الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا >>
قصائدالشريف المرتضى
قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا
الشريف المرتضى
- قل للنّوائب قد أصبتِ المقتلا
- وسَقيتِنا فيما جَنيتِ الحنظلا
- أثكلتِ مَنْ لمّا جزعنا ثُكلَه
- أنسيتنا من قبه ما أثكلا
- فالعينُ يجرى ماؤها لا للصّدى
- والقلبُ يوقدُ جمرهُ لا للصّلى
- عادات هذا الدّهر أن يستلّ منّا
- الأمثلُ المأمولَ ثمّ الأمثلا
- إنّا نبدِّلُ كلَّ يومٍ حالة ً
- بخلافِها من قبلِ أنْ تُستبدلا
- ويُنَقَّلُ الإنسانُ عن حالاتِهِ
- ولداته من غير أن يتنقّلا
- نبنى المعاقلَ للخطوب فإنْ أتتْ
- رُسُلُ الحِمامِ فما ابْتَنينا مَعْقلا
- كم ذا لنا تحتَ التُّرابِ محاسنٌ
- تُرمَى على عمدٍ إلى نحوِ البِلى
- والمرءُ في كفِّ الزَّمانِ وديعة ٌ
- كي تُقتضَى وحديقة ٌ كي تُختَلى
- ماذا البكاءُ على الذى ولّى وقد
- جعلتْ له جنّاتُ عدنٍ منزلا ؟
- وعلى مَ نُسقَى الصَّابَ فيه؟ وإنَّهُ
- يسقى هناك كما يشاء السّلسلا
- ملكَ الملوكِ أصخ لقولة ِ ناصحٍ
- حكمُ الصّوابِ لمثلها أن تقبلا
- إنْ كنتَ حُمِّلْتَ الثَّقيلَ فلم تزلْ
- للحزمِ أنهضَ للثّقيلِ وأَحملا
- عمرٌ قصيرٌ ما انقضى حتّى قضى
- فينا بأنّ لك البقاءَ الأطولا
- يا حاملاً أثقالَنا حُوشيتَ أنْ
- تَعْيا بأمرٍ كارثٍ إِنْ أعضلا
- ما إنْ عهدنا الدّهرَ إلاّ فارجاً
- بكَ ضيِّقاً أو مُوضحاً بك مُشكلا
- فدعِ التفجّعَ والتوجّعَ والأسى
- وخذ الأجلَّ من الفتى والأجملا
- خيرٌ من الماضى لنا الباقى ومنْ
- ثاوٍ تعجّلهُ الرّدى منْ أجّلا
- فلئنْ هوَى جبلٌ فقد أثوَى لنا
- خَلَفاً لهُ ملأَ الكِنانة َ أنصُلا
- لا تَعجبوا منه يصابُ فإنَّما
- نَدعو إلى ثِقْلِ الرِّحالِ الأبْزَلا
- إن العواصفَ لا تنالُ منَ البنا
- إِلاّ بناءً كان منها أطوَلا
- فاصبرْ لها فلَطالما أوْسَعتنا
- فى المعضلاتِ تجلّداً وتحمّلا
- وإذا جزعتَ منَ المصاب فقلْ لنا:
- مَن ذا يكون إِذا جزعنا المَوْئلا؟
- فتعزَّ بالباقى عن الفانى ردًى
- وبمن ثَوى ولهُ الهَوى عمَّن خلا
- أخذَ الذي أعطى وبقّى بعدَه
- أوفَى وأليَقَ بالبقاءِ وأجملا
- وإِذا قضَى اللهُ القضاءَ فكنْ إلى
- بغتاتهِ مستأنساً مسترسلا
- لا تألمنَّ بنافعٍ لك دهره
- يعطى المرادَ ولا تجوّر أعدلا
- ما إنْ ترى فى العمر سوءًا بعدها
- فاقبل من الدّهر المسىء تنصّلا
- كم ذا شققتَ إلى بلوغِ إرادة ٍ
- قلبَ الخميس وخضت فيه القسطلا
- وقطعتَ في أَرَبٍ بهيماً مظلماً
- وركبتَ في طَلَبٍ أغرَّ مُحَجَّلا
- للهِ دَرُّكَ في مكانٍ ضيِّقٍ
- أرضَيتَ لمّا أنْ غضبتَ المُنْصُلا
- والذّابلُ العسّالُ يأبى كلّما
- طعنَ الشَّواكلَ والكُلى أن يذبُلا
- والخيلُ يخبطن الجماجمَ كلّما
- خبطتْ خيولُ النّاكلين الجَرْوَلا
- لا راعَنا فيك الزّمانُ ولا رأتْ
- عينُ امرئٍ شعباً حللتَ معطّلا
- وَعَلتْ ديارَك كلُّ هَوْجاءِ الخُطا
- تدع الكمى َّ معفّراً ومجدّلا
- وإذا تحلحلَ يذبلٌ عن جانبٍ
- أرسَى به جُنِّبْتَ أنْ تتحَلْحَلا
- وبقيتَ فينا آمراً متحكِّماً
- ومعظّماً بين الأنامِ مبجّلا
- وسقى الإلهُ ترابَ من كانتْ على
- رغم الأنوف بنا الغمامَ المسبلا
المزيد...
العصور الأدبيه