قصائدالشريف المرتضى



أَلا بكِّها أُمَّ الأسَى والمصائبِ
الشريف المرتضى



  • أَلا بكِّها أُمَّ الأسَى والمصائبِ

  • بدمعك سَحًّا بينَ سارٍ وساربِ

  • وعاصِ الّذي لم يُهمِ ماءَ جُفونِهِ

  • على فقدِ ماضٍ أو على إِثْرِ ذاهبِ

  • ولا تُغرِنِي بالصَّبْرِ والصَّبرُ مالَه

  • طريقٌ إلى ما في الحشا والتّرائبِ

  • تلومُ على ما بي وأنتَ مُسَلَّمٌ

  • وقد جبَّ هذا الرُّزءُ دونك غاربي

  • وإنّيَ مَبْلُوٌّ بما لم تُبَلْ بِهِ

  • فلا تُبلِني فيه بلومِ المعاتبِ

  • وما مسّني فيما مضى مُشبهٌ بهِ

  • ولا مرَّ شاجٍ لي شجاهُ بجانِبي

  • مصابٌ هوى بالشُّمِّ مِن آل هاشمٍ

  • وضَعْضعَ رُكنًا من لُؤَيِّ بنِ غالبِ

  • ولم يمض إلاّ بالشَّواة عن الشّوى

  • ولم يرضَ إلاّ بالطُّلى والذَّوائبِ

  • وناعٍ نعى نفسي ولم يدرِ أنّه

  • نَعاها فأغراها بلَدْمِ تَرائبي

  • ولم أشفِ ما بي من جوًى ومَضاضة ٍ

  • بقرع جبيني أو عضيض رواجبي

  • تمنَّيتُ لمّا أنْ أتى وهْوَ صادِقي

  • على الرّغم منّي أنه كان كاذبي

  • نسيبيَ بالودّ الصّحيح "وفضلة ٌ"

  • على ودّنا ما بيننا من مَناسِبِ

  • وما ضرَّ مَن كانَ القريبُ مودَّة ً

  • مُقَرَّبة ً أنْ لم يكُنْ من أقاربي؟

  • عططتُ اصطباري عنه لمّا فقدتُهُ

  • عليه ولم أقنع بعطّ جلاببي

  • ولمّا تُوُفِّي "الزينبيُّ محمّدٌ"

