الأدب العربى >> الشعر >> العصر العباسي >> الشريف المرتضى >> أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا >>
قصائدالشريف المرتضى
أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا
الشريف المرتضى
- أما ترى الرَّبعَ الّذي أقفرا
- عراهُ من يرب البلى ما عرا ؟
- لو لم أكنْ صبّاً لسكّانهِ
- لم يجرِ من دمعي له ماجَرى
- رأيته بعد تمامٍ له
- مقلباً أبطنهُ أظهرا
- كأنّني شكّاً وعِلماً بهِ
- أقرأ مِن أطلالهِ أسطُرا
- وقفتُ فيه أينُقاً ضُمرّاً
- شذب من أوصالهنّ السرى
- لي بأناس شغلٌ عن هوى ً
- و معشري أبكى لهم معشرا
- أجلْ بأرض الطفّ عينيك ما
- بينَ أناسٍ سُرْبلوا العِثْيَرا
- حَكَّم فيهم بغيُ أعدائِهمْ
- عليهم الذؤبانَ والأنسرا
- تخال من لألاءِ أنوارهمْ
- ليلَ الفيافي لهمُ مقمرا
- صَرعى ولكنْ بعد أن صَرَّعوا
- وقطَّروا كلَّ فتى ً قَطَّرا
- لم يرتضوا درعاً ولم يلبسوا
- بالطعن إلاّ العلقَ الأحمرا
- من كلّ طيانِ الحشا ضامرٍ
- يركبُ في يوم الوغَى ضُمَّرا
- قلْ لبني حربٍ وكم قَوْلة ٍ
- سطرها في القوم من سطرا
- تهتمْ عن الحقّ كأنّ الذي
- أنذركم في الله ما أنذرا
- كأنَّه لم يَقرِكُمْ ضُلَّلاً
- عن الهدى القصدَ بأمّ القرى
- ولا تَدرَّعْتُم بأثوابهِ
- من بعد أن أصبحتمُ حسرا
- و لا فريتمْ أدماً " مرة ً "
- ولم تكونوا قطُّ ممَّن فَرى
- وقلتُمُ: عنصرنا واحدٌ
- هيهات لا قربى ولا عنصرا !
- ما قدم الأصلُ امرءاً في الورى
- أخره في الفرع ما أخرا
- وغرَّكُم بالجهل إمْهالُكم
- وإنَّما اغترَّ الَّذي غُرِّرا
- حلأَّتُمُ بالطفّ قوماً عن الْـ
- ـماءِ فحُلِّئْتُمْ به الكَوْثرا
- فإنْ لَقُوا ثَمَّ بكم مُنكَراً
- فسوف تَلْقَون بهم مُنكرا
- في ساعة يحكم في أمرها
- جدهم العدل كما أمرا
- و كيف بعتمْ دينكمْ بالذي أسـ
- ـتَنْزره الحازمُ واستحقرا!
- لولا الذي قدر من أمركمْ
- وَجَدتُم شأنَكمُ أَحقر
- كانت منَ الدَّهرِ بكم عثرة ٌ
- لا بدّ للسابق أن يعثرا
- لاتفخروا قطُّ بشيءٍ فما
- تركتُمُ فينا لكم مَفْخرا
- ونِلتموها بَيعة ً فَلتة ً
- حتّى ترى العينُ الّذي قُدِّرا
- كأنَّني بالخيل مثلُ الدُّبى
- هبتْ به نكباؤه صرصرا
- وفوقَها كلُّ شديدِ القُوى
- تخاله من حنقٍ قسورا
- لا يمطرُ السمرَ غداة َ الوغى
- إلاَّ برشَّ الدمِ إنْ أمطرا
- فيرجعُ الحقُّ إلى أهلهِ
- و يقبلُ الأمر الذي أدبرا
- ياحججَ اللهِ على خلقهِ
- و من بهم أبصرَ من أبصرا
- أنتمْ على الله نزولٌ وإن
- خالَ أُناسٌ أنكمْ في الثَّرى
- قد جعل الله إِليكمْ كما
- علمتُمُ المبعثَ والمحشرا
- فإِن يكنْ ذنبٌ فقولوا لمن
- شفعكمْ في العفو أن يغفرا
- إذا توليتكمُ صادقاً
- فليس منِّي ”مُنكَرٌ” مُنكِرا
- نَصرتُكمْ قولاً على أنّني
- لآملٌ بالسيفِ أن أنصرا
- وبينَ أضلاعيَ سِرٌّ لكمْ
- حوشيَ أن يبدو وأن يظهرا
- أنظرُ وقتاً قيل لي بُحْ به
- و حقّ للموعود أن ينظرا
- وقد تبصَّرتُ ولكنَّني
- قد ضقتُ أن أكظم أو أصبرا
- و أيُّ قلبٍ حملتْ حزنكمْ
- جَوانحٌ منه وما فُطِّرا
- لاعاشَ مِن بعدكُمُ عائشٌ
- فينا، ولا عُمِّرَ مَن عَمَّرا
- و لا استقرت قدمٌ بعدكم
- قرارة ً مَبْدى ولا مَحضَرا
- و لا سقى اللهُ لنا ظامئاً
- من بعد أن جنبتمُ الأبحرا
- و لا علتْ رجلٌ وقد زحزحت
- أرجُلُكمْ عن مَتْنهِ مِنْبرا
المزيد...
العصور الأدبيه