الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> ذكرتك في الخلوات التي >>
قصائدالشريف المرتضى
- ذكرتك في الخلوات التي
- شَننتَ بهنَّ عليَّ السُّرورا
- وكنتَ لدَيجُورِهِنّ الصّباحَ
- و في سهكاتٍ لهنّ العبيرا
- فضاقتْ عليَّ سهوبُ الديار
- وصارتْ سُهولتُهنَّ الوُعورا
- و أظلمَ بيني وبين الأنام
- و ما كنت من قبل إلاّ البصيرا
- وطالَ عليَّ الزَّمانُ القصيرُ
- وكانَ الطَّويلُ عليَّ القصيرا
- فها أنا منك خليَّ اليدين
- وفيكَ كليلَ الأماني حَسيرا
- فقدتك فقدَ الزمان الحبيب
- إليَّ وفقدي الشبابَ النضيرا
- و هون رزءك من لم يحطْ
- بأنِّي أعالجُ منهُ العسيرا
- فظنوا ، وما علموا ، أنه
- صغيرٌ وماكانَ إلاّ كبيرا
- فقلْ للَّذي في طريق الحِما
- يرعى البدور ويعلى القصورا
- و يغفل عن وثباتِ المنون يدعن
- الشوى ويصبن النحورا
- إلى كم تظلُّ وأنتَ الطّليقُ
- بأيدي الطّماعة ِ عبداً أسيرا؟
- إذا ما أريثُ أريثُ الرحالَ
- و إما قربتُ قربتُ الغرورا ؟
- وإن نلتَ كلَّ الذي تَبْتغيه
- فما نلتَ إلاّ الطَّفيفَ الحقيرا
- وما أخذَ الدَّهرُ إلاّ الذي
- أعادَ فكيفَ تلومُ المُعيرا؟
- و كم في الأسافل تحت الحضيض
- أخامصِ قومٍ علونَ السَّريرا
- و كم ذا صحبنا لأكل التراب
- أناساً ثووا يلبسون الحريرا
- و كم أغمد التربُ في لحدهِ
- حُساماً قَطوعاً ولَيثاً هَصورا
- أخيَّ " حسينُ " ومن لي بأن
- تجيب النداء وتبدي الضميرا ؟
- عَهدتُك تَطردُ عنِّي الهمومَ
- و تذكرني بالأمور الأمورا
- أُخانُ فآخذُ منك الوفاءَ
- و أظما فأكرع منك النميرا
- وكم ليلة ٍ كنتَ لي ثانياً
- سَقى اللهُ قبرَك بينَ القبورِ
- سحاباً وَ كيفَ النواحي مطيرا
- ءِ عِيراً بِطاءً يُزاحِمْنَ عِيرا
- كأنَّ زماجرَه المُصْعِقاتِ
- ضجيجُ الفحول عزمن الهديرا
- تُعصفرُهُ وَمَضاتُ البروقِ
- فتسحبُه من نَجيعٍ عَصيرا
- مجاورَ قومٍ بأيدي البِلى
- تمزقهمْ يرقبون النشورا
- و لا زال قبرك من نوره
- بجنحِ الظلام يضيء القبورا
- ولازلتَ مُمتلىء الرّاحتينِ
- نَعيماً ولاقيتَ رَبّاً غَفورا
المزيد...
العصور الأدبيه