الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ >>
قصائدالشريف المرتضى
تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ
الشريف المرتضى
- تراءَتْ لنا بالأبرَقَيْنِ بُروقُ
- شُروقٌ لأفقٍ غابَ عنه شُروقُ
- كأنّ نجومَ الليل درٌّ وبينها
- تلألؤُ إيماضِ الوميضِ بروقُ
- وما خلتُ إلاّ الورسَ فى الأفقِ إنّه
- متى لم يَكُنْهُ الورسُ فُهْوَ خَلوقُ
- كأنَّ نجيعاً خالط الجوَّ أو جرتْ
- لنا بين أثناء الغمامِ رحيقُ
- يلوحُ ويخفَى ثم يَدْنو ويُنتأى
- ويوسَعُ من مجراهُ ثمَّ يَضيقُ
- فما خفقتْ إلاّ كذاك جوانحٌ
- ولا نبضتْ إِلاّ كذاك عروقُ
- وشَوَّقني إِيماضُه نحو أوجهٍ
- لهنَّ سناءٌ والمشوقُ مَشوقُ
- ودونَ اللِّوى ظبْيٌ له كلُّ ماهوَى
- علوقٌ بحبّاتِ القلوب لصوقُ
- له حكمُهُ منِّي ومن دونَ عَطفهِ
- على َّ غزير اللّجّتين عميقُ
- وأولَعُ بالبُقيا عليهِ ومالَهُ
- إلى جانبِ البُقيا عليَّ طريقُ
- وما وعدهُ إلاّ اختلاجة ُ خلّبٍ
- وإلاّ سرابٌ بالفلاة ِ خفوقُ
- فمن لستُ مَودوداً إليه أودُّه
- ومن ليس مشتاقاً إليَّ يشوقُ
- وإنّى على من لا هوادة عنده
- ولا شفقٌ منه على َّ شفيقُ
- فيا داءَ قلبى ما أراك تغبّنى
- ويا سكرَ قلبى ما أراك تفيقُ !
- بنفسى َ من ودّعته يومَ ضارجٍ
- وجَفنيَ من فيضِ الدّموع غريقُ
- وكلّفنى من ثقلِ يومِ وداعهِ
- بلابلَ لا يسطيعهنَّ مطيقُ
- يغلنَ اعتزامَ المرءِ وهو مصمّمٌ
- ويهدمنَ ركن الصّبر وهو وثيقُ
- وليلة َ بِتْنا وهْو حانٍ على الهوى
- بعيدُ النَّوى شَحْطَ الأذاة سَحيقُ
- وقد ضلَّ فيه الكاشحون وقطّعتْ
- عوائقُ كانت قبل ذاك ثعوقُ
- ونحن كما شاء العدوّ فإنّه
- شَجٍ بالذي نَهْوى وشاءَ صديقُ
- فعرفُ الوصالِ يومَ ذاك منشّرٌ
- وعذبُ المنى صرفٌ هناك مذوقُ
- فلم تك إلاّ عفّة ٌ ونزاهة ٌ
- وإلاّ اشتكاءٌ للغرامِ رقيقُ
- وإلاّ انتجاءٌ بالهوَى وتحدُّثٌ
- صقيلُ حواشي الطُّرَتينِ أنيقُ
- عليه من الجادى ّ فغمة ُ نشرة ٍ
- وفيه ذكيُّ المَنْدَليِّ سَحيقُ
- فما زال منّا ظامئُ الحبِّ ناقعاً
- إلى أن تبدَّتْ للصَّباحِ فُتوقُ
- وأقبل موشى َّ القميص إذا بدا
- وكلُّ أسيرٍ بالظّلام طليقُ
- يقوّض أطنابَ الدّياجى كأنّما
- ترحّل من بعض الدّيار فريقُ
- فما هو إلاّ قرحة ٌ لدجنّة ٍ
- وإلاّ فرأسٌ للظّلامِ حليقُ
- وشُرِّد بالبطحاءِ حتى كأنَّه
- بكارُ فلاة ٍ راعهنَّ فنيقُ
- فإن لم يكن ثغرُ الدّجى متبسّماً
- فسيفك يا أفقَ الصّباحِ ذلوقُ
- وإن لم يكن هذا الصّباح بعينه
- فجانبُ شرق الرّكب فيه حريقُ
- فلم يبقَ للسّارى سرًى فى لبانة ٍ
- ولا لطروقٍ للرّحالِ طروقُ
المزيد...
العصور الأدبيه