الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت >>
قصائدالشريف المرتضى
- عادت إليّ بغيضة ٌ فتودّدت
- هَيهاتَ مَن جعلَ البغيضَ حبيبا!
- عادتْ إليّ فخلت أن شبيبتي
- خُلِسَتْ وأبدَلها الزَّمانُ مَشيبا
- فكأنني أبصرتُ منها بغتة ً
- يومَ الوصالِ منَ الحبيبِ رَقيبا
- وودت أنّ طلوعها مقليّة ً
- مَثْنية ً في الناسِ كان غُروبا
- قد كنتِ لي داءً ولكنْ لم أجِدْ
- من داء سُقمِك في الرجال طبيبا
- ولحبّذا زمنٌ مضى ما كان لي
- قربٌ إليكِ وكنتُ منكِ سليبا
- ياليت من قَدَرَ التّلاقي بيننا
- جعل الفراقَ من اللّقاء قريبا
- زمنٌ إذا قاطعتِنا، مُتَبَسِّمٌ
- ضافٍ وإنْ واصلتِ كان قَطوبا
- وكأنَّ قلبي وهْوَ غيرُ مُقَلْقَلٍ
- مُلئتْ بقُربِك حافَتاهُ وَجيبا
- لو لم تكوني في الزّمان عجيبة ً
- ما أبصرتْ عينايَ فيه عجيبا
- وخلوتُ عُمري كلَّه مِن ذنبهِ
- فجعلتُ منكِ له إليَّ ذنوبا
- وخَلَفْتِ في جِلدي ولم يكُ دهرَه
- إلاّ السّليمَ جرائحاً ونُدوبا
- ولقيتُ فيكِ من العناء غرائباً
- وأخذتُ من أدهى البلاءِ ضروبا
- وتركتِ قلبي لا يفيق كآبة ً
- وجفونَ عيني لا تملّ نحيبا
- وكأنَّني لمّا أخذتُكِ كارهًا
- قَسْمي حُرمتُ وما أخذتُ نَصيبا
- لو كنتِ عيباً واحداً صبرتْ له
- نفسي ولكن كنتِ أنتِ عُيوبا
المزيد...
العصور الأدبيه