  • وسارت بما لاقاه أيدي الرَّكائبِ

  • نفضتُ منَ الخُلاّنِ كَفِّيَ بعدَهُ

  • ولوّيتُ عن دار الأخوّة جانبي

  • وغاضتْ دموعي في الشّؤونِ فلَمْ تسِلْ

  • فلا مُطمِعٌ من سائر النّاس مُطمِعِي

  • ولا رائبٌ من بَنْوة ِ الدّهر رائبي

  • وإنَّ ودادي بعده لمَّ نَفسَه

  • وحاصَ امتراقاً من أكفِّ الخواطِبِ

  • فلا تُدنِنِي يوماً ديارَ مَسرّة ٍ

  • ولا تغشَ بي إلاّ بيوت المنادِبِ

  • فمن ذا الذي يرجو البقاءَ ونحنُ في

  • يمين الرّدى طوعاً وأيدي المعاطِب

  • نُساقُ إلى المكروهِ من كلِّ وُجهِة ٍ

  • ونُلوَى عنِ المحبوب لَيَّ الغرائبِ

  • ونُطوى كما تُطوى البُرودُ بحفرة ٍ

  • مُطمّمة ٍ أعيتْ على كلّ هارب

  • فثاوٍ بها طولَ المدى غيرُ راحلٍ

  • وماضٍ إليها بالرَّدى غيرُ آئبِ

  • ونُعدى بداء الموتِ ممَّنْ أَصابه

  • وعدوى المنايا غيرُ عدوى الأجارب

  • ولم يَعْرَ جِلدِي كلما ذَرَّ شارقٌ

  • لرامي المنايا من سهامٍ صوائِبِ

  • فيثلمُني مَن لا أراهُ بناظري

  • ويجرحني من ليس لي بمحارِبِ

  • وما غرّني منها سلامة ُ سالمٍ

  • فكمْ سالمٍ من حولِهِ أَلفُ عاطِبِ

  • فإنْ تُبقِني الأيّامُ بعدكَ للأسَى

  • عليك وحزني فائضٌ غيرُ ناضِبِ

  • فإنّيَ قوسٌ ما لها منك أسهُمٌ

  • ونصلُ قراعٍ ما لَهُ من مَضارِبِ

  • ونارٌ بلا صالٍ وضيفٌ بلا قِرى

  • وليلٌ بهيمٌ ما له من كواكِبِ

  • فإنْ لم يكن شوك القَتادِ من الأسى

  • غليكَ فراشًا لي فشَوْلُ العقاربِ

  • أبادَ الرَّدى أهلي وأَفنى معاشِري

  • وفرّق ما بيني وبين عصائبي

  • وعاث زماني في قبيلي وتارة ً

  • يذعذع ما بيني وبين أصحابي

  • وأسمعني في كلِّ يومٍ وليلة ٍ

  • نشيج البواكي أو حنينَ النَّوادبِ

  • وأَعرَى يميني من إخاءٍ شريتُهُ

  • وأعَددْتُهُ ذُخرًا بسَوْمِ التجارِبِ

  • كأنِّيَ عَوْدٌ في يديهِ مُذَلَّلٌ

  • تجذِّبُهُ للعَقْرِ أيدي الجواذِبِ

  • له مَنسِمٌ من كلِّ فِهْرٍ مُشجَّجٌ

  • "ويُبلى " قَراه كلَّ يومٍ براكبِ

  • ومن عَجَبٍ أَنّي طرحتُك في الثرى

  • بملْعَبَة ٍ بينَ الرِّياحِ الجنائبِ

  • ووسّدْتُكَ البَوْغاءَ من بعد بُرْهة ٍ

  • توسَّدتَ فيها طالعاتِ الكواكب

  • فإنْ تخفَ عنّا في التراب فإنَّما

  • خفيتَ وقد أطلعت غُرَّ المناقبِ

  • وإن تُبْلَ في قعر الضَّريح بِغَيْهبٍ

  • فقد طالما بيّضتَ سود الغياهبِ

  • وإن تُضحِ محبوساً عن النُّطق بالرّدى

  • فما زلتَ في الأقوام أوَّلَ خاطِبِ

  • وما أنصف الأقوامُ خلَّوْك في الثرى

  • وراحوا إلى أوطارهمْ والملاعِبِ

  • وما جانَبوك عن قِلاهُمْ وإنَّما

  • تناءَوْا جميعاً عن بعيدٍ مجانِبِ

  • هُمُ أَودعوك التُّربَ عَمدًا وَوَدَّعوا

  • على رَغْمهم خيرَ اللِّحى والحواجِبِ

  • فإنْ حملوا صَعْبًا عليكَ فطالما

