الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى >>
قصائدالشريف المرتضى
- قلْ للذي راحَ بعزٍّ واغتدَى
- يسحبُ منه مِطْرَفاً مورَّدا
- صنيعَ مَنْ يطمعُ أنْ يُخلَّدا:
- جمعتَ ما لابدّ أن يبددا
- إنْ لم يزُلْ في يومِهِ زالَ غَدا
- يا جامعاً لغيره محتشدا
- نَضَدتَ مالاً هل نَضَدتَ أمَدا؟
- سيّانِ مَنْ سار يجرُّ العَدَدا
- ومن يَظَلُّ واحداً مُنفرداً
- كلاهما مفارقٌ ما وَجدا
- وصائرٌ ما يقتنيهِ قِدَدا
- وإنْ أتاهُ حَتفُه لا يُفْتدَى !
- هيهات ما أغفلنا عنِ الهدى
- وأوضحَ الحقَّ لنا لو قُصدا!
- كم نركبُ الوَعْرَ ونَفْري الجدَدَا
- ونأخذُ الغيَّ ونُلْقي الرَّشَدا!
- وكم يَرى الراؤون فينا الأَوَدا
- قد آن في زهيدِنا أنْ نَزْهدا
- وبعد جَورٍ قد مضَى أنْ نقصِدا
- وأنْ نُرى عنِ الدَّنايا حُيَّدا
- صبراً عن الوردِ وإنْ طال الصدى
- إنْ فاتَني العِدُّ أبيتُ الثَّمَدا
- و لستُ أرضى بالهجانِ النقدا
- أما ترى زماننا ما أنكدا ؟
- كأنَّنا إذا سألناهُ الجِدا
- نُرْحِلُ منه بازلاً مُقيَّدا
- أو نَجتلي الشّمسَ بعينَيْ أرْمَدا
- أوْ نَمتري النّارَ بزَنْدٍ أصلَدا
- وصاحبٍ أيقظني ورَقَدا
- و رام أنْ يصلحني " فأفسدا "
- يحسُدني ولا أرى أن أُحسَدا
- بات يلاحيني على بذلِ الندا
- فقلتُ لمّا لامَني وفَنَّدا
- مصوباً وتارة ً مصعدا
- أليس عدلاً بالغنى أنْ أحمدا
- بتنا بذاتِ العلمين سهدا ؟
- نرقُبُ في ليلٍ طويلٍ أَسودا
- كأنَّما ذرَّ علينا الإِثْمِدا
- أو كان بالطُّولِ لِزامًا سَرْمدًا
- فجرًا كمصقولِ الغِرارِ جُرِّدا
- كأنما الأفقُ به إذا بدا
- حال لجيناً لونهُ وعسجدا
- و إنما " ننشد " أوتارَ العدى
- بكلَّ عريانِ العذارِ " أمردا "
- ذي همَّة ٍ لم تَرمِ إلاّ صُعُدا
- إذا احتذَى بالحمدِ يومًا وارتدَى
- ومدَّ بالبيضِ أوِ السُّمرِ يدا
- لم يدنُ من حيزومه خوفُ الردى
- أسُؤددًا ولا أرومُ سُؤدُدا
- وما قضيتُ في الأعادي مَوعِدا؟
- و لم أرمْ طولَ الحياة ِ البلدا
- مجتمعاً أحسبُ هماً صردا
- مُزَمَّلاً بكلِّ وِتْرٍ مُكْمَدا
- موطئاً للمثقلاتِ الكتدا
- منْ شاء أنْ يعدوَ في ما لي عدا
- نَهْضًا فقد أمكنَ ألاَّ تَقْعُدا
- و استلَّ للفرصة ِ نصلاً مغمدا
- ورِدْ حياضَ العزِّ فيمن وردا
- فمنْ بغى َ المجدَ " بجدٍّ " أيدا
المزيد...
العصور الأدبيه