الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خلِّ مَن كان للجنادل جارا >>
قصائدالشريف المرتضى
- خلِّ مَن كان للجنادل جارا
- لا تعرهُ تلهفاً وادكارا
- فغبين الرجال من سلبتهُ
- نوبُ الدهرِ في المصابِ اصطبارا
- واعتَبِرْ بالَّذين حَلُّوا منَ العليا
- ء والكبرياء داراً فدارا
- ملكوا الأرضَ كلَّها ثمَّ مَن كا
- ن على الأرض في الزمان مرارا
- فترى دورَهُمْ وكنَّ مِلاءً
- بالمسرّات بعدهُنَّ قِفارا
- مُظلماتٍ من بعد
- ِ أن أوقدتْ فيـ
- وأكفّاً يوابساً طالمَا فِضْـ
- ـن على الخلق عسجداً أو نضارا
- أينَ قومٌ كنّا نراهُمْ على الأطـ
- ـواد حلوا ثرى الصعيد انتشارا
- زَحموا الأنجمَ العُلا غيرَ راضيـ
- ـن لهم ذلك الجوارَ جوارا
- كلُّ قرمٍ قد طاب أصلاً وفرعاً
- و قديماً وحادثاً ونجارا
- ضمَّ ملكاً وبسطة ً بيديهِ
- طيعاتٍ إلى البراري البحارا
- و تراه يجرّ في كلَّ فجٍّ
- طلبَ العزَّ جيشه الجرارا
- لم يزل آنس المفارق حتى
- خلع الموتُ تاجه والسوارا
- ثمَّ ولَّى ممكِّناً مِن رَداهُ
- فيه تلك الأنيابَ والأظفارا
- إنّ هذا الزمان يأخذ منا
- كلَّ يومٍ خيارنا والخيارا
- وأعزّاؤنا إذا لم يفوتو
- نا صغاراً فاتوا وماتوا كبارا
- وكأنّ الذي تهالكَ في الفَجْـ
- ـطَتْ بنا القارعاتُ فينا جُبارا
- و إذا لم تطقْ ثقيلَ الرزايا
- فعلى ما نعجزُ الأغمارا ؟
- عزّ من بزّ من أراد وأفنى
- حِمْيَراً تارة ً وأخرى نِزارا
- فتراهمْ من بعد عزٍّ عزيزٍ
- في بطون الهوى غباراً مطارا
- وإذا ما أجَلْتَ بينَ ديارٍ
- لهُمُ اللّحظَ لم تجدْها ديارا
- لم تدعْ حادثاتُ هذي الليالي
- منهمُ أعيناً ولا آثارا
- وطَوَتْ عنهُمُ ومنهمْ إلى الأحـ
- ـياءِ منّا الأنباءَ والأخبارا
- ورأينا من واعظاتِ المواضي
- للبواقي ما يملأ الأبصارا
- غير أنا نزداد في كلّ يومٍ
- خدعاً من زماننا واغترارا
- فإلى كم نصدق المينَ منه
- كلَّ يومٍ ونأمنُ الغَرّارا
- ونسومُ الأرباحَ، والرِّبحُ ياصا
- ح إذا ما مضيتَ كان خَسارا
- يا بن عبد العزيز ليتك ما بنتَ
- ولاسارَ سائرٌ بكَ سارا
- كان " حذري " عليك يستلب الـ
- ـغمضَ سهاداً فقد كفيتُ الحذارا
- إنما المرءُ سكن الوكـ
- رَ قليلاً مهجراً ثمَّ طارا
- وطِوالُ السّنين بعدَ تَقَضٍّ
- و نفادٍ ما كنّ إلاَّ قصارا
- أيُّ بدرٍ لم يُنتَقَصْ بمُحاقٍ
- بعد أن كان للعيون استدارا ؟
- وظلامٍ ما جاء غِبَّ صباحٍ
- ملأ الأرضَ كلَّها واستنارا
- ليس عاراً هذا المصابُ وكان الضْـ
- ـضعفُ عنه بينَ الأجالدِ عارا
- إنما العيشُ لو تأمَّلتَ ثوبٌ
- خِيلَ مُلكاً لنا وكان مُعارا
- أيُّها الثّاكلُ المحبَّة َ لاتثـ
- ـكلْ جزاءً عنها طويلاً كُثارا
- واصطبرْ مُؤثراً تفُزْ بثوابٍ
- لاتُضِعْهُ بأنْ صبرتَ اضطرارا
- فدعِ الشَّكوَ من جُروح اللّيالي
- " فجروح " الأيام كنّ جبارا
- لا تشكنَّ بالذي قسمَ الأعما
- وتولّى به الغمامُ يُسقِّيـ
- و بلغتَ الأوطارَ قدماً فما را
- بَك يوماً أن تُحرمَ الأوطارا
- قد مضى رائداً أمامك بشرى
- لكَ في عَرْصة ِ الجنانِ قرارا
- أيُّ نفعٍ في أن تقيمَ وتَمضي
- حيداً عن ثوابه وازورارا
- وإذا ما وزنتَ ذاك بهذا
- كنتَ معطى ً فيما عراك الخيارا
- كنْ وَقوراً على مَضاضة ِ خَطْبٍ
- حُطَّ عن مَنْكِبَيْ سِواك الوَقارا
- و إذا ما سواك كان دثاراً
- كنتَ لي بالودادِ منك شعارا
- وتَرى بَرقَه ضَحوكاً وإنْ كا
- نَ عَبوساً ورعدَهُ النقَّارا
- و عدته الجدوبُ في كلَّ محلٍ
- وكَسَتْهُ أنوارُه الأَنوار
المزيد...
العصور الأدبيه