الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ >>
قصائدالشريف المرتضى
عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ
الشريف المرتضى
- عنّ الخيالُ لنا ليالى الأبرقِ
- والرَّكبُ بينَ مُسهَّدٍ ومؤرَّقِ
- ومصرّعين من الكلال كأنّهمْ
- صَبحوا وما صَبحوا بكلِّ مُروَّقِ
- متوسِّدين وقد أَمالَ رقابَهمْ
- سُكرُ الكَرَى لهم خُدودَ الأينُقِ
- إنْ كان زُوراً باطلاً فَلَطعمُهُ
- حلوٌ شهيٌّ في فم المتذوِّقِ
- لم ينههَ عنّى تقوّسُ صعدتى
- والشّيبُ يضحك ثغره فى مفرقى
- ومُرشَّفِ الوَجناتِ لولا حسنُهُ
- سَلَتِ القلوبُ معاً فلم تَتَعشَّقِ
- يَسبي العيونَ بحُسنِ خدٍّ مُونقٍ
- حاز الجمالَ وغضِّ قَدٍّ مُورقِ
- وافى وهاماتُ الكواكبِ ميّلٌ
- والصُّبحُ قد أَلقَى يداً في المشرقِ
- واللّيلُ فى بردٍ رقيقٍ أزرقٍ
- سملٍ ولكنْ بعدُ لم يتخرّقِ
- بردتْ زيارتهُ غليلَ تحرّقى
- وشَفتْ وما علمتْ طويلَ تشوُّقي
- مازدتهُ شيئاً - وبين جوانحى
- لهبُ الغرام - على الحديثِ المونقِ
- يالائمى فى الحبِّ لو قاسيته
- لعلمتَ أنَّك كاذبٌ لم تَصدُقِ
- ما كنتَ للعذلِ الذي لم تُلفِني
- أُصغي إِليه منَ الصَّبابة ِ مُعنِقي
- فدعِ الملامة َ لا مفيقٌ من هوى ً
- فينا ولا في رأيه من مُفْرِقِ
- قل للوزير أبى المعالى وابنها
- وسليلِ كلِّ نجيبة ٍ لم تخفقِ
- يا سيِّدَ الوزراءِ من ماضٍ ومِن
- آتٍ ومخلوقٍ ومن لم يخلقِ
- لازلتَ بينَ تملُّكٍ وتحكُّمٍ
- أبداً وبين تصعّدٍ وتحلّقِ
- في خَفضِ عيشٍ لا يزولُ نطاقُهُ
- عن ساحتيك وظلّ عزٍّ محدقِ
- للهِ دَرُّك حيثُ تَشْتجِرُ القَنا
- تحتَ العجاجِ على ظهورِ السُّبَّقِ
- واليومُ غصّانٌ بكلِّ مجدّلٍ
- فوق الثّرى وبأذرعٍ وبأسوقِ
- والموتُ يستلبُ النّفوسَ بطعنة ٍ
- أو ضربة ٍ فكأنّما لم تخلقِ
- أوقدته حتى استطار شراره
- وغمرتَ فيه فيلقاً فى فيلقِ
- وعصابة ٍ مرقتْ فرضتَ جماحها
- حتّى التوى فكأنَّما لم تمرُقِ
- أنزلتها قسراً على حكم الظّبا
- وقضيَّة ِ العالي الأشَمِّ الأزرَقِ
- والبيضُ بين مسلّمٍ ومثلّمٍ
- والسّمرُ بين مصحّحٍ ومدقّقِ
- لاتحفلنْ بالغابطين على الذى
- أوتيتَ من بحر الفخارِ المفهقِ
- وقهرتهمْ بمحلّة ٍ لاترتقى
- وبهرتَهمْ في جودك المتدفِّقِ
- ودع الحسودَ يقول ماهو أهلهُ
- فالقولُ بين مكذّبٍ ومصدّقِ
- ليس الحسودُ وإنْ تموَّه أمرُهُ
- فى النّاس إلاّ كالعدوِّ المحنقِ
- أنا فى بنى عبد الرّحيم مخيّمى
- وإذا علقتُ فمنهمُ متعلّقى
- وبنشرهمْ عبقٌ ولولا أنّه
- يا صاحبي نشرٌ لهمْ لم أعْبَقِ
- أعطيتُهُمْ ودِّي ولو بيدي المنى
- شاطرتُهمْ من مدَّتي ماقد بَقي
- ولوَ أنَّ في كفِّي الشّبابَ وقد مضى
- لبذلتهُ وخصصتهمْ بالرّيقِ
- فى أى ّ شعبٍ من شعوبِ مرادهمْ
- حتّى أتاهمَ - لم أخبَّ وأعنقِ
- فبأى أمرٍ فيهمُ لم ألتبسْ
- وبأيِّ حبلٍ منهمُ لم أعلَقِ
- كم أنقذوا من حتفِ كربٍ واسعٍ
- أو أخرجوا من كفِّ خَطبٍ ضيِّقِ
- ورقَوْا منَ العلياء مالا يُرتقَى
- وأَتَوا منَ الغايات مالم يُلحَقِ
- ومتى رأيتَهمُ رأيتَ تقرُّبي
- من دارهمْ وتخصّصى وتحقّقى
- لاباعدَ اللهُ اللِّقاءَ ولارمَى
- شملاً يضمّ جميعنا بتفرّقِ
- قد زارنا التّحويلُ يخبر أنّه
- أبداً يقابلنا بوجهٍ مُشرقِ
- صقلَ الإلهُ حُسامَه وأزارَه
- طَلْقاً بكلِّ تهلُّلٍ وتألُّق
- كم ذا لنا أملٌ به متنظَّرٌ
- شَوقاً ومن قلبٍ به متعلِّقِ
- وكساهُ من حُلَلِ القَبول مَجاسداً
- ما كنَّ من وشْيٍ ومن إستَبْرَقِ
- وبه مفاخرُ دهرِنا وعلاؤهُ
- دون الدّهور على الجبال الشّهّقِ
- وإذا استمعتَ فلا تُصِخْ إلاّ إلى
- كلمٍ جلبن على الورى من منطقى
- في رونقٍ بَهِجٍ، وليس برائقٍ
- ما لم يكن عذباً ولا ذا رونقِ
- ومنمّقِ طبعاً وكلُّ منمّقٍ
- بتعسّفٍ يلقاك غيرَ منمّقِ
- وإذا نطقتُ بغير مدح فضائلٍ
- جمعتْ لكمْ فكأنّنى لم أنطقِ
المزيد...
العصور الأدبيه