الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ >>
قصائدالشريف المرتضى
حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
الشريف المرتضى
- حلفتُ بمن لاذتْ قريشٌ ببيتهِ
- و طافوا به يوم الطواف وكبروا
- و بالحصياتِ اللات يقذفنَ في منى ً
- و قد أمّ نحو الجمرة ِ المتجمرُ
- ووادٍ تذوقُ البُزْلُ فيهِ حمامَها
- فليس به إلا الهدى ُّ المعفرُ
- و جمعٍ وقد حطتْ إليه كلاكلٌ
- طلائحُ أضْنَتْها التَّنائفُ ضُمَّرُ
- يُخَلْن عليهنَّ الهوادجُ في الضُّحى
- سفائنَ في بحرٍ منَ الآلِ يزخَرُ
- ويومِ وقوفِ المحرِمينَ على ثرًى
- تَطاحُ به الزلاَّتُ منهُمْ وتُغْفَرُ
- أتوه أساري الموبقاتِ وودعوا
- و ما فيهمُ إلاّ الطليقُ المحررُ
- لقد كسرتْ للدين في يوم كربلا
- كسائرُ لاتُوسَى ولا هي تُجْبَرُ
- فإما سبيٌّ بالرماحِ مسوقٌ
- و إما قتيلٌ في التراب معفرُ
- وجرحى كما اختارتْ رماحٌ وأنصُلٌ
- و صرعي كما شاءت ضباعٌ وأنسرُ
- لهم والدجى بالقاعِ مرخٍ سدوله
- وجوهٌ كأمثال المصابيح تزهَرُ
- تراح بريحانٍ ورحمة ٍ
- و توبل من وبل الجنانِ وتمطرُ
- فقل لبني حربٍ وفي القلب منهمُ
- دفائنُ تَبْدو عن قليلٍ وتظهرُ
- ظَننتمْ وبعضُ الظَّنِّ عجزٌ وغَفلة ٌ
- بأنّ الذي أسلفتمُ ليس يذكرُ
- و هيهاتَ تأبى الخيلُ والبيضُ والقنا
- مجاري دمٍ للفاطميين يهدرُ
- و لستمْ سواءً والذين غلبتمُ
- و لكنها الأقدار في القومِ تقدرُ
- وإنْ نِلتموها دولة ً عَجْرفيَّة ً
- فقد نال ما قد نال كسرى وقيصرُ
- و ليس لكم من بعد أن قد غدرتمُ
- بمن لم يكُن يوماً منَ الدَّهرِ يغدُرُ
- سِوى لائماتٍ آكلاتٍ لحومَكُم
- وإلاّ هجاءٌ في البلادِ مُسَيَّرُ
- تقطَّعَ وصلٌ كان منّا ومنكُمُ
- ودانٍ منَ الأرحامِ يَثني ويَسطُرُ
- وهل نافعٌ أنْ فرَّقَتنا أصولُكمْ
- أصولٌ لنا نأوي إليها وعنصرُ؟
- وعضوُ الفتى إنْ شُلَّ ليس بعضوهِ
- و ليس لربّ السرب سربٌ منفرُ
- ولابدَّ من يومٍ بهِ الجوُّ أغبرٌ
- وفيه الثَّرى من كثرة ِ القتلِ أحمرُ
- وأنتمْ بِمجتاز السُّيولِ كأنَّكمْ
- هشيمٌ بأيدي العاصفاتِ مطيرُ
- فتهبطُ منكم أرؤسٌ كنَّ في الذُّرا
- و يخبو لكم ذاك اللهيب المسعرُ
- و يثأرُ منكم ثائرٌ طال مطلهُ
- و قد تظفر الأيام من ليس يظفرُ
المزيد...
العصور الأدبيه