الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إلامَ أرامي في المنى وأرادي >>
قصائدالشريف المرتضى
- إلامَ أرامي في المنى وأرادي
- وحشوُ صَلاحي في الزَّمانِ فَسَادي؟
- و فجعي بما نالتْ يداي موكلٌ
- فما سَرَّني أنّي بلغتُ مُرادي
- فكم من مصيباتٍ إذا لم يُصبنَني
- رواحاً وإمساءً فهنّ غوادِ
- كأنّ جوادي يومَ يطلبني الردى
- ولا ناصرٌ لي منه غيرُ جَوادِ
- و لا وزرٌ منه بزرق أسنتي
- ولا بِيضِ أسيافي وسُمرِ صِعادي
- أفي كلّ يومٍ يقرع الموتُ مروتي
- ويُضرمُ أحشائي بغيرِ زِنادِ؟
- فيا أَسهماً يمضِينَ حَولَ جَوانبي
- لرامي الرَّدَى أنَّى يُصِبْنَ فؤادي؟
- فرُزْءٌ على رُزءٍ وفجعٌ يُبِيتُني
- على حرَّ جمرٍ أو فراشِ قتادِ
- و هل طمعي في العيش إلاَّ جهالة ٌ
- وفي كفِّ رُوّادِ الحِمامِ قيادي؟
- يُسارُ بنا في كلِّ يومٍ وليلة ٍ
- إلى حفرٍ تطوى لنا بوهادِ
- وما نافِعي في هذهِ الدَّار مرّة ً
- بناءُ أهاضيبي ورفعُ عِمادي
- فيا قربَ بين الفقر فيها من الغنى
- وبين ازدراعي تارة ً وحَصادي
- وما إنْ وفَى غيثُ الرَّدى في أصادقي
- بأنْ عَلِقَتْ يُمناهُ لي بأعادِ
- ومَن كانَ يُردي ذا حِذارٍ وفطنة ٍ
- فماذا ملامُ المهملِ المتمادى ؟
- سلْ الدهرَ عن سادات لخمٍ وحميرٍ
- وأبناءِ نَهدٍ بعدَهُمْ ومُرادِ
- وهل بقيتْ للعين والقلب بهجة ٌ
- بهوجِ اللَّيالي في ديارِ إيادِ؟
- و هل تركتْ أيدي الردى من مخبرٍ
- لآلِ نزارٍ كلَّ يوم تنارِ ؟
- ولو كنتُ مَوعوظاً بشيءٍ عرفتُهُ
- يقلِّل حِرصي لاتَّعظتُ بِعادِ
- مضَوا بعدَ أن كانوا يُظَنُّ بقاؤهُمْ
- يكون على الدنيا بغير نفادِ
- وقد قلَّدوا الأعناقَ منّا وأَتْرعوا
- بطون الليالي من لهاً وأيادِ
- فيا " هبة َ اللهِ " ارتجعتَ إلى الردى
- و قد كنت في فضلٍ ذبالة َ نادِ
- وما زلتَ خَرّاجاً عنِ الغيِّ والهوَى
- مدى الدهرِ ولاجاً لكلَّ رشادِ
- وكنتَ لعيني ثمَّ قلبي سوادَهُ
- و ليس بياضٌ فيهما كسوادِ
- فواللهِ ما ادري أغال نعيهُ
- رُقاديَ حُزْناً أم أطارَ فؤادي؟
- على أنه ذرّ الأسى في جوانحي
- و أودعَ منيَّ في الجفونِ سهادي
- وما ضَرَّني والنَّومُ ليس يزورني
- دُجًى وضُحًى أنِّي بغيرِ وِسادِ
- فإنْ لم أعِرْ جسمي عليك حِدادَهُ
- فقلبيَ حزناً في ثيابِ حدادِ
- و للهِ خطبٌ زارني بعد هجعة ٍ
- فحرَّم في عينَيَّ طعمَ رُقادي
- وشرَّدَ عنِّي باصطبارٍ عَهدتُه
- " وأحرج " حيزومي وأضعف آدي
- و عرف ما بيني وبين بلابلٍ
- عمرتُ وما يمررن لي ببلادِ
- كأنِّي قضيضُ الجنْبِ حُزناً ولَوْعة ً
- و فرشي مهيداتٍ بغير مهادِ
- ويا ليتني لمّا ثكلتُك لم أكُنْ
- جعلتك من سكانِ دار ودادي
- وليتك لم تحلُلْ رِكابُكَ عَقْوَتي
- تراوحها صباً بها وتغادي
- و ما بين قربٍ واشتياقٍ عهدتهُ
- حَوَتْ أضلُعي فَرقٌ وبينَ بُعادي
- سقى اللهُ مَيْتاً لا يُرجَّى إيابُهُ
- وحلَّ عليه رَبْطَ كلِّ مَزادِ
- وجادَ عليه كلُّ أَسْحمَ مُسْبِلٍ
- بعَذْبٍ صَقيلِ الطُّرَّتَينِ بُرادِ
- له من وميضِ البرقِ ثوبٌ مَعَصْفَرٌ
- ومن رعدِه وهْناً زَماجرُ حادِ
- و لا زالتِ الأنواءُ يسقين تربه
- إذا رائحٌ ولَّى تصَوَّبَ غادِ
- بلا موعدٍ تَخشَى له النَّفسُ خُلفة ً
- و خيرُ اللها ما لم تكنْ بوعادِ
المزيد...
العصور الأدبيه