  • تحمّلْتَ عنهم مُضْلِعاتِ الصّعائبِ

  • وإنْ أسعفوك بالنّحيب توجّعاً

  • فمن بعدِ أن أسعفتَهمْ بالحرائبِ

  • فقدْتُك فقدي مِقْوَلِي يومَ حاجتي

  • إلى القولِ أوْ سيفي غداة َ التضَّاربِ

  • ولم يُعْيني إلاَّ الَّذي يطرقُ الفتى

  • وإلاَّ فإنّي غالبٌ كلَّ غالبِ

  • وكم سَلَبٍ أَجرى الدِّماءَ جفونَنا

  • ولم تجنِهِ فينا يمينٌ لغاضِبِ

  • فلا أرَبٌ في الدّهر إلاَّ محوتَه

  • فبِنْ بالمُنى عنّا وكلِّ المآرِبِ

  • أيا ذاهبًا ولَّى وخلَّفَ بعدَهُ

  • عليَّ منَ الأحزانِ مِلْءَ جوانبي

  • وأخطَرَني من بعدِ أنْ كانَ لي حِمًى

  • وأفردَني من بعد أنْ كانَ صاحبي

  • وُهبتَ لنا ثُمَّ ارتُجعتَ إلى الرَّدى

  • فما لي انتفاعٌ بعدَها بالمواهبِ

  • فإنْ لم أكنْ مَيْتًا كما أنتَ ميِّتٌ

  • فما لِيَ في عيشي نصيبٌ لراغِبِ

  • وإنْ حجّبوك عن لقائِيَ بالثّرى

  • فما حَجَبوا حُزني عليك بحاجِبِ

  • وإن تمضِ صِفْرَ الكفّ من كلّ ثروة ٍ

  • فقد بِنتَ صِفْرًا من جميع المعايِبِ

  • بقلبِيَ نارٌ من فراقك ليتها

  • ولا بدَّ منها اليومَ نارُ الحُباحبِ

  • ومن أينَ لي من بعدِه بَدَلٌ بهِ

  • وأين بديلٌ عن زُلالٍ لشاربِ؟

  • فتًى أقفَرتْ منه ديارُ مَودَّتي

  • وخُولستُ أحبابي بها وحبائبي

  • وفارقني لا عن مَلالِ وِصالِهِ

  • وكم مللٍ لي من لصيقٍ مصاقِبِ

  • وقال خليلي: حزنُك اليومَ مُسرفٌ

  • كأنّ عليكَ الحزنَ ضربة ُ لازبِ

  • لَعَمْرُ اللّواحي إنّها لمصيبة ٌ

  • ولكنّها ليست كباقي المصائِبِ

  • وقد نابكمْ ما نابكمْ فتأمّلوا

  • أمرَّ لكُمْ مِثلٌ لها في النَّوائبِ؟

  • أعِنِّي على ما بي وإلاّ فخلِّني

  • فلستَ وما ثِقْلي عليك بصاحبي

  • ولا تُسلِنِي عمّا مضى بالّذي تَرى

  • فقد حِيزَ عنِّي خيرُ ما في حقائبي

  • ولو أنَّ غيرَ الموت ضامك وحدَه

  • دفعناه بالبيض الرّقاق المضارِبِ

  • ومُدَّتْ إليه من رجالٍ أعزَّة ٍ

  • طوالِ الخُطا أيدي القنا والقواضبِ

  • إذا ركبوا لم يرجعوا عن عزيمة ٍ

  • وإن غضبوا لم يحفِلوا بالعواقِبِ

  • هُمُ أَطعموا سُغبَ الصَّوارمِ والقَنا

  • طِعانًا وضَربًا من لحومِ الكتائِبِ

  • وما عُظِّموا في النّاسِ إلاّ بحقِّهمْ

  • وما قُدِّموا في القومِ إلاّ بواجبِ

  • وهمْ أخجلوا بالجدْب كلَّ مجاودٍ

  • وهمْ غلبوا في الحرب كلَّ مُحاربِ

  • عليكَ سلامٌ لا انقطاعَ لِوَبْلِهِ

  • يجودُ وإنْ ضنَّتْ غِزارُ السَّحائِبِ

  • ولا زِلتَ مطلولَ الثَّرى أرِجَ النَّدى

  • تضوع ذَكاءً من جميعِ الجوانِبِ

  • وإنْ مسَّتِ الأرواحُ تربَك مسَّة ً

  • فمُرُّ نسيمِ المُعيباتِ اللّواعبِ

  • وأولَجَكَ اللهُ النّعيمَ ولا تكنْ

  • بجنّاتِهِ إلاّ عَلَّى المراتبِ



أعمال أخرى الشريف المرتضى



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط