالة ٍ
- ظمآنَ إلاّ من دمٍ لقتيلِ
- وأنا الذى أهوى هواك وأبتغى
- أبداً رضاكَ وإنِّه مأمولي
- ومتى تبدَّل جانباً عن جانبٍ
- قومٌ فإنّك آمنٌ تبديلى
- وإذا صَححتَ فإنَّ قلبي مُقسِمٌ
- أنْ لا يبالى فى الورى بعليلِ
- وذرِ انتقادي بالشُّناة ِ فلم تُنِرْ
- شمسُ الظّهيرة للعيون الحولِ
- وليسْلُني عن فوتِ ما نالَ الورى
- إنْ لم أقمْ فيه مَقامَ ذليلِ
- خُذْها كما ابتسم النَّهارُ لمُدجنٍ
- أعيا عليه قصدُ كلّ سبيلِ
- وكأنّها للمبصريها جذوة ٌ
- ولناشقيها " فغمة ٌ " لشمولِ
- وكأنّما هى عزّة ً لا تبتغى
- عرّيسة ٌ للأسدِ ذاتُ شبولٍ
- وكأنَّها روضُ الفلا عبثتْ بهِ
- أيدى شمالٍ سحرة ً وقبولِ
- صينتْ عن المعنى المعاد وقولها
- ما كانَ في زمنٍ مضَى بمقولِ
- وإذا النّضارة ُ فى الغصون تغيّرتْ
- كانت نضارتُها بغيرِ ذبولِ
- فاسعدْ بهذا العيد وابقَ لمثلهِ
- فى منزلٍ من نعمة ٍ مأهولِ
- ولقد نضوتَ الصّومَ عنك ولم تعجْ
- فيه بجانبِ هفوة ٍ وزليلِ
- وكففتَ عن كلِّ الحرامِ وإنَّما
- صاموا عن المشروب والمأكولِ
- وإذا بقيتَ فما نبالي مَنْ جَرتْ
- منّا عليه ردًى دموعُ ثكولِ
المزيد...
العصور الأدبيه