الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ >>
قصائدالشريف المرتضى
- عرفتُ وياليتنى ما عرفتُ
- فمُرُّ الحياة ِ لمن قد عَرَفْ
- فها أنا ذا طولَ هذا الزّمان
- نِ بينَ الجَوى تارة ً والأسَفْ
- فمنْ راحلٍ لا إيابٌ له
- وماضٍ وليس له من خلفْ
- فلا الدَّهرُ يُمتِعُني بالمقيمِ
- ولا هو يرجعُ لى من سلفْ
- أرونيَ إنْ كنتُمُ تَقْدور
- نَ مَن ليس يكرعُ كأسَ التَّلَفْ
- ومَن ليس رَهْناً لداعي الحِمامِ
- إذا ما دعى باسمه أو هتفْ
- وما الدّهرُ إلاّ الغرورُ الخدوعُ
- فماذا الغرامُ به والكلفْ ؟
- وما هو إلاّ كلمحِ البُروقِ
- وإلاّ هبوب خريفٍ عَصَفْ
- ولم أرَ يوماً وإن ساءنى
- كيومِ حِمامِ كمالِ الشَّرَفْ
- كأنِّيَ بعدَ فراقٍ له
- وقَطْعٍ لأسبابِ تلك الأُلَفْ
- أخو سَفَرٍ شاسِعٍ مالهُ
- منَ الزّادِ إلاّ بقايا لَطَفْ
- وعوّضنى بالرّقادِ السّهادَ
- وأبدلني بالضِّياءِ السَّدَفْ
- فراقٌ وما بعده ملتقًى
- وصدَّ وليس له منعطف
- وبعتُك كَرْهاً بسَوْمِ الزَّما
- بيعَ الغبينِ فأين الخلفْ ؟
- وعاتبتُ فيك صروفَ الزّمانِ
- ومن عاتب الدّهرَ لم ينتصفْ
- وقد خطف الموتُ كلَّ الرّجالِ
- ومثلُكَ مِن بيننا ما خَطَفْ
- وما كنتَ إلاّ أبيَّ الجَنانِ
- عن الضَّيْمِ مُحتمياً بالأنَفْ
- خليّاً من العار صفرَ الإزارِ
- مدى الدّهرِ من دنسٍ أو نطفْ
- وأذري الدُّموعَ ويا قلَّما
- يَرُدُّ الفوائتَ دمعٌ ذَرَفْ
- ومن أينَ تَرنو إليك العيونُ
- وأنت ببوغائها فى سجفْ ؟
- فبنْ ما مللتَ وكم بائنٍ
- مضَى مُوسعاً مِن قِلى ً أو شَنَفْ
- وسَقَّى ضريحَك بينَ القبورِ
- من البرِّ ما شئته والّلطفْ
- ولا زال من جانبيه النّسيمُ
- يعاوده والرّياضُ الأنفْ
- وصيَّرك اللهُ من قاطِني الـ
- ـجنانِ وسكّانِ تلك الغرفْ
- تجاورُ آباءك الطّاهرينِ
- ويتَّبعُ السّالفينَ الخَلَفْ
المزيد...
العصور الأدبيه