الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ >>
قصائدالشريف المرتضى
أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ
الشريف المرتضى
- أَلا عوجا لمجتَمَعِ السِّيالِ
- فثمَّشفاءُ مابى من خبالِ
- وإنْ أنكرتما منّى ضلالاً
- فماذا ضرّ غيرى من ضلالى ؟
- فإمّا شئتما أنْ تسعدانى
- فمُرّا بي على الدِّمَنِ البَوالي
- خرسن فلو ملكن النّطقَ يوماً
- شكَوْنَ إليك من جَنَفِ اللّيالي
- لعلّى أنْ أرى طللاً لحبٍّ
- وآثاراً لأيّامِ الوِصالِ
- نصيبُ مصاحبى منّى حنينٌ
- حنينُ الرّائماتِ إلى الفِصالِ
- ومُنْهَلٌ منَ العَبَراتِ تَجري
- فينطقُ إنْ سكتُّ بسوء حالى
- ومسترقٍ من الأحشاء يخبو
- أُوارُ النّارِ وهْوَ على اشتعالِ
- وفى الغادين من يمنٍ فتاة ٌ
- تُضامُ مَعادة ً شبهَ الغزالِ
- أشاق إلى المواعد من هواها
- وإِنْ كانتْ تُسَوِّفُ بالمُحالِ
- وذللّنا طويلُ الهجر حتّى
- قنعنا فى التّزاور بالخيالِ
- وخبَّرها الوشاة ُ بنا إِليها
- بما جَعَلَتْهُ عُذراً في المَلالِ
- وقد كنتُ اعتزمتُ الصّبرَ عنها
- فلمّا أن بدأتُ به بدا لى
- سقى نجداً ومن بجنوب نجدٍ
- مُلِثُّ الوَدْقِ منهمرُ العَزالي
- كأنَّ بروقه يخفقن بلقٌ
- خرجْنَ على الظَّلامِ بلا جِلالِ
- وأسيافٌ سللن على الدّياجى
- لها عهدٌ قريبٌ بالصّقالِ
- فكم بجنوب نجدٍ من عزيزٍ
- صغيرِ الذَّنبِ مُحتَمَلِ الدَّلالِ!
- إذا سلّى العواذلُ فيه قلباً
- مَشُوقاً لم يكنْ عنه بسالِ
- فقولوا للأُلى دَرَجوا ملوكاً
- وحازوا باللّها ربقَ الرّجالِ
- وهَبَّتْ في حَفاوتِهمْ وفيما
- ينالون الجنوبُ مع الشّمالِ:
- أجِيلوا نظرة ً بِبني بويهٍ
- تَرَوْا سَعَة ً على ضيقِ المجالِ
- لهمْ في كلِّ نائبة ٍ حلومٌ
- ثِقالٌ لا تُوازَنُ بالجبالِ
- وفى العلياءِ فخرُ الملك يسمو
- سموَّ البدرِ فى غررِ اللّيالى
- وقد علمتْ ملوكُ ببنى بويهٍ
- بأنَّك حاسمُ الدّاءِ العُضالِ
- وأنّك فى الخطوبِ الجونِ منهمْ
- مكانَ النّارِ فى طرفِ الذبالِ
- ولمّا رامَها مَن رامَ منهمْ
- عجلتَ إليه من قبل العجالِ
- ليوثٌ كالأجادل ضارياتٌ
- على صهواتِ خيلٍ كالرّئالِ
- تَحُفُّ بصلِّ رملة ِ بطنِ وادٍ
- تَناذرُ منه أصلالُ الرِّمالِ
- إذا ما همَّ طوَّحَ بالتَّمادي
- وداسَ السِّلْمَ في طرقِ القتالِ
- وأرغَمها أنوفاً من أناسٍ
- غَدَوْا يَستنزِلونَ عنِ النِّزالِ
- وقد ساموك مشكلة ً لموعاً
- كما لمعَ الفضاءُ بلمعِ آلِ
- وظنّ بك الغواة ُ الصّدَّ عنها
- وما ريعتْ قرومك بالإفالِ
- فيالشجاعة ٍ بكَ ما أفادَتْ
- منَ النَّعماءِ عندك للموالي!
- وأيَّة ُ صَعْبَة ٍ ذلَّلتَ قسْراً
- قراها أى ّ ذلٍّ للرّجال !
- فقد عَلَّمتَ كيف تفوتُ شرّاً
- وكيفَ تجوزُ ضَيِّقة َ المجالِ
- وليس يَضِلُّ إثْرَكَ مَن هَدَتْهُ
- مواقعُ مَنْسِمِ العَوْدِ الجَلالِ
- إذا ما كنتَ لي وَزَراً حصيناً
- على نُوَبِ الزَّمانِ فما أُبالي
- وخَوَّفَني العُداة ُ الشَّرَّ منهمْ
- فما خطرتْ مخافتهمْ ببالى
- وراموا قطعَ أسبابٍ متانٍ
- علقتُ بها فما قطعوا قبالى
- وما نَقَموا سِوى أنِّي لديهِ
- شديدُ القربِ مُستَمَعُ المقالِ
- وأنّى فيه دون النّاس جمعاً
- أُعادي مَن أُعادي أو أُوالي
- وكم لى فيه من غررٍ بواقٍ
- ومن سحرٍ سبقتُ به حلالِ
- يغورُ إلى القلوب بلا حجابٍ
- ويشفيك الجواب بلا سؤال
- وقافية ٍ متى استمعتْ أبرّتْ
- عذوبتها على الماءِ الزّلالِ
- فلولا أنَّها كِلَمٌ لكانتْ
- فريدَ نحور ربّاتِ الحجالِ
- وهذا العيدُة النّيروزُ جاءا
- كما نهواه فيك بخير فالِ
- وما افترقا بهذا العصرِ إلاّ
- كما افترقتْ يمينٌ معْ شمالِ
- فدُمْ لتكرُّمٍ أرخصتَ منه
- ولم يزلِ التَّكرُّمُ وهو غالِ
- ويا نعمى له دومى وكونى
- على غيرِ الزّمان بلا زوالِ
المزيد...
العصور الأدبيه