الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> إذا سارتْ بنا خُوصُ الرِّكابِ >>
قصائدالشريف المرتضى
إذا سارتْ بنا خُوصُ الرِّكابِ
الشريف المرتضى
- إذا سارتْ بنا خُوصُ الرِّكابِ
- ورُحنا بالهوادجِ والقِبابِ
- دعى ما لا يردّ عليكِ شيئاً
- وقومي فانظري مِنّي إيابي
- فإنْ فُجِعتْ يمينُكِ بي ارتحالاً
- فقد فُجعتْ يَميني بالشَّباب
- فما يُجدي زفيري إذْ "توالى "
- ولا يُغني بكائي وانتحابي
- ذعَرْتُ به المَها واَرَقْتُ لمّا
- لبستُ قميصَه ماءَ التَّصابي
- ونكّب عاذلي عن دارِ عَذْلِي
- فتارَكني وأقصرَ عن عتابي
- فلستُ أحنُّ والبيضاءُ عندي
- إلى البيضاء والرُّودِ الكَعابِ
- ولا تَقْتادني بُرَحاءُ وجْدي
- إلى ذاتِ القلائدِ والسِّخابِ
- فقلْ لصقيلة ِ الخدَّين حُسْناً:
- دَعيني من ثناياكِ العِذابِ
- فما لي فوق جِيدِكِ من عِناقٍ
- وما لي من رُضابِكِ من شرابِ
- ولا لي منكِ والشَّعراتُ بيضٌ
- بُعَيْدَ سوادِها غير اجتنابِ
- نِقابَكِ والبعادَ اليومَ منّي
- فقد صارَ المشيبُ بها نِقابي
- ضَللتُ عن الهُدى زمناً بسودِي
- فأرشدني المشيبُ إلى الصَّوابِ
- ألمْ ترني مقيماً في سِراعٍ
- إلى خطإٍ بِطاءً عن صَوابِ
- طعامي فيهُمُ وعدٌ خَليٌّ
- عن الجدوى وشربي من سَرابِ
- لهمْ غدرٌ بجارِهُمُ ومَكْرٌ
- به خافٍ ولا مكرُ الذِّئابِ
- وقد مَزجوا دَهاءً بالتَّداهي
- كما خلطوا الغباوة بالتّغابي
- وحبُّهُمُ الذي لا أرتضيهِ
- فأنفقُ فيه من جِدّي لِعابي
- فقلْ لمعاشرٍ رجموا حِمامي:
- أَروني مَن ينوبُ لكم منابي؟
- ومن يشفيكُمُ كَلِماً وكلْماً
- لدى غَمَراتِ خطبٍ أو خطابِ؟
- وقد طردَ الرَّدى عنكمْ قِراعي
- كما طرحَ النَّدى فيكمْ سَحابي
- فأينَ حَضيضُكمْ من رأسِ نيقي
- ومِن أوشالكمْ أبداً عُبابي؟
- وما للعار في طَرَفِي مجالٌ
- وأنتمْ في يَدَيْ عارٍ وعابِ
- فلا تستوطنوا إلاّ وِهاداً
- فإنَّ لغيركمْ قُلَلَ الرَّوابي
- وممّا ضرّمَ الأعداءَ ناراً
- حلولي من قريشٍ في اللُّبابِ
- وأنَّ إلى نَبيٍّ أو وصيٍّ
- نُسِبْتُ فمن له مثلُ انتسابي؟
- وفي بيتي النبُوّة ُ ما عَدَتْنِي
- وقانونُ الإمامة ِ في نِصابي
- أجلْ عينيك في مجدي تجدْني
- وَلَجْتُ إلى العُلا من كلِّ بابِ
- فما طُوِيتْ على لَعِبٍ ثيابي
- ولا حُدِيَتْ إلى طَرَبٍ رِكابي
- هو الزّمنُ الّذي يُدْني ويُنئِي
- ويُقعِي حين يُقعِي للوِثابِ
- جمعتمْ يا بني الدّنيا حطاماً
- يُرى من بعدكمْ بيدِ النِّهابِ
- وقد أذللتُ ما أعززْتُموهُ
- فدأبَكُمُ بني الدّنيا ودابي
- لقد طلبَ العِدى منِّي مَعابًا
- فما وجدوا -وقد جَهدوا- مَعَابي
- ولا رجّوا ولا حذروا جميعاً
- سِوى عُقبى ثَوابي أو عِقابي
- ومن ذا كان للخلفاءِ مثلِي
- وقد مسَّتْ أسِرَّتَهم ثيابي؟
- وقد عَتبوا عليَّ وليس يخلو الـ
- ـعَدُوُّ ولا الوليُّ من العتابِ
- فما طَرحوا لِذي أرَبٍ سُؤالي
- ولا تركوا "جوابي" عن خطابي
- وما لي بينهمْ إلاّ ليالٍ
- عذُبْنَ وغير أيّامٍ طِيابِ
- وكمْ يومٍ نصرتُهُمُ وفَرْشي
- قَرا الجُرْدِ المطهَّمة ِ العِرابِ
- كأني "شامخٌ" في رأس طَوْدٍ
- وفي الإسراعِ فوقَ قطاة ِ جابِ
- وفي كفِّي صَقيلٌ لا بصقلٍ
- له عهدٌ طويل بالقِرابِ
- إذا حَمَلَتْهُ كفِّي في هِياجٍ
- فويلٌ للجماجمِ والرّقابِ!
- وقد جمجمتُ عمّا في ضميري
- فإنْ بُقِّيتُ قلتُ ولم أحابِ
المزيد...
العصور الأدبيه