الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> صبرتَ ومثلُك لا يجزعُ >>
قصائدالشريف المرتضى
- صبرتَ ومثلُك لا يجزعُ
- وناءَ بها صدرك الأوسعُ
- وعزَّيتَ نفسَك لمّا علمْـ
- ـتَ أنَّ العزاءَ لها أنفعُ
- وداويتَ داءَك لمّا رأيتَ
- دواءَ طبيبك لا ينجعُ
- ولمّا بخست بضيمِ الزمانِ
- قنعتَ وإن كنت لاتقنعُ
- وقلت لعينيك لاتدمعي
- فلا العين تهمى ولاتدمعُ
- ولم تشكُ ما دفنتْهُ الضُّلوعُ
- وفي حشوِها المؤلمُ المُوجعُ
- فإنْ تكُ شنعاءَ جاء الزَّمانُ
- بها فالتشكي لها أشنعُ
- وما إنْ يفيدُ سِوى الشّامتيـ
- ـنَ أنْ يشكوَ الرَّجُلُ الموجَعُ
- ولمّا نهضتَ بدفعِ الخطوبِ
- رضيتَ بما لم يكنْ يُدفَعُ
- وقدماً عهدناك ثبت المقام
- وإن هبت العاصف الزغزعُ
- ولِمْ لا وأنتَ امرؤٌ في الصِّعابِ
- إلى رأيه أبداً نرجعُ
- وقد علمت سورة الحادثاتِ
- إن صفاتك لاتصدعُ
- وأنَّ جَميمَكَ لا يُخْتَلى
- وأنَّ قِلالَكَ لا تُفرَعُ
- وإنْ فَنِيَتْ في الرِّجالِ الحلو
- مُ كان إلى حلمك المَفْزَعُ
- هوَ الدَّهرُ ينقضُ ما يَبْتنيهِ
- جهاراً ويحصدُ ما يَزرعُ
- وأخطأَ مَن قال: إنَّ النِّسا
- وإن يعطنا فبما يمنعُ
- ونحن بنو الأرض تغتالنا
- وتأكلنا ثمَّ لا تشبَعُ
- فدارٌ تغصُّ بسكانها
- ءَ أهلون للفَقْد أو مَوضعُ
- وآتٍ يجيىء ولم ندعُهُ
- وماض يمر ولا يرجعُ
- وإنى منك مهما يصبكَ
- يصبني وفي مروتي يقرعُ
- وكيف يميز ما بيننا
- ويجمعُنا الحسَبُ الأجمعُ؟
- ويرفَعُنا فوقَ هامِ الرِّجالِ
- عَرينٌ لنا دونَهُمْ مُسبِعُ
- وإِنّا التَفَفْنا بسِنْخِ الرَّسولِ
- فتطلُعُ منه كما أطلُعُ
- فكم ذا لنا خاطبٌ مصقعٌ
- وكم ذا لنا عالمٌ مقنعُ
- ولمّا كرَعتُك دونَ الأنامِ
- رويتُ وطاب لي المكرعُ
- وفقدُ النِّساءِ كفقدِ الرِّجال
- يحزُّ إذا حزَّ أو يقطعُ
- فلا زالَ ما بَيْننا كالرِّيا
- جادت له سحبٌ همعُ
- ولا ساءَني فيك مَرَّ الزّمان
- مرأى ولا رابني مسمعُ
المزيد...
العصور الأدبيه