الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا >>
قصائدالشريف المرتضى
أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا
الشريف المرتضى
- أما تَرى الرُّزْءَ الذي أقبلا
- حمَّلَ قلبي الحَزَنَ الأثقلا؟
- بليتُ والسّالمُ رهنٌ على
- قضيَّة ِ الدَّهر بأنْ يُبْتَلى
- مُجَرَّحاً لا حاملٌ جارحي
- بكفّه رمحاً ولا منصلا
- يقرعُ مروى بأكفّ الرّدى
- يردعنى من قبل أنْ ينزلا
- وإنْ تأمَّلتُ أوانَ الرَّدى
- رأيتُ ليلاً دونه أليلا
- كأنَّني أعشى وإنْ لم أكنْ
- أعشَى منَ الأمرِ الذي أَثْكلا
- يا بؤسَ للإنسان في عيشهِ
- يسلُّ منه أوّلاً أوّلا
- يَنْأَى عنِ الأهل وما ملَّهمْ
- ويُبدلُ الحيَّ وما استبدلا
- بين ترى فى ملإ داره
- حتّى تراه فى صعيدِ الملا
- فقلْ لقومٍ زرعُهمْ قائمٌ:
- زرعكمْ لابدَّ أنْ يختلى
- وقلْ لمن سُرَّ بتخويلهِ
- خوّل منْ يأخذ منْ خوّلا
- وقلْ لماشٍ في عِراصِ الرَّدى
- أنسيتَ من يستعثر الأرجلا
- أسْمَنَك الدَّهرُ فلم تخشَه
- وإنَّما أسمنَ مَن أهزلا
- إنْ تلفهِ للمرءِ مستركباً
- فهو الذى تلقاه مستنزلا
- أوْ صانَهُ عن بذلهِ مرَّة ً
- فهو الذى يرجع مستبذلا
- فلا يغرَّنْك وميضٌ لهُ
- ما لاح فى الآفاقِ حتّى انجلى
- ولا تصدّقْ مائناً دأبهُ
- أن يكذبَ القولَ وأنْ يبطلا
- وكلّنا يكرع صرفَ الرّدى
- إمّا طويلَ اللَّبْثِ أو مُعْجَلا
- فما الذي يُجْزِعُ من طارقٍ
- إنْ لم يزرْ يوماً فما أمْهلا؟
- نعى إلى قلبى َ شطراً له
- منه حقِّه أنْ يلقمَ الجندلا
- فقلتُ ما أحسنتَ بلْ يا فتى
- ما أحسنَ الدَّهرُ ولا أجملا
- يا دهرُ كم تنقل ما بيننا
- مَن ليس نَهوى فيه أن ينقلا؟
- تأخذُ مِنّا واحداً واحداً
- بل تأخذ الأمثلَ فالأمثلا
- أفنيتَ بالأمسِ شقيقاً له
- فانظرْ إلى حَظِّك ما أجزلا
- قعدتَ تستهلكُ ما حُزتَه
- صبراً فصبرٌ غاية ُ المبتلى
- قالوا تسلَّ اليومَ عن فائتٍ
- فقلتُ : بعداً لفؤادٍ سلا
- لا تعذلوا المعولَ حزناً له
- فخيرُكم مَن ساعدَ المُعْوِلا
- أيُّ فتى ً فارقنا غَنْوَة ً
- رُحِّلَ عنّا قبلَ أن نَرحلا
- لا الجِدُّ مملوكٌ لديه ولا
- يخاف فى الخلوة ِ أنْ يهزلا
- وذو عفافٍ كلّما سامه
- ذو الغشِّ منه مرَّة ً قال: لا
- لا تألفُ الرّيبة ُ أبوابه
- يا غائباً عنّى ولولا الرّدى
- ما غاب عنّى الزّمنَ الأطولا
- سَرْبَلَني ما لابديلٌ له
- وربَّما استبدل مَن سَربلا
- لا أخطأتْ قبرَك هطّالة ٌ
- ولا عداك المُزْنُ إنْ أسبلا
- وجانبٌ أنتَ به ساكنٌ
- لا عدمَ القطرَ ولا أَمْحلا
- ولا يزلْ والجدبُ فى غيره
- مروّضاً حوذانه " مبقلا "
- وامضِ إلى حيث مضى معشرٌ
- كانتْ لهم فى الدّرجاتِ العلا
- وصرْ لما صاروا فأنت الذى
- أعددتهمْ فى حذرٍ موئلا
- فهمْ شفيعٌ لك إنْ زلَّة ٌ
- كانتْ وإنْ بعضُ عثارٍ خلا
- وجنّة ُ الخلدِ لهمْ إذنها
- وموقداتُ النّارِ لا للصّلا
- وحبّهمْ والفوزُ فى حبّهمْ
- أخرجَ مَن أخرجَ أو أدخلا
المزيد...
العصور الأدبيه