الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ريعتْ " لتنعابِ " الغراب الهاتفِ >>
قصائدالشريف المرتضى
ريعتْ " لتنعابِ " الغراب الهاتفِ
الشريف المرتضى
- ريعتْ " لتنعابِ " الغراب الهاتفِ
- وتأوّلتها فرقة ً من آلفِ
- فاستبطنتْ من رِقْبَة ٍ لعُداتها
- حرقاً نضحنَ بدمع جفنٍ ذارفِ
- ورأتْ بياضاً فى نواحى لمّة ٍ
- ما كان فيها فى الزّمان السّالفِ
- مثلَ الثَّغامِ تلاحقتْ أنوارُه
- عمداً لتأخذَه بَنانُ القاطِفِ
- ولقد تقول ومِن أساها قولُها:
- ما كانَ هذا في حسابِ العائفِ
- أينَ الشّبابُ وأينَ ما تمشي بهِ
- فى البيض بين مساعدٍ ومساعفِ ؟
- ما فيك يا شمطَ العذارِ لرامقٍ
- عبقَ الجوانح بالهوى من شاعفِ
- فليخلُ قلبك من أحاديث الهوى
- وليخلُ غمضك من مطيف الطائفِ
- ولقد سريتُ بفتية ٍ مضريّة ٍ
- ليلَ التّمامِ إلى الصّباحِ الكاشفِ
- في ظهرِ مُلْتَبِسِ الصُّوَى مُتنكِّرٍ
- لا يهتدى فيه بسوفِ السّائفِ
- ظامي الموارد ليس في غُدرانِهِ
- لمسوّفٍ بالوردِ غرفة ُ غارفِ
- وكأنَّما حزُقُ النَّعامِ بدوِّهِ
- " ريحٌ تلون طوائفاً " بطوائفِ
- وإذا تَقَرَّاهُ فلا أثراً تَرى
- " بترابه " إلاّ لريحٍ عاصفِ
- من كلّ أبّاءِ لكلِّ دنيّة ٍ
- ذى مارنٍ للذّلِّ ليس بعارفِ
- وتراه ينتعل الظّهائرَ كلّما
- " جحرَ " الهجيرُ بناعمٍ متتارفِ
- قومٌ يخوضون الغِمارَ إلى الرَّدَى
- خوضَ الجبانِ الأمنَ غبَّ مخاوفِ
- لا يأخذون المال إلاّ بالظّبا
- تندى دماً أو من سنانٍ راعفِ
- وإذا رأيتَ على الرَّدى مِقدامَهمْ
- فكأنَّ قلباً منه ليس بخائفِ
- وتراهمُ فى كلّ يومِ عظيمة ٍ
- مُتَنصِّتِين إلى صَريخِ الخائفِ
- سحبوا مُروطَ العزِّ يومَ لَزَزْتَهمْ
- بالفخر سحبَ غلائلٍ ومطارفِ
- وتَلَوْا على كَلبِ الزَّمانِ وضِيقهِ
- للمملقين عوارفاً بعوارفِ
- أيدٍ تفجّرُ بالعطاءِ سماحة ً
- فتوالدٌ فى بذلها كطوارفِ
- وندى ً يفيضُ تعَجْرُفاً وتَغَشْمُراً
- وعجارفُ المعروف غيرُ عجارفِ
- وأرى شجاعَ الجود يوم تواهبٍ
- شَرْوَى شجاعِ الحربِ يومَ تسايُفِ
- ومحذِّري شرَّ الزَّمان كأنَّه
- لم يدرِ أنِّي ناقدٌ للزّائفِ
- قد كنت ألحى فيه كلَّ مفارقٍ
- فالآن ألحى فيه كلَّ مقارفِ
- وإذا الشّكوكُ تقاربتْ وتلاءمتْ
- فعن الزَّمانِ وماحواه تجانُفي
- وإذا التفتّ إلى اختلاف خطوبه
- فإلى اختلافِ عجائبٍ وطرائفِ
- يسترجعُ الموهوبَ رَجْعَ مُناقشٍ
- من بعد أن أعطى عطاءَ مجازفِ
- يا منهلاً للسّوءِ ما ألقى له
- في كلِّ أخيافِ الوَرى من عائِفِ
- لم يَخْلُ برقُك خُلَّباً من شائِمٍ
- وسرابُ أرضك مطمعاً من عاكفِ
- وحطامُ رزقك وهو جدُّ مصرّدٌ
- فى كلِّ يومٍ من محبٍّ كالفِ
- كم فى صروفك للنّدوبِ تلاحمتْ
- بعدَ المِطالِ ببُرْئها من قارفِ
- ويدٍ تمدُّ ذراعها ببليّة ٍ
- فتنال شلوَ النّازحِ المتقاذفِ
- لا يعصمُ البانين منها ما ابتنوا
- واسْتَفرشوا من نُمْرُقٍ ورفارفِ
- وأنا الغبين لأنْ منحتك طائعاً
- قلبي وفيكَ كما علمتُ مَتالِفي
المزيد...
العصور الأدبيه