الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> خذ صاحبى عنّى الذى أملى >>
قصائدالشريف المرتضى
- خذ صاحبى عنّى الذى أملى
- ودعِ الذى آباه من عذلى
- أنا من أُناسٍ ليتَ قطعَهمُ
- قد كانَ لي بَدَلاً منَ الوَصْلِ
- لا يطعمون سوى القبيحِ ولا
- يردون إلاّ قهوة َ الجهلِ
- من كلّ عريانِ اليدين من الـ
- ـمعروف ملآنٌ من البخلِ
- وكأنّهمْ ليلٌ بلا سحرٍ
- يأتيهِ أو عقدٌ بلا حلِّ
- وكأنّهمْ فى صدر جارهمُ
- حنقاً عليهمْ مرجلٌ يغلى
- فهمُ صقيعٌ لا دِثارَ بهِ
- وهَجيرُ مُقفِرة ٍ بلا ظِلِّ
- وعقولهمْ لغفولهمْ سفهاً
- وصبيُّهمْ والٍ على الكَهْلِ
- والجِدُّ مِنِّي كم أبَوْهُ كما
- أَأْبَى الَّذي فيهمْ منَ الهَزْلِ
- يا ليتني لمّا مشيتُ إِلى
- عَرَصاتهمْ ما كنتُ ذا رِجْلِ
- عجلَ الزّمانُ وأهلهُ معه
- من أنْ يُقيمَ عليهمُ مِثْلي
- ما كان إلاّ فى ديارهمُ
- هضمى وبين بيوتهمْ ذلّى
- وكأنَّني لمّا لففْتُ بهمْ
- شملى امرؤٌ متقطّعُ الشّملِ
- وشغلتُ نفسي بُرهة ً بهمُ
- فكأنّنى منهمْ بلا شغلِ
- يرموننى من قبلهمْ أبداً
- بالزُّورِ والبُهتانِ والبُطلِ
- وجوائفُ الأقوالِ رامية ٌ
- تُنسي الرَّميَّ جوائِفَ النَّبْلِ
- ومذانبٌ للماء ليسَ لها
- نهلى على ظمأى ولا علّى
- أينَ الذينَ عهدتُ قبلهمُ
- سارينَ في طُرُقٍ إلى الفضلِ؟
- الحاملين على قلوبهمُ
- همّى وفوق ظهررهمْ ثقلى
- وكأنّهمْ قضبٌ يمانية ٌ
- مصقولة ٌ من غير ما صقلِ
- كم فيهمُ من منشرٍ كرماً
- بعدَ المماتِ وقاتلِ المَحْلِ
- ويطيع من كرمٍ تجلّله
- أمرَ النَّدى ودواعيَ البَذلِ
- ما بيننا قربٌ ولا نَسبٌ
- وكأنّهم من برّهمْ أهلى
- ودفاعُهمْ عنِّي يُرفِّهني
- عن أنْ أمُدَّ يداً إلى نَصْلي
- لولاهمُ فى يومِ عاذمة ٍ
- لم أنجُ من أنيابها العصلِ
- أرخصتُ غيرهمُ لأنّهمُ
- يغلون أثمانى كما أغلى
- فهمُ جبالي إنْ ذُعِرتُ ولي
- يومَ ارتعاءِ نباتهمْ سهلى
- فإذا همُ حلموا حلمتُ وفى
- يومِ انتقامٍ جهلهمْ جهلى
- دَرَجوا فلا عينٌ تُشاهِدُهمْ
- أبداً ولا تأتيهمُ رسلى
- فعلى قبورهمُ وإن درستْ
- ماشئن من قطرٍ ومن وبلِ
المزيد...
العصور الأدبيه