الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ >>
قصائدالشريف المرتضى
أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ
الشريف المرتضى
- أَعَلَى الرَّكائبِ سارتِ الأحداجُ
- والبَينُ ما عنهُ هُناك مَعاجُ؟
- لا تطلبوا "منِّي" السلوَّ فليس مِنْ
- حاجي وليَ في منْ ترحّلَ حاجُ
- قالوا: اصطبرْ والصبرُ ليسَ بزائلٍ
- مَنْ عندَهُ بالغانياتِ لجاجُ
- ودواءُ أمراضِ النّفوسِ كثيرة ٌ
- والحبُّ داءٌ ليس منه علاجُ
- بيني وبين تجلُّدي وتماسكي
- والعيسُ تُرحلُ للفراق رِتاجُ
- همْ أَوقدوا نارَ الهوَى في أضلُعي
- بقراقهمْ يومَ الرّحيل وهاجوا
- في ساعة ٍ ما إنْ بها إلاّ حوى ً
- يُضني وسيلُ مدامعٍ ثجّاجُ
- عاجُوا علينا بالوَداعِ وليسَ لي
- صَبرٌ عليهِ فليتَهُمْ ما عاجوا
- وسَرَوا بمُسوَدٍ بهيمٍ مالهمْ
- إلاّ وجوهُ البيضِ فيه سراجُ
- وغذا همُ بالرغمِ منّا أدلجوا
- أودى المتيَّمَ ذلك الإدلاجُ
- ولقد نعى وَصْلي لكمْ وبكى به
- قبلَ الفراقِ النَّاعقُ الشَّحّاجُ
- نادَى فأزعَجَ كلَّ من لم يأْتِهِ
- لولاهُ إِقلاقٌ ولا إزعاجُ
- لِمْ شِرْبُكمْ عندي النَميرُ وعندكمْ
- شِربي على الظمأِ الشديد أجاجُ؟
- وإذا ضنِنتمْ بالعطاءِ فليتَهُ
- ما كان إفقارٌ ولا إحواجُ؟
- والبُخلُ مِلْءُ بيوتِكمْ فمتى يُرَى
- يُثرى ويُغنى منكمُ المحتاجُ
- وأنا الفصيحُ فإنْ شكوت إليكمُ
- جَنَفَ الغرامِ فإنَّني اللَّجلاجُ
- وفلاحُ قلبٍ لا يُرجّى بعدما
- وَلِيَتْ عليهِ الطِّفلة ُ المِغْناجُ
- أقسمتُ بالبيتِ الحرامِ وحولَهُ
- للزَّائريهِ منَ الوُفودِ ضَجاجُ
- عَرَقَتْهُمُ حتَّى أتَوْهُ هُزَّلاً
- بيدٌ عِراضٌ دونَهُ وفجاجُ
- ومنى وبُدْنٍ ما صًرعنَ بتُربها
- ـنَدْبُ الخفيفُ إذا عَلا الهِلباجُ
- والمَوْقِفَيْنِ عليهما وإليهما
- طَلَبَ "النّجا وتزاحمَ" الحُجاجُ
- لولايَ لم يكُ للنّدى سيلٌ ولا
- في الرَّوع إلجامٌ ولا إسراجُ
- ما ضَرَّني أنْ ليسَ فوقَ مَفارقي
- تاجٌ ومن فضلي عليَّ التّاجُ
- وأنا الغبينُ وضيتُ بإن تُرى
- فوقي العيوبُ وتحتيَ الهِملاجُ
- وبأنْ تَقِلَّ مَكارمٌ مِنِّي ولي
- ثَمَرٌ كثيرٌ سائغٌ وخَراجُ
- والضّاحكون بيومِهمْ ما فيهُمُ
- إلاّ الذي هو في غدٍ نشّاجُ
- دعْ مَن يكونُ جمالَهُ وفخارَهُ
- في الفاخرينَ الوَشْيُ والدّيباجُ
- فثيابُ مِثلي يومَ سِلْمٍ عِفَّة ٌ
- وثيابُ جسمي في اللّقاءِ عَجاجُ
- قلْ للأُلى سَخِطوا الجميلَ فمالهمْ
- يومًا إلى كسبِ العُلا مِنهاجُ:
- لو شئتمُ أن تعلموا لعلمتُمُ
- علمي فليس على العلوم سِياجُ
- ما فيكمُ لولايَ لو أنصفتمُ
- دخَّالُ كلِّ كريهة ٍ خَرّاجُ
- كلُّ الفضائلِ في يدَيَّ وما لكُمْ
- منهنَّ أفرادٌ ولا أزواجُ
- ومعالمي خضرُ الذّوائبِ لم يَسرِ
- فيهنَّ إخلاقٌ ولا إنْهاجُ
- ولقد ظهرتُ فليس يُخفي شُهرتي
- في النّاسِ إدراجٌ ولا إدماجُ
- وعَشيتُمُ منّي وفوق رؤؤسكمْ
- بالرّغم يلمع كوكبي الوّهاجُ
- فالمَكْرُماتُ عقيمة ٌ منكُمْ ولي
- منهنّ في كلّ الزّمانِ نتاجُ
- ما فيكمُ صفوٌ ولكنْ أنتمُ
- كَدَرٌ لصفوٍ في الوَرى ومِزاجُ
- قُوموا أَروني تابعًا فردًا لكُمْ
- ودَعُوا الّذي أتباعُهُ الأفواجُ
- والنقصُ ملتحفٌ بكمْ ما فيكمُ
- عنهُ المحيصُ ولا لهُ إفراجُ
- حتَّى سُويعاتُ السُّرورِ قَصيرة ٌ
- فيكُمْ ووضعُ الحاملاتِ خِداجُ
- وإذا رضيتم بالحُطامِ فلا ارتوى
- صادٍ ولا امتلأتْ لكمْ أعفاجُ
- من لي بخِلٍ يستوي ليَ عنده
- يُسْري وعُسْري والغِنى والحاجُ؟
- وإذا عَرَتني في الزّمانِ شديدة ٌ
- فَهُوَ المكشِّفُ كَرْبَها الفَرّاجُ
- ما يَسْتوي جَدْبٌ وخِصْبٌ لا ولا
- وَشَلٌ وبحرٌ فائضٌ عَجَّاجُ
- بِتْنا ونحن المُعرِقون تقودنا
- بينَ العِدى وتَسُوقُنا الأعلاجُ
- ماوِرْدُنا في الدهر إلاّ رَنْقُهُ
- ولنا الإضاعة ُ فيهِ والإمراجُ
- لا خيرَ في هامٍ بغير أزِمّة ٍ
- فينا وسَجْلٍ ليس فيه عِناجُ
- ماحقُّ مِثلي وهو ممّن قولُهُ
- يسري إلى الآفاقِ منه لِهاجُ
المزيد...
العصور الأدبيه