الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني >>
قصائدالشريف المرتضى
- حتّامَ ذمِّي عندكمْ أزماني
- وبحبِّكمْ طرقَ الزّمانُ جَناني؟
- تالله ما أنصفتمُ فى حبّكمْ
- فرداً وأنتمْ والغرامُ اثنانِ
- لو أنّ هذا الحبَّ يظهر شخصهُ
- لدخلتُ في أحشائهِ بسِنانِ
- لكنَّه يرمي القلوبَ ويتَّقي
- بسوادِها من أسهمِ الشُّجعانِ
- يا ليتَ شعرى كيف يثأر عاشقٌ
- وعدوّه فى موطنِ الأخدانِ ؟
- يا مَن يغيرُ على المحبِّ بقلبهِ
- ألاّ انفردتَ له من الأعوان ؟
- لو كانَ ذاك لما انفردتَ بطائلٍ
- ولعدتَ تسحب بردة َ الحرمانِ
- وأنا الّذى راع اللّيالى بأسهُ
- فشعارها من أسترِ الألوان
- يلقَى الرَّدَى بعزيمة ٍ هو عندَها
- والعيشُ إلاّ في الذُّرا سِيّانِ
- سَلْ عنِّيَ الأبطالَ إذْ عمَّمْتُهمْ
- بقواضبى بدلاً من التّيجانِ
- تُخبِرْكَ عن نَصْلِ الفَراشِ رؤوسُهمْ
- ونحورُهمْ تُنبيك عن خُرصاني
- لا تأمنُ الأعداءُ منّى نجدة ً
- ظفرى بهمْ يلقاهمُ بأمانى
- يا عاذلى فى بذلِ نفسى للوغى
- أنتَ الكفيلُ بعيشِ كلِّ جبانِ
- إنَّ الرَّدى دَيْنٌ عليكَ قضاؤه
- فاسمحْ به في أشرفِ الأوطانِ
- من فات أسبابَ الرّدى يوم الوغى
- لحقتهُ فى أمنٍ يدُ الحدثانِ
- لو كانَ هذا الدَّهرُ يُنصفُ ساعياً
- لوطئتُ منه مطالعَ الدّبرانِ
- لا تأملنْ زمناً يؤلّف ورده
- بين الأسودِ الشّوسِ والسّرحانِ
- يعطى بنيهِ العيشَ لا عن صبوة ٍ
- ويشلّهمْ عنه بلا شنآنِ
- فمتى رأيتَ مجرِّراً أذيالَهُ
- ناديته يا صاحبَ الأكفانِ
- عندى له صبرٌ يردّدُ ريقه
- في صدره وقذاهُ في الأجفانِ
- ولطَالما جرَّعتهُ كأسَ الأسى
- وجَدَحْتُها بأسنَّة ِ المُرّانِ
- كن يا زماني كيف شئتَ فلن تَرى
- شخصَ المذلّة ِ لائذاً بلُباني
- ما كلُّ مَن تَلقَى يبيعُك عقلَه
- ولَبَيْعُهُ من أكبرِ الخُسْرانِ
- ألقيتُ عن قلبي السُّرورَ لفارغٍ
- من همَّتي بغرورِه ملآنِ
- ما عاقني سِرْبُ السُّرورِ، وإنَّما
- كبرُ النّفوسِ شبيبة ُ الأحزانِ
- ومُبرَّإٍ من كلِّ ماشمل الورَى
- ألقيتُ من ثِقَتي إليه عِناني
- لمّا كساني حُلَّة ً من وُدِّهِ
- أُنْسِيتُ سَلْبَ حَبائبي رَيْعاني
- ما زلتُ أفحصُ في الورَى عن مثلهِ
- حتّى ظفرتُ بمن أقول كفانى
- طمحتْ إليه عينُ كلِّ رئاسة ٍ
- لولاه ما نظرتْ إلى إنسانِ
- لو شاء ما فاتَتْه أبعدُ رُتْبَة ٍ
- يسعى إليها الخلقُ بالأجفانِ
- لكنَّه نظرَ الممالكَ دونَهُ
- فَزَها على السُّلطانِ مِن سلطانِ
- سبقَ الكرامَ السّالفين إلى العُلا
- والسَّبْقُ للإحسانِ لا الأزمانِ
- يا مَنْ عَلا بي ظهرَ وَرْدٍ سابقٍ
- لمّا رأى ذمّى إليه حصانى
- إيّاك أنْ تفشى سريرة َ وذّنا
- فيصدّنى عن قربك الملوانِ
- ويمدّ صرفُ الدّهرِ نحوى طرفه
- وهو الذي لولاكَ ليس يراني
- هذا الذي ذكراهُ آنسَ ناظري
- وهواهُ أوحشني منَ الأشجانِ
- أُهدي إليه من كلامي أيِّمّا
- لكنْ لها من مدحهِ بعلانِ
- تتجاذبُ الخُطّابُ دونَ جَنائها
- ويردُّ عنها أجملُ الفتيانِ
- فتودُّ كلُّ جوارحى فى مدحه
- أنْ كنَّ من شوقٍ إليه لساني
المزيد...
العصور الأدبيه