الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ >>
قصائدالشريف المرتضى
علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ
الشريف المرتضى
- علَّ البخيلَة َ أن تجودَ لعاشقِ
- مازال يقنع بالخيال الطارقِ
- صدّتْ وقد نظرتْ سوادَ قرونها
- عنّى وقد نظرتْ سواد مفارقى
- وتعجّبتْ من جنحِ ليلٍ مظلمٍ
- أنّى رمى فيه الزّمانُ بشارقِ ؟
- وسوادِ رأسٍ كان ربعَ أحبّة ٍ
- رجعَ المشيبُ به طلولَ مُفارقِ
- ياهندُ إنْ أنكرتِ لونَ ذَوائبي
- فكما عهدتِ علائقى وطرائقى
- ووراءَ ما شنئتهُ عينك " ضلّة ً "
- ما شئتِ من خلق " يسرّك " رائقِ
- أوميضُ شيبٍ أم وميضُ بواترٍ
- قَطَّعْنَ عند الغانياتِ علائقي
- وكأنَّ طَلعة َ شَيبة ٍ في مَفْرقٍ
- عند الغواني ضَربة ٌ من فالِقِ
- ومُعيِّري شيبَ العِذار وما دَرى
- أنَّ الشَّبابَ مطيَّة ٌ للفاسقِ
- " ويقول : لو غيّرتَ منه لونه ؛ "
- هيهات أبدلُ مؤمناً بمنافقِ
- والشَّيبُ أملأ للصُّدور وإنْ نَبتْ
- عن لونِه في الوجهِ عينُ الرَّامقِ
- وإذا ليالي الأربعين تكاملتْ
- للمرءِ فهْوَ إلى الرَّدى من حالقِ
- ولقد صحوتُ " من الهوى " وسلوته
- أيّامَ ريعان الشّباب مفارقى
- وكَفَيتُ عُذَّالي فليس يشوقُني
- مَن كان يوماً قبلَ ذلك شائقي
- من بعد أن " أوضعتُ " فى سننِ الصّبا
- وأخذتُ في اللّذّاتِ خَصْلَ السابِقِ
- ومشيتُ ملتاثَ الإزارِ كأنّما
- ساورتُ قهوة َ صابحٍ أو غابقِ
- تنزو بى َ النشواتُ كلَّ عشيّة ٍ
- نزوَ الجنادب فى متونِ حدائقِ
- وأخٍ رميتُ إخاءه لمّا نبتْ
- أخلاقهُ عنّى بفرقة ِ طالقِ
- وتركتُه لمّا وجدتُ أديمَه
- متفرِّياً من قبلِ فَرْيِ الخالِقِ
- يرمى إلى َّ وقد ملأتُ ضميره
- نَدَماً على ما فاتَ لَحْظَ مُسارِقِ
- وأنا الذى علمتْ نزارٌ كلّها
- من بيتها فى رأسِ أرعنَ شاهقِ
- وإِذا تتابَعتِ السِّنون فلن تَرى
- أستارنا مسدولة ً من طارِقِ
- وتَرى على كَلَبِ الزَّمانِ جِفانَنا
- وتعاقُبِ الأضيافِ جِدَّ فَواهقِ
- وتخالُ طالعة َ الكواكبِ وَسْطَها
- قد منطقتْ من نظمها بمناطقِ
- وإذا تشاجرت الرّماحُ رأيتنى
- رحبَ الخطا فى المأزقِ المتضايقِ
- وعليَّ من نَسْجِ الأسنَّة ِ نَثْلَة ٌ
- وعلى كماة ِ الرّوعِ نسجُ يلامقِ
- في ظهر سابقة ٍ تَفيءُ عروقُها
- يومَ الجِراءِ إلى الوَجيهِ ولاحِقِ
- وإذا جَرتْ فالبرقُ ليس بمسرعٍ
- إيماضُهُ والطَّرْفُ ليس بسابقِ
- أنمى إلى بيت العلا من هاشمٍ
- من ذلك الأصلِ الأشمِّ الباسقِ
- قومٌ إذا حمى َ الحديدُ عليهمُ
- يردون أودية َ النّجيعِ الدّافقِ
- وإذا هَوَوْا من نجدة ٍ في خُطة ٍ
- لم يَثْنِهمْ عنها نعيقُ النّاعقِ
- وهُمُ غيوثُ صنائعٍ ومجاوعٍ
- وهمُ ليوثُ مواقفٍ ومآزقِ
- وهمُ صدورُ محافلٍ ومجالسٍ
- وهم بدور مواكبٍ وفيالق
- من مبلغٌ عنّى بنى جشمٍ وإنْ
- كانوا على حكمِ الزّمانِ أصادقى ؟
- كم فى صدوركمُ لنا من إحنة ٍ
- برزتْ فموَّهَهَا لسانُ الناطقِ
- " ولكمْ لكمْ بشرٌ تكشّف " غبّه
- عن شرِّ عاقبة ٍ كخُلَّبِ بارقِ
- ومتى أُصِخْ سمعاً لرجعِ جوابِكمْ
- فإلى كلامِ مواربٍ ومماذقِ
- إنّي مَرَيْتُكُمُ فكنتُ كمن مَرَى
- " جدّاء " لا تسخو بدرّة ِ حالقِ
- مافي عهودكُمُ وإنْ وثَّقتُمُ
- شطنٌ تعلّقهُ يمينُ الواثقِ
- والجارُ بينَ بيوتِكمْ كَثِبٌ على الْـ
- ـأعداءِ نَصْبَ جوائحٍ وبوائقِ
- يسرى إليه ضراركم وخصصتمُ
- مِن دونه بمنافعٍ ومرافقِ
- ومتى تَفَكَّر في عطائِكمُ امرؤٌ
- لم يدرِ، أسخطَه قضاءُ الرّازقِ
- ودَرى بأنَّ النُّجحَ ليس لعاقلٍ
- فينا وأنَّ الحظَّ حظُّ المائقِ
المزيد...
العصور الأدبيه