الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ >>
قصائدالشريف المرتضى
قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
الشريف المرتضى
- قرتْ عيونُ بني النبيَّ محمدِ
- بالقادرِ الماضي العزيمة ِ أحمدِ
- بموفقٍ شهدتْ له آباؤه
- أنْ سوفَ يشتملُ الخلافة َ في غدِ
- جاءَتْه لم يُتعِبْ بها في صدرِهِ
- همّاً ولا أوْما إليها باليدِ
- سبقتْ مخيلتها إليه وأكرمَ الـ
- ـنعماءِ طالعة ٌ أمامَ الموعدِ
- ولقد علمتُ بأنَّها لا تَنْتضي
- إلاّ شبا ماضي الغرارِ مهندِ
- لمّا مشَتْ فيه الظُّنونُ وأوسعَتْ
- طَمَعاً يروحُ معَ العدوِّ ويَغْتَدي
- وتَنازعوا طُرُقاً إليها وعْرَة ً
- جاءتْهُ في سَنَنِ الطَّريقِ الأقصدِ
- علقتْ بأوفى ساعدٍ في نصرها
- وأذبَّ عن مِصباحِها المتوقِّدِ
- قَرْمٍ يضيفُ صَرامة َ المنصورِ في
- قمعِ العدوَّ إلى خشوعِ المهتدى
- كالنّارِ عالية ِ الشُّعاعِ وربَّما
- أخفَتْ تضرُّمَها بطونُ الرِّمْدَدِ
- يقظٌ يغضُّ جفونه وهمومهُ
- من كلِّ أطراف البلادِ بمرصَدِ
- فخراً بني العباسِ إنّ قديمكمْ
- يأبى على الأيامِ غيرَ تجددِ
- شرفٌ يميلُ بيَذْبُلٍ ويَلَمْلَمٍ
- و علاً تعرس في جوار الفرقدِ
- و هيَ الخلافة ُ موطنٌ لم يفتقدْ
- أطوادَهُ وشَرارة ٌ لم تخمُدِ
- إنْ نلتها ولكمْ لمجدك عندها
- قدمٌ وكم في نيلها لك من يدِ
- قد وازنوك فكنتَ أضربَ فيهمُ
- ودَعوك للأمرِ الجليلِ فلم تكُنْ
- نَزْرَ الفَخارِ ولا قليلَ السُّؤْدُدِ
- يا بنَ الّذين إذا احتَبَوْا في مفخرٍ
- عصفوا بكلَّ سيادة ٍ لمسودِ
- الطاعنو ثغرِ الرجال وعندهمْ
- أنّ المسلمَ بالفرارِ هو الردى
- وإذا دُعوا لِمُلِمَّة ٍ فكأنَّما
- فُجِرتْ لها دُفَعُ الغمام المُزْبدِ
- يفديكَ مَنْ يَغْشى بهاؤُك طرفَهُ
- من كلِّ رِعْديدِ الجَنانِ مُعرِّدِ
- متطاولٍ فإذا عرضتَ للحظهِ
- لصقتْ أسرة ُ وجههِ بالجلمدِ
- للهِ درك والعجاجُ محلقٌ
- والخيلُ تعثرُ بالقَنا المتقَصّدِ
- و اليومُ تغدرُ بالمطالعِ شمسهُ
- فيطالعُ الدنيا بوجهٍ أسودِ
- ما إنْ ترى إلاّ جريحاً ينثني
- ضَرِج القميصِ على طريحٍ مُقصَدِ
- و البيضُ تعلمُ أنها ما جردتْ
- بيديك إلاّ من حشاشة ِ معتدِ
- و أنا الذي ينمى إليك ولاؤهُ
- أبداً كما يُنمَى إليكُمْ مَولدي
- ما حاجتي إلاّ بقاؤُك سالماً
- تُعلي مَقاماتي وتُدني مَشْهدي
- وإذا دنوتُ إلى الرِّواقِ مُسلِّماً
- أقذيتَ بي فيه نواظرَ حُسَّدي
- وكسوتَ مرتبتي هناك فضيلة ً
- تَبقى على عَقِبي بقاءَ المُسْنَدِ
- في ساعة ٍ ملآى بكلَّ تحية ٍ
- تَنْجابُ عن أفواهِ قومٍ سُجَّدِ
- و مواقفٍ عمرَ الجلالُ فناءها
- فالحسنُ فيها بالمهابة ِ مُرتَدِ
- لا يستطيع الكرفُ يأخذُ لحظها
- إلاّ مخالسة ً كلحظِ الأرمدِ
- وأحقُّ مَن لبسَ الكرامة َ مُخلصٌ
- ما شابَ صفوَ ودادهِ بتوددِ
- أثني عليك وبيننا متمنعٌ
- صعبُ المرامِ على الرجالِ القصدِ
- ولَئِنْ تحجَّبَ نورُ وجهك بُرهة ً
- عنِّي فهاتيكَ المناقبُ شُهَّدِي
- خُذْها تَقَلَّبُ بينَ لفظٍ لم يَطُفْ
- نطقُ الرواة ِ به ومعنى أوحد
- غَرّاءَ تستلبُ القَبولَ كأنَّما
- جاءتْ تبشرُ صادياً بالموردِ
- واسلمْ أميرَ المؤمنين مزَوَّداً
- نعماءَ موفورِ الحياة ِ مخلدِ
- تفنى القرونُ وطودُ ملكك راسخٌ
- في خيرِ منزلة ٍ وأشرفِ مقعدِ
المزيد...
العصور الأدبيه