الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا >>
قصائدالشريف المرتضى
- رقدتِ وأسهرتِ ليلاً طويلا
- وحمّلتنا الحبَّ عبئاً ثقيلا
- وكنتِ تُعاصينَ قولَ الوشاة ِ
- فلمّا مللتِ أطعتِ العذولا
- ولو كنتِ يومَ لوى عالِجٍ
- وقفتِ ، شكونا إليك الغليلا
- فإنْ أنتِ أنكرتِ ما نَدَّعيه
- جَعلنا النُّحولَ عليهِ دَليلا
- ودمعاً تحبَّس قبلَ الفراقِ
- ويومَ الفراقِ أصابَ المَسيلا
- سقَى الله جيرانَنا بالكُحيلِ
- وحيّا به الظَبْيَ أحوَى كَحيلا
- ولقّاهمُ بالنّعيم الكثير
- وإنْ لم ينيلوكِ إلاّ قليلا
- ففى القلب منهم ، على ضنّهمْ
- غرامٌ يماطلني أنْ يَزولا
- معاشرُ لا يألفونَ الوفاءَ
- لصبٍّ ولا يعرفون الجميلا
- إذا أمرضوا لم يعودوا المريضَ
- وإنْ قَتلوا لا يَدون القتيلا
- وكم فيهمُ من مليحِ الدّلا
- ل تستلب العينُ منه " العقولا "
- يُحيِّيكَ بالوردِ من وجنتيهِ
- ويسقيك من شفتيه الشَّمولا
- ومن شعفٍ ظلتَ من بعدهم
- تُرَثِّي الرُّسومَ وتبكي الطُّلولا
- وتسأل كلَّ طويلِ الصُّمو
- تِ يأبى له خلقه أنْ يقولا
- ولولا شقاوة ُ جدِّ المحبّ
- لحقْنا على سَفَوانَ الحُمولا
- عشيّة َ سرنا على كثرهمْ
- نباريهمُ بوجيفٍ ذميلا
- هنيئاً لنا فى مليك الملوك أنْ
- ملك الأرض عرضاً وطولا
- دعوت الجبال فلم تمتنعْ
- فكيفَ تَرى لو دعوتَ السُّهولا؟
- وشمْاءَ كالنَّجم مَرفوعة ٍ
- تفوت المنى وتزلُّ الوعولا
- سموتَ إليها وظنّ الغبى ُّ
- أنّك لا تستطيع الوصولا
- فما رمتَ حتّى ولجتْ الصّميمَ
- وغادرتَ ما عزّ منها ذليلا
- وكانت وليس سبيلٌ إلى
- معاقلها فنهجتَ السّبيلا
- تغاضيتَ عنها صنيعَ البطى ّ
- فلما عزمتَ سبقتَ العجولا
- لَعمرُ أبيها لقد رامَها
- قتًى يركب الصّعبَ سمحاً ذلولا
- فتى ً لا يبيتُ على رِيبَة ٍ
- ولا يأخذُ الأمرَ إلاّ جليلا
- ولم يُرَ قبلكَ مُستخرجاً
- من الغِيلِ والأسدُ فيه الشُّبولا
- وحيٍّ خبطتَ على غِرِّة ٍ
- فأبدلتهمْ بالرّغاءِ الصّهيلا
- تأنَّيتَهمْ مَوهناً كي يروا
- صَباحِبهمْ مقبلاً والخيولا
- عليهنَّ كلُّ شجاعِ الجَنا
- نِ لا يجد الذُّعرُ فيه مَقيلا
- وكم لك من معجزٍ باهرٍ
- نراهُ فننكرُ منّا العقولا
- تجيءُ به واحداً لا تريدُ
- مُعيناً ولا تستشيرُ الخليلا
- كليثِ العرينِ يجرُّ الفريسَ
- إلى نفسهِ لا يريد الأكيلا
- هنيئاً لنا في مليك الملو
- سناناً طريراً وعضباً صقيلا
- ومن واقفٍ فوق رجّافة ٍ
- تزلُّ الأخامصُ عنها زليلا
- ويفديك كلُّ بخيلِ اليدينِ
- يمنّ الكثيرَ ويعطى القليلا
- تراه إذا ما استحرّ الطّعانُ
- كزَفِّ العوامل يمضي جَفولا
- أما والذى زاره المحرمون
- على أنْ يُنيلَهمُ أو يُقيلا
- ولاذوا خضوعاً بأحجاره
- وجرّوا بعقوتهنّ الذّيولا
- وشعثٍ تلاقوا على المأزمينِ
- يَزُجُّون صُبحاً مَطيّاً كَليلا
- ومضطبعين ببيض الثّيابِ
- تَراهمْ على عَرَفاتٍ نَزولا
- لقد خصَّك اللهُ بالمأثُراتِ
- إذا ما عُددْنَ عدمْنَ العَديلا
- وجادَ الزّمانُ لنا فيكمُ
- وكانَ الزّمانُ ضَنيناً بخيلا
- فيا غَيثنا لا تَرِمْ أرضَنا
- ويا شمسنا لا تجزنا أفولا
- ويا جبلَ اللهِ فى أرضهِ
- لروّاده أعفنا أن تزولا
- فأنتَ الذي نلتُ منه المنى
- ثناءً جميلاً ونيلاً جزيلا
- وأسكنتنى - وصروفُ الزّمان
- تُصحِّرُني- منك ظِلاًّ ظلَيلا
- وكنتُ البَهيمَ طويلَ الزَّمانِ
- فأوضحتَ لى غرراً أو حجولا
- أنَيروزَ مالكِنا دُمْ لهُ
- وكنْ بالذى يبتغيه كفيلا
- وعْدْ أبداً طارقاً بابَه
- متى ما مضيتَ نويتَ القفولا
- وإنْ أنتَ أفقدتنا غيره
- فأهدِ إليهِ البقاءَ الطَّويلا
المزيد...
العصور الأدبيه