الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ >>
قصائدالشريف المرتضى
- صدتْ وما صدها إلاّ على ياسِ
- من أن ترى صبغَ فوديها على رأسي
- أحببْ إليها بليلٍ لا يضيء لها
- إلاّ إذا لم تسرْ فيه بمقباسِ
- و الشيبُ داءٌ لربات الحجالِ إذا
- رأينَهُ وهْوَ داءٌ مالَهُ آسي
- يا قُربَهُنَّ ورأسي فاحمٌ رَجِلٌ
- و بعدهنّ وشيبي ناصعٌ عاسى
- ماذا يريبك من بيضاء طالعة ٍ
- جاءتْ بحلمي وزانتْ بين جلاسي
- و ما تبدلتُ إلاّ خير ما بدلٍ
- عُوِّضْتُ بالشّيبِ أنواراً بأنقاسِ
- هيهاتَ قلبك من قلبٍ ذهبتِ به
- هذا الضَّعيفُ وذاك الجلمدُ القاسي
- تجزينَ وَصْلي بهجرٍ منك يمزجُ لي
- كأس المنى وهيَ صرفُ الطعم بالياسِ
- و نابحٍ بيَ دلتهُ غباوتهُ
- حتَّى فَرَتْهُ بأنيابي وأضراسي
- عوى ولم يدرِ أني لا يروعني
- مِن مثلِهِ جَرْسُهُ من بينِ أجراسي
- فقل لمن ضلّ عجزاً أن يساميني
- يا بعدَ أرضكَ من طودٍ لنا راسِ
- و أين فرعك من فرعي ومنشعبي
- وأينَ أصلُكَ من أصلي وآساسي
- ياقومُ مالي أَرى عِيراً مُعَقَّلَة ً
- يُثيرهُنَّ اعتسافاً نخسُ نخّاسِ
- و الشرُّ كالعرَّ يعدى غيرَ صاحبهِ
- والكأسُ يَنْزعُها من غيرهِ الحاسي
- و قد علمتمْ بما جرتْ وما شعرتْ
- على العشائر دهراً كفُّ " جساسٍ "
- و أنه واحدٌ شبتْ جنايتهُ
- ناراً تضرمُ في كثرٍ من الناسِ
- و إنما هاج في عبسٍ وقومهمُ
- بنى فزارة َ حرباً سبقُ أفراسِ
- والزِّبرقانُ انتضَى قولَ الحُطَيْئَة ِ في
- أعراضِهِ خدعة ً من آلِ شَمّاسِ
- كم تَنْبذون إلينا القولَ نَحسِبُهُ
- ترمي إِلينا به أعجاسُ أقواسِ
- يَحُزُّ في الجلد منَّا ثمَّ نحملُهُ
- بُقياً عليكُمْ على العينينِ والرّاسِ
- فكم تَدِرُّون شرّاً كلَّ شارقَة ٍ
- وإنَّما الشرُّ يُستَدنَى بإبساسِ
- و تحملون لنا خيلاً على جددٍ
- منَ الطريقِ على مُسْتَوعِرٍ جاسِ
- وكيف يصلُحُ قومٌ لم يَصِخْ لهمُ
- سمعٌ إلى عذلِ قوامٍ وسواسِ
- ضَلّوا كما ضَلَّتِ العَشْواءُ يُركِبُها
- جُنْحُ الدُّجى ظهْرَ أجراعٍ وإرهاسِ
- لمّا حماها سوادُ اللّيل عن نظرٍ
- " يهدى " الطريقَ تقرتهُ بأنفاسِ
- أما علمتمْ بأنا معشرٌ صدقٌ
- وأنَّنا في التَّلاقي غيرُ أنكاسِ
- و غنْ مشينا ، نجرَ الزغفَ تحسبنا
- آسادَ بِيشَة َ تمشي بينَ أخياسِ
- وأنَّنا لا يَمَسُّ الذَّمُّ جانبَنا
- و لا يهمُّ لنا ثوبٌ بأدناسِ
- و تحسب الجارَ فينا من نزاهتهِ
- معرِّساً في الثّريّا أيَّ إعراسِ
- إني أخاف وقد لاحتْ دلائلهُ
- طلوعَ يومٍ بودقِ الموتِ رجاسِ
- يُلْفَى حليمُكُمُ غيرَ الحليمِ بهِ
- وكيِّسو القومِ فيهِ غيرَ أكياسِ
- و الرمحُ ينطفُ في خدَ الثرى علقاً
- نطفَ المزابرِ في حافاتِ قرطاسِ
- يومٌ يرى منكمُ فيه عدوكمُ
- ما شاء من قطع أرحامٍ وأمراسِ
- لاتَطْرحوا النُّصْحَ مِنِّي وهْوَ مُتَّبَعٌ
- طرحَ المبنَّ بأرضٍ سحقَ أحلاسِ
- ولاتَكونوا كمن لم يدرِ في مَهَلٍ
- من ساعة ِ الأمن عقبى ساعة ِ الباسِ
- فإنَّما يذكرُ الإنسانُ حاضرَهُ
- وكلُّ أمرٍ بما يمضي به ناسِ
المزيد...
العصور الأدبيه