الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ >>
قصائدالشريف المرتضى
إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ
الشريف المرتضى
- إنّا نُعَلَّلُ كلُّنا بمحالِ
- ونُفَرُّ بالغدواتِ والآصالِ
- وكأنّنا نرعى القواءَ من الطّوى
- أبداً ونكرع من ظماً فى آلِ
- يهوى الفتى طول البقاء ودونه
- ولعُ الرّدى وتعرّضُ الآجالِ
- وتقوده آماله ووراءها
- قدرٌ يحطّم غربة َ الآمالِ
- والمرءُ بين مصيبة ٍ فى النفس أو
- فى الأهل أو فى الحال أو فى المالِ
- ولئنْ عفتْ عنه الحوادثُ إنَّهُ
- رهنٌ لبعض تقلُّبِ الأحوالِ
- وسجيّة ٌ للدّهر فى أبنائهِ
- إلحاقُ كلِّ مؤثّلٍ بزوالِ
- لله مفتقدٌ تحيّف فقدهُ
- من جانبى َّ وحزّ فى أوصالى
- وأصمَّ ناعيهِ الغداة َ مَسامعي
- ورمى سوادَ جوانحى بخبالِ
- وأزارني وفدَ الهموم يسمْنَني
- شططَ المنى فينلن كلَّ منالِ
- وأباتنى قلقَ الوساد كأنّنى
- استبطنتُ للجنبين شوكَ سيالِ
- يبدو غرامى والتّجلّدُ مقصدى
- ويجيبنى دمعى بغير سؤالِ
- ومتى طلبتُ الصَّبر عنهُ وجدتُه
- في حَيِّزِ الإعوازِ والإقلالِ
- يا نازحاً غدرتْ به غدّارة ٌ
- لا يُتَّقَى مكروهُها بنزالِ
- طالتْ به أيدى الخطوب ورزؤه
- أبقى ذرا العلياء غير طوالِ
- رفعوا جوانبَ نعشهِ فكأنَّما
- رَفعوا بهِ جَبلاً منَ الأجبالِ
- وطووا عليه صفائحاً ما نضّدتْ
- إلاّ على الإنعامِ والإفضالِ
- وأرَوْهُ غيرَ مضاجعٍ لدَنيَّة ٍ
- ونَعَوْه غيرَ مدنَّسِ الأذيالِ
- وتصدّعوا عن جانبيه وإنّه
- عطنُ الوفودِ ومجمع الأقوالِ
- من " للذّمارِ " إذا الفحولُ " تهادرتْ "
- وخلطن بين تخبّطٍ وصيالِ ؟
- منْ للوفود تصامتوا عن حجّة ٍ
- مَنْ للخصومِ تفاغَروا لجدالِ؟
- منْ " للضّريك " إذا غدا فى أزمة ٍ
- صِفْرَ اليدين وراحَ بالأموالِ؟
- مَنْ للجيوش يقودُها فيُعيدُها
- محفوفة ً بالسَّبْيِ والأنفالِ؟
- منْ للخيولِ يثيرها " مقورّة َ "
- مثلَ الدّبى هاجتهُ ريحُ شمالِ ؟
- منْ للقنا يروى صدورَ صعاده
- في كلِّ رَوْع من دمِ الأبطالِ؟
- منْ للسّيوف يفلّ حدَّ شفارها
- بالضَّربِ بينَ كواهلٍ وقلالِ؟
- كشفَتْ بطونُ الأرضِ شمسَ ظهورِها
- واستضجعتْ جوّاً لها فى جالِ
- هيهات ضلّ عن القضاءِ وصرفهِ
- كيدُ الشُّجاعِ وحيلة ُ المحتالِ
- أأبا عليَّ لن تُراعَ بمثِلها
- فاصبرْ لها ولَصَبْرُ غيرِك غالِ
- يا حاملَ الأثقالِ ما حُمِّلْتَه
- ثِقلٌ وليس كسائرِ الأثقالِ
- فذدِ الدّموع عن الجفون وطالما
- جمدتْ فلم تقطرْ على الأهوالِ
- ومتى طَوع عنك السُّلوُّ سبيلَهُ
- فالبِسْ لمن يلقاك ثوبَ السّالي
- وتعزَّ عمَّنْ لا يُعزَّى بعدَهُ
- إلاّ مكارمُ أبقيتْ ومعالى
المزيد...
العصور الأدبيه